تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : حل تنظيم "حراس الدين" بسوريا.. خطوة من أجل البقاء
source icon

سبوت

.

حل تنظيم "حراس الدين" بسوريا.. خطوة من أجل البقاء

كتب:مصطفي أمين عامر 

أثار إعلان تنظيم "حراس الدين"، الذراع التابع لتنظيم القاعدة في سوريا، عن حلّ نفسه بشكل رسمي، العديد من التساؤلات حول توقيت هذا القرار وأسبابه، خاصةً أنه جاء بعد نحو شهرين من التغيير الجذري في نظام الحكم بسوريا، والذي شهد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد.

ويتزامن هذا الإعلان مع توجه النظام الجديد في سوريا نحو فتح صفحة جديدة من العلاقات مع دول الجوار، حيث تمثلت الخطوة الأبرز في زيارة الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع إلى المملكة العربية السعودية، والتي تعد أول زيارة خارجية له منذ توليه المنصب، وقد أكدت الحكومة السورية المؤقتة خلال هذه الزيارة على عدم تشكيلها أي تهديد أو خطر على الأنظمة العربية المجاورة، مما يفتح الباب أمام تحولات سياسية جديدة في المنطقة.

هذا القرار بحلّ التنظيم يطرح تساؤلات حول مدى ارتباطه بالتغيرات السياسية الأخيرة في سوريا، وما إذا كان يعكس تحولًا في استراتيجيات الجماعات المسلحة في المنطقة، خاصةً في ظل الجهود الإقليمية والدولية لإعادة ترتيب الأوضاع في سوريا بعد سنوات من الصراع.

استهداف القادة
إعلان الحل لم يشفع لقادتها وقف استهدافهم من قبل التحالف الدولي لمحاربة داعش، والذي تم تأسيسه في عام 2015، لمحاربة داعش بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، والتي استهدفت من أيام أحد قادته، وهو المدعو محمد صلاح الزبير القيادي في التنظيم، بطائرة مسيّرة من طراز "إم كيو 9" (MQ9) تابعة للتحالف جنوبي مدينة سرمدا بشمال غرب سوريا، وهو ما يعكس عدم ثقة واشنطن في نوايا بقايا تلك التنظيمات الجهادية الإرهابية في سوريا. 

هذا الاستهداف بعد حل التنظيم الإرهابي أعتبره هشام النجار الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، أمراً متوقعاً لعدة أسباب على رأسها:

 - قيام واشنطن باستهداف مجموعة خراسان التابعة للقاعدة والتي كانت النواة الأولى لتنظيم القاعدة، وقتل العديد من قادتها، ونفس الأمر قامت بتطبيقه على حراس الدين بعد الإعلان عن تأسيسه في 2018، حيث تعرض التنظيم لسلسلة من الضربات الجوية المقوضه لقوته في سوريا.

تنظيم ضعيف
وشدد النجار على انه بالرغم من أن عناصر حراس الدين متمرّسون في العمل الإرهابي، وكان يديرهم مجموعة من قدامى المجاهدين الذين شاركوا في الحرب في أفغانستان والعراق، إلا ان التنظيم كان ضعيفاً  في عملياته في الداخل السوري، ولم يستطع استقطاب عناصر جديدة إليه، خاصة من السكان المحليين في مناطق انتشاره في محافظتي إدلب ودير الزور السوريتين، كما أنه لم يستفد من خبرات قادته السابقين في الحروب التي شاركوا فيها في أفغانستان والبوسنة، وغالباً ما أقتصر عملهم على جمع المعلومات لصالح تنظيم  القاعدة المركزي، والاكتفاء بتكوين شبكة من الولاءات  للقاعدة في سوريا. 

قطع الرؤوس
وأكد النجار أن الولايات المتحدة الأمريكية دائماً ما كانت تضع قادة التنظيم في مقدمة أولويات إستراتيجيتها المعلنة في مكافحة الإرهاب، والتي أطلقت عليها قطع الرؤوس، واستطاعت من خلالها قتل عدد من القادة مثل أبو محمد السوداني الذي قُتل بغارة جوية أمريكية في 2020، وأبو حمزة اليمني، وأبو عبيدة العراقي، فالغارات الجوية الأمريكية في سوريا تعد جزءاً من جهود واشنطن لضرب وإضعاف الجماعات الإسلامية المتطرفة في سوريا والعراق وأفغانستان وباقي أنحاء العالم، والتي تشكل القاعدة وداعش الجزء الأهم فيها.

فكر سلفي جهادي   
فيما أوضح الدكتور باهر عبد العظيم الباحث المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية، أن تنظيم حراس الدين يتبني الفكر السلفي الجهادي المسلَّح، وهو معادٍ للأنظمة السياسية في العالم منذ  تأسيسه في 2018 كفرع رئيسي للقاعدة في سوريا - أو (بلاد الشام) كما يطلق عليها التنظيم- وأن إعلان تأسيسه كان ردة فعل طبيعية لإعلان جبهة النصرة فك ارتباطها عن تنظيم القاعدة الأم، وهو الأمر الذى جعل من كل قادته تقريباً عناصر سابقة في "هيئة تحرير الشام" التي استهدفتهم بالاعتقال والقتل لدرء خطرهم في تشكيل كيان كبير تابع لتنظيم القاعدة في سوريا.

أعداد غير محددة
واشار د. عبد العظيم إلى ان هناك تضارب في الأرقام المتعلقة بعدد مقاتلي حراس الدين، حيث قدرت الأمم المتحدة عدد أفراده في 2020 ما بين بين 3500 و5000 مقاتلاً ينشطون في إدلب والمناطق المحيطة بها، 60% منهم مقاتلين أجانب غير سوريين ويُطلقون عليهم اسم المهاجرين، فيما قدرت مصادر سورية عددهم بما يقارب 2000عنصر، وأن التنظيم حاول توسيع قاعدة الاستقطاب بقبول بيعات من مجموعات سورية متباينة انشقت عن هيئة تحرير الشام أبرزها جيش الملاح،. جيش البادي، جيش الساحل، وغيرها من المجموعات الجهادية المسلحة الصغيرة.

"الحل" مجرد محاولة للاندماج
 وأعتبر حسام الحداد الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، أن إعلان تنظيم حراس الدين فرع القاعدة في سوريا حل نفسه يحمل عدة رسائل:

 أولها: الالتفاف على الوضع الحالي في سوريا في ظل القيادة الجديدة التي يقودها أحمد الشرع رئيس المرحلة الانتقالية، بمحاولة الاندماج فيها خاصة وأن القيادة الحالية كانت جزء من تنظيم القاعدة أيضاً، ولكنها فكت ارتباطها به في وقت سابق.

ثانياً: تأكيد التنظيم على أن "حل" التنظيم لا يعني تخليه عن مشروعه الجهادي الذي سوف يستمر في سوريا وباقي المنطقة.

ثالثاً: اعتبار أن سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد ما هي إلا “اكتمال مرحلة واحدة من الصراع بين الحق والباطل".

الخوف من التفكيك
وشدد الحداد على أن التنظيم لازال يحرض المسلحين التابعين له وغير التابعين له في الفصائل الأخرى؛ على عدم تسليم أسلحتهم، مما يعكس خشية التنظيم من تفكيك بنيته القتالية على يد الإدارة الجديدة التي يعتبرها قامت بـ "تمييع الثوابت الشرعية"، وهو ما يكشف خلافه معها، ولكنه أيضاً يستميل تلك الإدارة بالنصح بإقامة الشريعة، في محاولة يائسة للحفاظ على ما تبقى من عناصره خصوصاً بعدما عانى التنظيم من تضييق شديد من قبل هيئة تحرير الشام، التي قامت باعتقال عدد من قياداته في 2020.

انعدام الخيارات 
ويرى الحداد أن حل حراس الدين قد يكون نتيجة لانعدام خيارات البقاء في ظل الواقع الجديد في سوريا، خاصة أن التجارب السابقة للحركات الجهادية نادرًا ما تحل نفسها نهائيًا، بل تلجأ إلى إعادة التشكيل أو الاندماج في كيانات أخرى، ومن المحتمل أن يكون حل حراس الدين مقدمة لظهور خلايا جهادية جديدة أكثر مرونة، ربما تحت مسميات مختلفة، أو بالانضمام إلى شبكات لامركزية مرتبطة بالقاعدة، ولا يعني هذا بالضرورة انتهاء مشروعه الجهادي، بل قد يكون خطوة استباقية لحماية أفراده من الاستهداف المباشر، مع البقاء ضمن المشهد الجهادي بطرق مختلفة.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية