تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : حين يمرض الجمال.. أمراض أسماك الزينة وطرق الوقاية
source icon

سبوت

.

حين يمرض الجمال.. أمراض أسماك الزينة وطرق الوقاية

كتب:سعاد طنطاوي

تُعد أسماك الزينة من أكثر الكائنات الحية جذبًا لمحبي الأحواض المنزلية، إذ تضيف لمسة جمالية وأناقة فريدة إلى المكان، إلى جانب كونها مصدرًا للهدوء والبهجة.

ومع تزايد الإقبال على اقتنائها، أصبح من الضروري فهم التحديات الصحية التي تواجه هذه الكائنات الحساسة، خاصة أن أغلب الأمراض التي تصيبها - سواء كانت طفيلية أو بكتيرية أو فطرية - يمكن الوقاية منها إذا توفرت الرعاية السليمة.

شغف مصري قديم 
يوضح الدكتور عادل علي عبد المجيد، أستاذ الأحياء المائية بالمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، أن الاهتمام بأسماك الزينة يعود إلى عصور بعيدة، حيث مارسها المصريون القدماء كهواية، وسجلوا على جدران معابدهم رسومات توثق اهتمامهم بتربيتها.

ثم توالى اهتمام شعوب العالم بها، خصوصًا في آسيا خلال القرن الحادي عشر الميلادي، حيث أطلقوا على الأسماك الحمراء اسم "الحُلى العجيبة"، ويذكر أن بعض أثرياء الهند أهدوا أسماكًا منها للملك الفرنسي لويس الخامس عشر عام 1750م، فنالت إعجاب سيدات البلاط الملكي في ذلك الوقت.

ويضيف، من فرط الاهتمام بتربيتها، أُعدت لها بيئات صناعية مناسبة خارج بيئتها الطبيعية، لكن كثرة الزينة داخل الأحواض - من نباتات وأحجار - تؤثر أحيانًا على حركتها، فالسمكة تحتاج إلى مساحة تعادل عشرة أضعاف طولها كي تتحرك بحرية.

لكل لون مغزى ومعنى
يؤكد د. عبد المجيد، أن أنواع أسماك الزينة متعددة، ولكل منها خصائصه التي تجعله مناسبًا لبيئة الحوض، ومن الأنواع الشائعة أسماك المياه العذبة مثل؛ الجولد فيش ذات الألوان البرتقالية والبيضاء، المولي ذات اللون الأسود أو الفضي، الكوي الفاخرة بألوانها الأحمر والأبيض والأصفر، السوردتيل التي يتميز ذيلها بشكل السيف، والجوبي الصغيرة متعددة الألوان.

أما أسماك المياه المالحة فتضم أنواعًا مثل؛ النيمو الشهيرة بلونها البرتقالي وخطوطها البيضاء، الدامسيل الزاهية بالأزرق والأصفر، البترا أو "سمكة النمر" المعروفة بألوانها المزخرفة وطباعها القتالية، السيكلد والتيترا الحمراء والبلاتيتو الصغيرة.

إضافة إلى الأنواع النادرة مثل البلاك موماس، والبلاك كوشر، والأسماك الاستوائية مثل النيون المضيئة، وأسماك الأمازون.

أمراض أسماك الزينة
تقول الدكتورة عزة محمد رائف، أستاذ طفيليات الأسماك بمعهد بحوث الصحة الحيوانية بالزقازيق، إن هناك أمراضًا عديدة تصيب أسماك الزينة بسبب طفيليات دقيقة تعيش على أجسامها أو داخلها، منها؛ دودة الأنكر (الليرنيا)، والدودة المثقوبة (المونوجينيا)، والبقع السوداء، والنقط البيضاء، والعلق، وجرب الخياشم.
وقد تنتقل العدوى عبر المياه الملوثة عند تغيير ماء الحوض، أو من الأطعمة الحية المجففة كالدود والروبيان، أو ملامسة الأسماك المريضة، بل وحتى من خلال النباتات أو الصخور أو الرمل داخل الحوض.

أعراض الإصابة
يشرح الدكتور عمر حسن عامر، أستاذ الطفيليات بكلية الطب البيطري جامعة الزقازيق، أن المصاب يمكن التعرف عليه من خلال سلوكه، مثل:
نشاط مفرط أو خمول واضح، شحوب اللون وفقد الزعانف والقشور، فرك الجسم بزجاج الحوض أو الصخور نتيجة الحكة، وجود بقع بيضاء أو سوداء أو احمرار في الجسم والزعانف، بالإضافة فقد الشهية، فقدان الوزن، وصعوبة في التنفس.

الحجر الصحي والعلاج
ينصح د. عامر بعزل السمكة المصابة في حوض خاص لمنع انتقال العدوى، ثم علاجها حسب الحالة بمضادات الطفيليات أو الفطريات أو البكتيريا، وهي متوفرة في متاجر الحيوانات الأليفة.

وقد يُستخدم ملح البحر غير المعالج بكمية صغيرة، أو رفع درجة الحرارة لتحفيز الشفاء، وفي حال عدم تحسن الحالة يُستحسن استشارة خبير مختص.

نصائح للمربين
يشدد د.عمر على مجموعة من الإرشادات للمبتدئين في تربية أسماك الزينة؛ البدء بأسماك المياه العذبة لسهولة العناية بها، اختيار أسماك متوافقة في الحجم والسلوك، تجنب ازدحام الحوض، مع وضع نباتات توفر مأوى للأسماك، تغيير المياه أسبوعيًا بنسبة 20–30٪ وخلوها من الكلور، تجنب استخدام مياه الصنبور مباشرة، توفير إضاءة معتدلة من 8–12 ساعة يوميًا لمنع نمو الطحالب، تنظيف الفلتر كل 2–4 أسابيع دون صابون أو ماء ساخن، كذلك تنويع الغذاء بين الأطعمة الجافة والمجففة والخضروات المسلوقة مثل السبانخ والخس، ويؤكد أهمية تشغيل الحوض لمدة 2–4 أسابيع قبل إدخال الأسماك لضمان استقرار دورة النيتروجين وتوفير بيئة آمنة.

الوقاية خير من العلاج
يرى د. عامر أن الوعي هو أساس نجاح تربية الأسماك، فالمتابعة اليومية للسلوك والمظهر تساعد على اكتشاف الأمراض مبكرًا، ويشير إلى ضرورة استشارة الأطباء البيطريين والمتخصصين في الأحياء المائية عند ظهور أي أعراض غريبة، فالمعرفة المسبقة توفر كثيرًا من الخسائر.

الحجر الصحي... خطوة وقائية ضرورية
تحذر الدكتورة ريم فؤاد، المتخصصة في طب الأسماك، من إدخال أسماك جديدة إلى الحوض دون فترة حجر، موضحة أن 70٪ من الإصابات في أحواض الهواة تحدث بسبب هذا الخطأ، وتوصي بعزل السمكة الجديدة لمدة لا تقل عن أسبوعين ومتابعتها بدقة، مع تخصيص أدوات تنظيف منفصلة لكل حوض.

وتلعب المراكز المتخصصة في تربية الأسماك ومواقع الإنترنت دورًا مهمًا في نشر الوعي بأساليب الرعاية السليمة، فمن خلال الدورات التدريبية والمقالات العلمية والنشرات الإرشادية، يمكن للمربين تجنب كثير من الأخطاء، وضمان بيئة صحية وآمنة لهذه الكائنات الجميلة.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية