تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
تضيء الشموع أركان البيوت وتمنحها لمسة هادئة تشعرنا بالراحة والسكينة، خصوصاً مع اقتراب ليالي الشتاء أو في المناسبات التي نبحث فيها عن أجواء رومانسية أو روح احتفال.
ومع انتشار الشموع المعطّرة بألوانها الزاهية وروائحها الجذابة، تحولت إلى جزء من ديكور المنازل، بل وأحيانا تقدم هدية تعبر عن الذوق والاهتمام بالتفاصيل.
لكن خلف هذا الجمال الصامت، تختبئ حقيقة مقلقة قد لا ننتبه إليها تلك الشموع الصغيرة قد تكون مصدراً غير متوقع لتلوث الهواء داخل المنزل، ومسبباً لمشكلات تنفسية عديدة تمتد آثارها إلى الرئتين والجهاز المناعي.
ومع انتشار الشموع المعطّرة بألوانها الزاهية وروائحها الجذابة، تحولت إلى جزء من ديكور المنازل، بل وأحيانا تقدم هدية تعبر عن الذوق والاهتمام بالتفاصيل.
لكن خلف هذا الجمال الصامت، تختبئ حقيقة مقلقة قد لا ننتبه إليها تلك الشموع الصغيرة قد تكون مصدراً غير متوقع لتلوث الهواء داخل المنزل، ومسبباً لمشكلات تنفسية عديدة تمتد آثارها إلى الرئتين والجهاز المناعي.
احتراق بسيط وجزيئات ضارة
وفي هذا السياق، يقول الدكتور أيمن السيد سالم، أستاذ ورئيس قسم الصدر بالقصر العيني جامعة القاهرة السابق، إن الجهاز التنفسي شديد الحساسية تجاه الروائح والأدخنة، وغيرها من الأشياء الأخرى وعند إشعال شموع يحدث عملية احتراق للفتيل الموجود بداخلها، وقد يبدو الأمر بسيط ولكن في حقيقة الأمر فلهب الشمعة لا يذيب فقط بل يطلق في الهواء بعض الجزيئات الدقيقة والتي قد تكون سامة أو مهيجة للجهاز التنفسي.
وتابع، هذه الجزيئات عندما يستنشقها الإنسان وتدخل من الأنف إلى الرئتين لتستقر في الشعب الهوائية تظهر العديد من الأعراض والتي تبدأ بالشعور بصداع خفيف، وأحيانا مريض حساسية الصدر، يشعر بضيق في الصدر وكحة جافة، وعطس متكرر، وهو رد فعل طبيعي من الجسم تجاه هذه الأجسام الغريبة التي استقرت في الشعب الهوائية.
البارافين الجاني المجهول
هناك مادة يصنع منها الشمع وهي مادة خطيرة للغاية، هذا ما أكده د. سالم وأوضح أن معظم الشموع تصنع من مادة "البارافين" وهي مادة ناتجة عن تكرير البترول عند احتراقه، وعند احتراق هذه المادة تنشر مركبات البنزين والتولوين، وهي مواد مصنفة دولياً كمواد مسرطنة، خاصة عند التعرض لها باستمرار.
تلك المواد لا ترى بالعين المجردة، لكنها تؤذي الجهاز التنفسي خاصة عند اشعال الشموع في الأماكن المغلقة، لافتًا إلى أن مريض الجهاز التنفسي يتأثر من تلك الشموع بشكل مضاعف عن الإنسان الطبيعي.
مرضى الربو والحساسية الأكثر تأثراً
وتحدث د. أيمن عن الشموع المعطرة مؤكداً أنه يتم بيعها على أنها تحتوي على زيوت طبيعية، ولكن الكثير منها يحتوي على مركبات كيميائية لبعض الروائح الزهرية أو الخشبية، هذه المواد قد تكون آمنة عند استخدامها في منتجات غير قابلة للاحتراق، لكنها تتحول بفعل الحرارة إلى جزيئات مهيجة للجهاز التنفسي وغير آمنة.
وأكد أن الأشخاص المصابون بالربو أو التهاب الجيوب الأنفية أو الحساسية الصدرية هم الأكثر تأثراً بتلك النوعية من الشموع، إذ قد يشعرون بعد فترة قصيرة من اشعالها بضيق التنفس أو صفير في الصدر أو تهيج في الأنف والعينين، لافتًا إلى إن بعض الدراسات تشير إلى أن وجود الشمعة غير المشتعلة في مكان مغلق قد يثير أعراض الحساسية لدى بعض الأشخاص الحساسين للروائح القوية.
خطر يقع به كثيرون
ومن جانبه، أكد الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن هناك خطأ كبير يقع به كثيرون، وهي غلق النوافذ وعدم التهوية الجيدة للمنزل، فتعتقد الزوجة أنها بغلق النوافذ تخلق نوع من الخصوصية على منزلها، خاصة إذا فكرت في اشعال الشموع كنوع من إضفاء الرومانسية، ولكنها في الحقيقة تخلق بيئة مغلقة يحتجز فيها الهواء الملوث الناتج عن الطهي، والمواد المنظفة، والشموع المعطرة.
السخام الأسود والرئتين
وتابع، الاحتراق غير الكامل للشموع يؤدي إلى انبعاث السخام (هباب أسود دقيق) يحتوي على الكربون العنصري، يلتصق بالجدران والأسطح، وقد يستنشق بسهولة، هذا السخام قادر على اختراق الشعب الهوائية والوصول إلى الحويصلات الرئوية، مما يسبب التهابات مزمنة ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض التنفسية، خاصة لدى الأطفال وكبار السن.
وأكد أن الدراسات أثبتت أن الجزيئات الدقيقة الناتجة عن احتراق الشموع يمكن أن تتفاعل مع الغبار أو العطور الأخرى، مكونة مركبات جديدة أكثر ضرراً.
أعراض خطيرة
وأضاف أن الروائح القوية تعد أحد أبرز محفزات نوبات الربو، والشموع المعطرة من أكثر مسبباتها شيوعاً لدى المتزوجات حديثاً، فمع كل لهب مشتعل من تلك الشموع تنطلق جزيئات عطرية تنشر وتستقر في الجهاز التنفسي وتسبب انقباض الشعب الهوائية مسببة آلام في الصدر أو الشعور بضيق في التنفس بعد دقائق من إشعال الشمعة، وفي بعض الحالات، قد تستدعي النوبة تدخلاً طبياً عاجلاً.
والأخطر أن بعض الأسر تشعل الشموع قرب الأطفال أو بجوار السرير قبل النوم، مما يزيد من فرص التعرض المستمر لهذه المواد طوال الليل، كما أن الشموع البارافينية تستهلك منتجات نفطية غير متجددة، وتُطلق ثاني أكسيد الكربون أثناء الاحتراق.
أما الفتائل التي تحتوي على معادن (مثل الزنك أو الرصاص في بعض الأنواع الرديئة)، فتطلق عند الاحتراق ذرات معدنية دقيقة يمكن أن تترسب في الهواء الداخلي، هذه المعادن تمثل خطراً خاصاً على الأطفال، إذ يمكن أن تؤثر على نمو الدماغ والجهاز العصبي عند التعرض المزمن.
قواعد السلامة البسيطة
الإنسان الطبيعي الذي ليس له تاريخ من الإصابة بالأمراض الصدرية يمكنه استخدام تلك الشموع ولكن بنوع من الوعي، وهناك بعض النصائح التي تساعد على تقليل الضرر والتي تتمثل في الآتي:
- اختيار نوع الشموع أمر في غاية الأهمية فيجب اختيار نوع مصنوع من مواد طبيعية فهناك نوعيات تكون مصنوعة من العسل الطبيعي "شمع العسل" وهناك من يصنع من فول الصويا، وبالتأكيد تلك الأنواع أقل ضراراً من شمع البارافين المصنوع من مواد بترولية.
- يجب التأكد من جودة الفتيل الموجود داخل الشموع وأن يكون خالي من المعادن الثقيلة.
- يجب تهوية المنزل باستمرار وفتح النوافذ خاصة بعد استخدام الشموع لتجديد الهواء وتقليل أثر المواد المتطايرة في الهواء.
- من المخاطر الصحية إشعال الشموع أثناء النوم فيتم استنشاق المركبات السامة لفترات طويلة.
- احذري من وضعها قرب الأطفال أو الستائر لتجنب الحرائق.
وفي نهاية حديثه، أكد د. بدران أن الشموع على الرغم من أنها تخلق جو من الهدوء والرومانسية، إلا أن استخدامها يحتاج إلى وعي كثيراً، لاسيما إن الجهاز التنفسي شديد الحساسية والتأثر بالروائح والأدخنة والأبخرة، لذا يجب الحذر.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية