تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
جاء تكريم النجم خالد النبوي في الدورة الـ 46 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي تتويجًا لمسيرة فنية حافلة بالعطاء، امتدت عبر السينما المصرية والعربية والعالمية، فضلًا عن الدراما التلفزيونية والمسرح، وقدّم النبوي على خشبة المسرح أعمالًا بارزة كان أبرزها تجسيده لشخصية الرئيس السادات في عرض مسرحي حمل اسم "كامب ديفيد"، الذي طاف عدة ولايات أمريكية، مُجسدًا أيامًا صعبة من مفاوضات انتهت باتفاقية السلام.
وفي تصريح خاص عقب التكريم، قال النبوي: «هي لحظة مهمة في مسيرتي، أنا دائمًا أضع الجمهور نصب عيني، وما سأقدمه له دون النظر لأي شيء آخر، وعندما يأتي التكريم، وخاصة من مهرجان عريق مثل القاهرة السينمائي، أشعر بسعادة كبيرة لأنه اعتراف حقيقي بمجهود، قلت على المسرح إنني أهدي التكريم لمن كان لهم الفضل في تكويني: أبي وأمي وأسرتي وأساتذتي، وألخص دائمًا فلسفتي في الحياة في عبارة؛ كن مختلفًا حتى وإن عشت وحيدًا.»
رحلة فنية محلية وعالمية
وعن رؤيته لمسيرته محليًا وعالميًا، أكد النبوي أن رحلته لم تكن يومًا بحثًا عن شهرة أو مكسب سريع، بل كانت محاولة لصناعة أثر حقيقي يليق بتاريخ الفن المصري، ويقول إنه ابن هذا المجتمع، وثمرة لتأثيرات جيل كامل من المبدعين الذين شكّلوا وجدانه؛ من نجيب محفوظ وسيد حجاب والأبنودي وبهاء طاهر، وصولًا إلى يوسف شاهين ونور الشريف ومحمود ياسين ومحمود عبد العزيز وأحمد زكي، واصفاً هؤلاء بأنهم «الثروة الحقيقية» التي يعتز بالانتماء إليها ويحمل مسؤولية امتدادها.
«المواطن مصري» نقطة تحوّل
يشير النبوي إلى أن وعيه الإنساني والفني بدأ مبكرًا مع أولى خطواته في فيلم المواطن مصري، حين جلس وسط «شلة الحرافيش» يستمع إلى نجيب محفوظ، ومن بعدها رافق الأبنودي، وزار سيد حجاب، والتقى خيري شلبي، وتعلم من صلاح أبو سيف معنى الإصرار، ومن محمود مرسي قيمة الالتزام.
رسّخت تلك التجارب داخله قناعة بأن الفن رسالة طويلة المدى، لا تُقاس بالانتشار السريع بل بما يبقى في الذاكرة ويؤثر في الوعي.
ويستعيد النبوي ذكريات والده، أحد مصابي العمليات الحربية عام 1970، والذي كان أول أبطال حياته، معلّمًا إياه معنى الانتماء والصبر والعزيمة، ومن هذا الإرث الإنساني بات ينظر إلى الشخصية التي يجسدها باعتبارها «فكرة» أكثر من كونها «مظهرًا»، ويحرص بعد كل عمل على التخلص من طاقته ليستقبل تجربة جديدة بصفاء.
ويقول عن النجاح؛ «النجاح الحقيقي أن تسقط وتنهض، وأن تستمر» فالنجاح بالنسبة له لا يُقاس بالأرقام أو الإيرادات، بل بصدى الناس والقدرة على البقاء مطلوبًا بما يقدمه من مضمون وهوية.
ولهذا، حين يتلقى عملًا عالميًا وآخر مصريًا بالقيمة نفسها، يختار المصري بلا تردد؛ مثلما حدث حين رفض عروضًا من الخارج ليقدّم واحة الغروب، أو حين انتظر حلم طومان باي عشرين عامًا حتى تحقق.
أدواري تحمل رسائل
يؤكد النبوي أن اختيارات الفنان هي التي تصنعه، وأنه ظل يبحث عن الشخصيات التي تحمل رسالة وتعبر عن هوية وتدافع عن الكرامة، ويشير إلى أن شخصياته في أعماله العالمية مثل مملكة الجنة واللعبة العادلة والمواطن وكامب ديفيد -رغم اختلافها- تجمعها فكرة تقديم صورة مشرفة للإنسان العربي، بعيدًا عن الصور النمطية التي تُصدَّر عنه.
ويرى أن الاستعجال يفقد الفنان حريته، لذلك لا يسعى إلى إعجاب سريع، بل إلى عمل يبقى ويضيف، ويرفض محاصرته في شخصية واحدة لرغبات السوق التجاري، لأن ذلك يهدد استقلالية الفنان.
شاهين معلّمي فتح لي كل الأبواب
يقول النبوي إنه يحتفظ بامتنان خاص للمخرج الكبير يوسف شاهين، الذي قرأه بعمق وفتح أمامه أبوابًا واسعة في السينما، مؤكداً أن فيلم المهاجر كان نقطة تحول في حياته، بينما جاء المصير ليبرهن أنه كان جديرًا بالثقة والفرصة.
ورغم إعجابه بالمخرجين العالميين الذين عمل معهم -وفي مقدمتهم ريدلي سكوت- يشدد على أن روحه مرتبطة بمصر، ويرفض فكرة الانتقال للعيش في هوليوود رغم النصائح، مؤكدًا أن الوطن هو من منحه روح الإبداع وله الفضل في كل ما قدمه.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية