تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : خدعوك فقالوا "بنحب بقلوبنا".. العقل يعشق قبل القلب
source icon

سبوت

.

خدعوك فقالوا "بنحب بقلوبنا".. العقل يعشق قبل القلب

كتب:نهى العليمي

الحب ليس مجرد خفقان القلب أو انجذاب غامض بين شخصين، بل هو عملية عصبية معقدة تبدأ في الدماغ، وتؤثر على الجسد كله، ففي حقيقة الأمر العقل هو من يختار ويتعلق وليس القلب.

آليات بيولوجية تحدث في الدماغ تماثل تأثير بعض المواد المخدّرة من حيث الشعور بالنشوة، والتعلق والإدمان، ويقودنا العلم إلى إعادة التفكير في مفاهيمنا القديمة، فربما لم يكن القلب سوى رمز مجازي، أما الحقيقة فهي أن الحب عقلاني أكثر مما نظن، حرفيًا وبيولوجيًا.

في دراسة نشرت في موقع Psychology Today، كشف د. إريك هاسيلتين، المتخصص في علم الأعصاب، أن الانجذاب العاطفي لا ينبع من القلب كما نظن، بل من الدماغ، الذي يفرز مجموعة من الهرمونات عند الوقوع في الحب، تؤثر فعلياً على كيمياء الدماغ وتُحسّن من أدائه.

وفي تجربة بجامعة "ساوث ويست" الصينية، تم فحص أدمغة ثلاث مجموعات من يعيشون قصة حب، ومن انفصلوا، ومن لم يمروا بأي تجربة عاطفية، النتيجة كانت؛ نشاط دماغي مختلف لكل مجموعة، يؤكد أن الحب فعل دماغي بالأساس، رغم ما نشعر به في القلب من تسارع في النبض وتوتر في الجسد، علمياً القلب يضخ الدم فقط والحب كيميا الدماغ.

العلم يحسم الجدل
تؤكد الدكتورة شهيرة سامي استشاري الطب النفسي، أن الحب هو عملية عصبية تماماً، فالقلب مجرد مضخة، أما المخ فهو المتحكم الفعلي في مشاعر الحب والانجذاب لهذا، فالأدق أن نقول "نحن نحب بعقولنا" تماماً كما نفكر ونختار، وعند الوقوع في الحب، يفرز المخ هرمونات مثل:

• الأوكسيتوسين: يمنحنا الشعور بالأمان والتواصل.
• الدوبامين: يسبب الشعور بالنشوة واللهفة.
• السيروتونين: يعزز السعادة العامة.
• الأدرينالين والنورأدرينالين: يرفعان التركيز وخفقان القلب.

كلها تبدأ من الدماغ، لكن القلب هو من يشعر بنتائج هذه المشاعر والهرمونات، فنعتقد خطأً أن القلب هو السبب.

القلب ودقاته
تضيف د. شهيرة موضحة، الأعراض الجسدية المرتبطة بالحب، مثل زيادة النبض والتعرق والخفقان الزائد في القلب، هي نتائج للتفاعلات الكيميائية التي تحدث في الدماغ والتي يشعر بها الناس، فعندما يُفرز الأدرينالين نتيجة للتوتر أو الإثارة، يؤدي ذلك إلى زيادة معدل ضربات القلب التي هي نتيجة وليس سبباً.

وتوضح د. شهيرة، أن هناك ثلاث مراحل من الشعور تحدث للإنسان عند الوقوع في الحب وهي:

المرحلة الأولى: الرغبة؛ والهدف منها تحفيز التزاوج والإنجاب، هذه المرحلة تخضع لتأثير الهرمونات الجنسية وتكون مدفوعة أساسًا بالغريزة، والهرمونات الأساسية هنا هي:
• التستوستيرون (لدى الرجال والنساء): يزيد من الرغبة الجنسية والانجذاب الجسدي.
• الأستروجين (لدى النساء بشكل رئيسي): يؤثر أيضًا في الجاذبية الجنسية والخصوبة.

المرحلة الثانية: الانجذاب؛ وفيها تفرز الهرمونات والناقلات العصبية الأساسية التي تشبه من الناحية العصبية حالة “الإدمان”، إذ ينشط الدماغ كما لو كان تحت تأثير مواد منشطة وفيها تفرز في الدماغ:

• الدوبامين: يُعرف بـ”هرمون المكافأة”، يسبب مشاعر النشوة، الحماس، والتركيز الشديد على الحبيب.
• النورأدرينالين: يزيد من معدل ضربات القلب ويؤدي إلى مشاعر الإثارة والنشاط.
• السيروتونين: يكون مستواه منخفضًا خلال هذه المرحلة، مما قد يفسر حالة “الانشغال الدائم” بالحبيب.

المرحلة الثالثة: الارتباط؛ وهي المرحلة الحاسمة في بناء علاقات طويلة ومستقرة، وتظهر بقوة في علاقات الزواج وتربية الأبناء والهرمونات الأساسية:

• الأوكسيتوسين: يُطلق عليه “هرمون الحضن”، يُفرز أثناء العناق والعلاقة الحميمة، ويعزز الثقة والتقارب العاطفي.
• الفازوبريسين: يرتبط بالشعور بالولاء والحماية والرغبة في الاستمرارية مع الشريك.

لذا فالحب هو تجربة بيولوجية معقدة تنشأ في الدماغ، حيث تلعب الهرمونات والناقلات العصبية دورًا رئيسيًا في تشكيل مشاعر الحب والانجذاب والارتباط. وبالتالي، فإن القلب ليس سوى متلقٍ لهذه الإشارات، وليس مصدرها.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية