تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
بعد زواج دام ست سنوات، ذهبت لتجديد بطاقتها الشخصية، ففوجئت بأنها مُطلَّقة، وقفت مصدومة تحاول استيعاب ما يقوله الموظف، وطلبت منه التأكد، فأجابها: "يا مدام، لا مجال للخطأ هنا، كل شيء مسجَّل."
أمسكتها أختها من يدها قائلة: "تعالي نجرب نطلع قسيمة زواج، ولو ما طلعتش يبقى كلام الرجل صحيح، يمكن ده سبب رفضه لسفرك إليه أو عدم نزوله من السفر."
كانت نظرات الضياع في عيني "كوثر" واضحة، تحاول التعلق بأمل أن يكون ما حدث مجرد خطأ أو تشابه أسماء، لكنها حين ذهبت لاستخراج قسيمة الزواج، لم تجد سوى قسيمة الطلاق، حينها تأكدت أن زوجها طلقها بالفعل طلاقًا غيابيًا، فبدأت بالبكاء والصراخ متسائلة: "لماذا فعل بي هذا؟ كنت أخدمه هو وأولاده دون ملل أو تعب"
الطلاق شرعه الله عز وجل مثل الزواج، لكن الله حرَّم التحايل والخداع والزنا، فماذا عن رأي الشرع والقانون والمجتمع في هذا النوع من الطلاق؟ وما أثره على نفسية الزوجة والأطفال؟
أمسكتها أختها من يدها قائلة: "تعالي نجرب نطلع قسيمة زواج، ولو ما طلعتش يبقى كلام الرجل صحيح، يمكن ده سبب رفضه لسفرك إليه أو عدم نزوله من السفر."
كانت نظرات الضياع في عيني "كوثر" واضحة، تحاول التعلق بأمل أن يكون ما حدث مجرد خطأ أو تشابه أسماء، لكنها حين ذهبت لاستخراج قسيمة الزواج، لم تجد سوى قسيمة الطلاق، حينها تأكدت أن زوجها طلقها بالفعل طلاقًا غيابيًا، فبدأت بالبكاء والصراخ متسائلة: "لماذا فعل بي هذا؟ كنت أخدمه هو وأولاده دون ملل أو تعب"
الطلاق شرعه الله عز وجل مثل الزواج، لكن الله حرَّم التحايل والخداع والزنا، فماذا عن رأي الشرع والقانون والمجتمع في هذا النوع من الطلاق؟ وما أثره على نفسية الزوجة والأطفال؟
مثبت بدون حضورها
يقول مجدي عبد الرحمن، المحامي بالنقض، إن الطلاق الغيابي هو أن يقوم الزوج بتطليق زوجته في غيابها، دون حضورها أو علمها المباشر، ويتم إثباته في السجلات الرسمية لدى المأذون الشرعي أو المحكمة.
ويضيف أن الزوج يملك شرعًا وقانونًا حق الطلاق حتى في غياب الزوجة، وغالبًا ما يلجأ إليه حين تصل العلاقة إلى طريق مسدود ولا يرغب في المواجهة المباشرة، أو حين يستخدمه كوسيلة ضغط أو تهرب من التزاماته المادية.
ويؤكد عبد الرحمن أن الطلاق الغيابي رغم أنه قانوني، يترك آثارًا كبيرة على الزوجة، إذ قد لا تعلم به إلا بعد فترة طويلة، ما يؤدي إلى ضياع بعض حقوقها أو تعقيد أوضاعها الاجتماعية، وهو طلاق رجعي، بمعنى أن الزوج يستطيع إعادة زوجته إلى عصمته خلال 60 يومًا دون علمها أو إذنها.
أما من الناحية القانونية، فيحق للزوجة الحصول على كافة حقوقها المادية، وتشمل مؤخر الصداق، ونفقة العدة (3 أشهر)، ونفقة المتعة (لا تقل عن عامين)، بالإضافة إلى حقوق الأبناء من نفقة ومسكن وحضانة، لكن المشكلة تكمن في أن الزوجة لا تستطيع المطالبة بحقوقها إلا بعد علمها بالطلاق واتخاذها للإجراءات القانونية اللازمة.
ويشير عبد الرحمن إلى أن الطلاق الغيابي يُعد باطلًا إذا لم يصدر من الزوج نفسه أو من وكيله الشرعي، أو إذا لم يتم توثيقه رسميًا، أو كان الزوج فاقد الإرادة أو الأهلية القانونية.
المتهرب من المسئولية لص وسارق
يتفق فضيلة الشيخ الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، مع ما سبق، موضحًا أن الطلاق بيد الرجل لأنه الأقدر على التروي والحكمة، بينما تمر المرأة بظروف طبيعية قد تجعلها أكثر تأثرًا عاطفيًا.
لكنه يستنكر استخدام بعض الرجال للطلاق كسلاح ضد الزوجة أو وسيلة للتهرب من المسئولية، مشددًا على أن الطلاق علاقة شرعية يرعاها الله تعالى.
ويستشهد بقول الرسول ﷺ: "واتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله."
ويتابع د. عبد الجليل، من يتحايل على أمر الطلاق هربًا من المسئولية فهو لصٌّ سارقٌ وخائنٌ أمام الله، فلو استطاع الهرب من القانون، فلن يفر من عدالة السماء، ويضيف أن من يطلق زوجته غيابيًا دون علمها، ويظل يعاشرها كزوجة، فهو في حكم الزاني شرعًا.
كما طالب بتغليظ العقوبة على المأذون الذي يتلاعب بالأوراق، مؤكدًا ضرورة إلزام المأذون بإخطار الزوجة رسميًا بالطلاق، سواء عبر وسائل الاتصال الحديثة أو عبر المحكمة، منعًا لتكرار هذه المآسي.
أصعب أنواع الانفصال
توضح الدكتورة أميرة شاهين، أخصائي الإرشاد النفسي والأسري، أن الطلاق الغيابي يعد من أصعب أنواع الانفصال على المرأة، لأنه يأتي مفاجئًا دون تمهيد.
فالزوجة تكون في مرحلة محاولة إصلاح العلاقة، بينما الزوج يكون قد أنهى الأمر فعليًا، مما يسبب لها صدمة نفسية حادة، وشعورًا بفقدان الأمان والثقة، وقد يصل الأمر إلى الاكتئاب الشديد أو التفكير في الانتحار في بعض الحالات.
وتضيف، تمر المطلقة غيابيًا بمرحلة اضطراب نفسي تشبه مراحل الحزن على فقد عزيز، تحتاج لدعم من العائلة والأصدقاء، ومراقبة حالتها النفسية حتى لا تؤذي نفسها أو أبناءها، وربما تحتاج إلى تدخل متخصص نفسي لمساعدتها في تجاوز الأزمة.
جريمة أخلاقية في بعض الأحيان
أما الدكتورة هالة يسري، أستاذ علم الاجتماع وعضو لجنة المرأة الريفية بالمجلس القومي للمرأة، فتقول إن الزواج قائم على المودة والرحمة، لكن حين تستحيل العِشرة يكون الطلاق هو الحل، إلا أن الطلاق الغيابي القائم على الاحتيال والخداع وعدم صون العشرة هو جريمة أخلاقية وإنسانية قبل أن تكون قانونية.
وترى ضرورة إلغاء الطلاق الغيابي إلا في حالات استثنائية جدًا، وأن يتم الطلاق أمام القاضي فقط لضمان حفظ الحقوق، خاصة عند وجود أطفال، حفاظًا على مستقبلهم ونفسياتهم.
الغيابي كالخلع
من جانبه يرى الناشط في حقوق الطفل أحمد الصاوي أن الطلاق الغيابي لا يختلف كثيرًا عن الخُلع، فكلاهما – من وجهة نظره – قد يتضمن نوعًا من الخداع للطرف الآخر.
موضحاً أنه قد ترفع الزوجة دعوى خلع دون علم زوجها، مثلما يطلق الرجل زوجته غيابيًا دون علمها، لذا يجب أن يكون القانون منصفًا للطرفين، مع وضع مصلحة الطفل فوق أي اعتبار، لأن هذه النزاعات تترك آثارًا نفسية خطيرة عليه، تجعله فاقدًا للأمان وغير مستقر نفسيًا.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية