تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : حين يتحول اللعب إلى فخ.. الوجه الخفي لعالم "روبلوكس"
source icon

سبوت

.

حين يتحول اللعب إلى فخ.. الوجه الخفي لعالم "روبلوكس"

كتب:مروة علاء الدين 

  في العصر الرقمي الحالي، أصبحت منصات الألعاب الإلكترونية جزءاً لا يتجزأ من حياة الأطفال والمراهقين، وبين هذه المنصات، تتصدر "روبلوكس" المشهد، حيث تجذب نحو 70 مليون مستخدم يومياً، وبينما تفتح هذه المنصة آفاقاً واسعة لتنمية الإبداع وتطوير المهارات الرقمية لدى الأطفال، فإنها أيضاً تطرح تحديات خطيرة تتعلق بالسلامة النفسية والجسدية، في هذا التقرير، نستعرض جوانب القوة والفرص التي توفرها روبلوكس، إلى جانب المخاطر الكامنة، مدعومين بآراء الخبراء حول كيفية تحقيق توازن آمن وفعال.

خطر غير مرئي
أبرزت دراسة حديثة صادرة عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أعدتها الدكتورة حنان أبو سكين، رئيس قسم بحوث وقياسات الرأي العام بالمركز، جانباً خفياً من عالم الألعاب الإلكترونية، حيث كشفت الدراسة أن بعض الدول - مثل إسرائيل - استغلت هذه الألعاب كوسيلة لبث رسائل سياسية وتشكيل وعي الأطفال، مشيرة إلى ألعاب مثل "اقتل الإرهابي" التي تشوه صورة الفلسطينيين في أذهان الصغار.

وشددت د. حنان على أن غياب الرقابة الأبوية يسّهل تسرب رسائل تحريضية ومفاهيم مشوهة للأطفال دون وعي منهم أو من ذويهم، مما يعزز أهمية متابعة المحتوى الذي يتعرض له الأطفال يوميا.

لم تتوقف المخاطر عند هذا الحد، فوفقًا لـ د. حنان، تمتد التهديدات داخل روبلوكس إلى ألعاب محددة مثل MeepCity، حيث استغل بعض المستخدمين خاصية الدردشة المفتوحة في التواصل غير اللائق مع الأطفال، كما تم رصد سلوكيات تحرش واستدراج داخل بعض ألعاب التحدي مثل Obby Games، مما يعزز ضرورة متابعة الأهل لأنشطة أطفالهم داخل المنصة.

النمو المتسارع 
 كشفت دراسة المركز أن سوق الألعاب الإلكترونية في العالم العربي حقق نمواً لافتاً، حيث بلغ حجمه نحو 6.34 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن يقفز إلى 10.69 مليار دولار بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي 11.2%، وتصدرت كل من السعودية والإمارات ومصر قائمة الدول الأعلى من حيث الإيرادات.

مخاطر نفسية وسلوكية
وحول المخاطر التي قد يتعرض لها الأطفال، أشارت الطاهرة العماري، مدربة التربية الجنسية للأطفال ومعلمة الطفولة المبكرة، إلى أن روبلوكس توفر بيئة مفتوحة لتطوير المهارات الإبداعية لدى الأطفال، مثل برمجة وتصميم الألعاب، لكنها في ذات الوقت تشكل بيئة خطرة يمكن أن تؤثر سلباً على سلامتهم النفسية والسلوكية ومن أبرز هذه المخاطر:

- المحتوى غير اللائق: رغم وجود تصنيفات عمرية، تحتوي بعض الألعاب على مشاهد عنف شديد أو مشاهد ذات إيحاءات جنسية، مثل غرف الفنادق أو ألعاب القتال الدموية.

- التواصل مع الغرباء: تسهل المنصة تواصل الأطفال مع مستخدمين من مختلف أنحاء العالم، مما يعرضهم للتحرش أو الاستدراج، خاصة مع غياب الرقابة الفعالة.

- المخاطر المالية: روبلوكس تعتمد على عملة افتراضية تسمى "روبوكس" يمكن للأطفال استخدامها لشراء عناصر داخل الألعاب، وهذه العملة قد تعرض الأطفال للمخاطر المالية، حيث يمكن أن يتعرضوا للاحتيال أو يضيعون أموالاً حقيقية على مشتريات غير مدروسة داخل اللعبة.

- الإدمان والعزلة الاجتماعية: الإفراط في استخدام المنصة قد يؤدي إلى الانعزال عن الحياة الواقعية، وضعف التفاعل الاجتماعي، واضطرابات النوم والقلق.

- التنمر الإلكتروني: أشارت العماري إلى أن التنمر الإلكتروني عبر الدردشة داخل الألعاب قد يؤدي إلى مشاكل نفسية مثل فقدان الثقة بالنفس أو الاكتئاب.

فرص واعدة وتحديات محلية
من جانبه، يشير المهندس زياد عبد التواب، خبير التحول الرقمي وأمن المعلومات، إلى أن الألعاب الإلكترونية أصبحت قطاعاً اقتصادياً عالمياً ضخماً، ففي مصر وحدها، يضم السوق حوالي 40 مليون لاعب بمتوسط عمر 31 عاماً، ما يكسر الصورة النمطية بأن الألعاب مقتصرة على الأطفال فقط.

وأوضح عبد التواب أن مصر تحقق عائدات تقدر بنحو 170 مليون دولار من الألعاب الإلكترونية، أي نحو 2.5-3% من قيمة صادراتها الرقمية، ورغم هذه الفرص الاقتصادية الكبيرة، دعا عبد التواب إلى دعم المطورين المحليين وتشجيعهم على إنتاج ألعاب عربية تتناسب مع الثقافة المحلية، قائلاً: "إن تعميق وجود مصر في هذا المجال يتطلب دعما أكبر للمطورين المحليين وإطلاق ألعاب ذات هوية عربية."

استراتيجيات الحماية 
في إطار حماية الأطفال من المخاطر المحتملة على منصات الألعاب مثل روبلوكس، قدمت فاطمة حسن، خبيرة سلوك الأطفال، مجموعة من النصائح العملية للأسر لضمان استخدام آمن للمنصة،  بدأت حسن بتأكيد أهمية التفعيل الكامل للرقابة الأبوية على المنصة، موضحة أنه يمكن للأهل تحديد حدود معينة للعب ومنع الأطفال من الوصول إلى محتوى غير لائق، من خلال استخدام ميزة "قيود الحساب" لضمان منع الوصول إلى محتوى غير مناسب، تعطيل أو تقييد الدردشة لمنع الأطفال من التفاعل مع الغرباء، ووضع رمز PIN لتأمين إعدادات الأمان ومنع التعديل غير المصرح به.

وأوصت أيضا بتحديد أوقات اللعب، على أن يكون اللعب جزءاً من جدول متوازن يشتمل على أنشطة أخرى مثل الدراسة والرياضة، كما أكدت على ضرورة التواصل المستمر مع الأطفال، لإخبارهم بالمخاطر المحتملة، وتعليمهم كيفية التصرف في حال واجهوا مواقف مريبة أثناء اللعب وتوعية الأطفال بكيفية الإبلاغ عن أي سلوك غير مناسب.

بالإضافة إلى ذلك، حثت فاطمة حسن على مراجعة سجل الأنشطة بشكل دوري للتأكد من الألعاب التي يشارك فيها الأطفال، وكذلك متابعة المشتريات ومراقبة أي عمليات شراء داخل اللعبة وتوعية الأطفال بقيمة المال الحقيقي.

دليل أمين 
رغم أن روبلوكس تمثل مساحة خصبة لتنمية الإبداع لدى الأطفال، إلا أنها في الوقت ذاته قد تكون بابا لمخاطر غير مرئية تهدد سلامتهم، والحقيقة أن العالم الرقمي، بما يحمله من فرص ومخاطر، لا يجب أن يكون عدواً للأطفال، بل يحتاج إلى دليل أمين يرافقهم ويعلمهم كيف يتصفحونه بأمان، فحماية أطفالنا تبدأ من وعينا، وتستمر بوجودنا الرقمي إلى جوارهم، لا خلفهم.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية