الألعاب الالكترونية موضة العصر.. ويستخدمها الاطفال في ضياع وقتل الوقت دون أي استفادة، والأدهى أن معظمها يستغل الأطفال في أغراض مختلفة، وفي الوقت الذي نعاني فيه من غياب الوعي والتثقيف بمقوماتنا الثقافية والسياحية الفريدة، والتي تحتاج الدولة للإنفاق عليها هناك طرق أخرى، يمكن من خلالها نشر الوعي الثقافي والأثري والمعرفي لدى أولادنا وبطرق سهلة وجذابة.

تجربة جديد باستخدام "الميتافيرس" او "الواقع الافتراضي" في تقديم الثقافة والفنون ضمن دور المتاحف والمؤسسات الثقافية وتهدف للترويج والتسويق السياحي بالتركيز على مجموعة معينة من القطع الأثرية التي تحظى باهتمام السائحين وتنير الطريق التوعوي لفئات المجتمع وخاصة الأجيال الجديدة بدلا من التركيز على الألعاب الإلكترونية التي لا تفيدهم وتؤثر سلبا عليهم ولا سيما الأطفال.

متحف الشرق الرقمي

يقول صاحبه المهندس إسلام عادل، وهو شاب سكندري خريج هندسة عروس البحر، المتحف عبارة عن نسخة مفيدة تشبه ألعاب بابجي وغيرها، فبدلاً من أن يقوم الطفل بالقتل والألعاب الدموية، نجعله يعيش تجربة جديدة بالتجول داخل قاعات المتحف المختلفة ليشاهد الآثار، ويتعامل معها باليد وتصفحها من كل الجهات ليعرف قيمتها وتاريخ بلاده. 

الإمارات .. البداية

بدأت الفكرة عندما كنت بالامارات حيث مولدي وتربيتي، وأصحابي يتحدثون عن بلادهم العربية، فأردت أنني عندما أكبر أزور بلدانهم والأماكن التي تحدثوا عنها، وبعد تخرجي من هندسة الأسكندرية  في عام ٢٠٠٦، عدت إلى الإمارات وعرضت علي وزير الأوقاف ورجال الأعمال،  فكرة مشروع "توثيق الآثار الإسلامية أونلاين " ولكن دون اهتمام، وللأسف في نهاية ذلك العام أعلنت جوجل عن خدمة "جوجل إيرث" .

إبداع .. أول مسابقة

 شاركنا بمسابقة " إبداع" التي نظمتها أكاديمية البحث العلمي  عام ٢٠١٧، عن الأفكار التقنية المبتكرة التي تساعد في الترويج للسياحة، وفاز مشروعي ضمن ٧ متسابقين من أصل ألف تقدموا للمسابقة، وفي مؤتمر نظمته جامعة "MIT" عام 2018، منحتنا جائزة ضمن أفضل 20 مشروعاً علي مستوي الوطن العربي وتسلمنا الجائزة في احتفالية بسلطنة عمان. 

صدارة إفريقيا 

وعلي المستوى الدولي جاء فوزنا بالمركز الأول على قارة إفريقيا، بالمسابقة التي نظمتها دولة الجزائر الشقيقة ضمن متسابقين من معظم الدول الافريقية، وقد رشحتنا السفارة المصرية للمشاركة بتلك المسابقة، وطلب منا رئيس الحكومة كفائزين وعددنا ١٢ متسابقا ، بالبقاء هناك وتم تأسيس شركة لنا هناك، ولكنا فضلنا العودة لمصر لأننا نركز على الدول العربية انطلاقاً من مصر قلب الوطن العربي، وفي عام ٢٠١٧  كنا ضمن عدة شركات قامت بالتوثيق الرقمي لسوق الخيامية لجامعة وولفرهامبتون الإنجليزية، بعد أن تم اختيارنا من بين عدد كبير من المتقدمين، وهو موجود علي جوجل باسم متحف الشرق، ويمكنك أن تسير بشارع السوق وتصفح المحال الموجودة به.

الأفضل بالوطن العربي

كما  منحتنا الجامعة جائزة أفضل متحف رقمي بالوطن العربي، في معرض نظمته بالمتحف القومي للحضارة المصرية. 

والغرض من المتحف بجانب زيادة وعي أطفالنا وأولادنا بمقوماتنا السياحية والأثرية من ناحية، والترويج السياحي بجذب شباب أوروبا في المرحلة العمرية بين 18-30 عاماً من ناحية أخري، فهم يفضلون صعود جبال الهيمالايا عن زيارة متحف أثري، ويهتمون بالسياحة الشاطئية على حساب الثقافية، وهو ما نواجهه من خلال فكرة تقنية تجذبهم لزيارة آثارنا سواء بمصر أو الوطن العربي. 

الواقع الافتراضي

 تبدأ الزيارة بدخول المتحف بارتداء نظارة الواقع الافتراضي، للتحرك بين القاعات من خلال الريموت كنترول أو التحرك بقدميك لمسافة آمنة للتحكم فيها، وقد تتراوح بين 4×4 أو 6×10 لمن يريد التحرك بحرية، داخل 3 قاعات تضم 33 أثراً من 12 متحفاً بجانب مناطق أثرية، انهينا من إجمالي 7 قاعات، وتتحدث القاعات عن ٣ حضارات، حيث تسير بين الآثار، ويمكنك لمس الأثر بيدك، وسماع صوت بالتفاصيل عنه وتشاهده من مختلف الجهات.

ومعي شريكتي أسماء عجيبة وهي مرشدة سياحية ومعها فريق من الباحثين من طلبة وأساتذة آثار، بعضهم أصبح مدير متحف حالياً، ومصممي ديكور، وسيناريو عرض متحفي، واضاءة وغيرها.

 قاعات المتحف

القاعة الأولى تتحدث عن الحضارة الإسلامية، وتحديداً حقبة محمد علي باشا وأسرته، الذي بنى مصر الحديثة، وتضم القاعة 26 أثراً بينها مسجده الموجود حالياً، والذي بناه علي غرار مسجد الآستانة بتركيا، وصور للشكل الأصلي للمسجد، والتجول بالمسجد من الداخل أو الخارج، وطوابع بريد عن محمد علي.

الأنباط والمسجد النبوي

أما الحضارة الثانية؛ فهي حضارة "الانباط " والتي تضم البتراء بالأردن والعلا بالسعودية، تلك المنطقة كانت تسمى حضارة الأنباط، وهي حضارة عربية، ونحكي تفاصيل ١٢ أثراً بـ ٣ مناطق أثرية، وهي البتراء والعلا و صخرة الفيل، التي تقع بين السعودية والأردن، فنحن نهتم أيضاً بالمنطقة العربية. 

أما القاعة الثالثة؛ فتتحدث عن المسجد النبوي الحالي، ونعرض تصميمه المعماري ومراحل بنائه المختلفة، وآلية فتح المظلات وغلقها، وتوجد قاعة عن الفخار من العصر المملوكي، وكيفية تصنيعه، وبها ٣٠ أثراً عبارة عن عدة مشكاوات، وجاري العمل على حضارة بابل بشكل يليق بها على غرار الحضارة المصرية. 

المشد والشيخ زايد

وعن الطوابع البريد؛ فيضم المتحف ٤٢٠ طابعاً من مصر وتونس والسودان والجزائر والإمارات وعمان ولبنان، فمصر لها ٩٠ طابعاً منها طوابع لبعض العلماء كالدكتور يحيى المشد، والمساجد والعمارة الإسلامية والحضارة المصرية وعيدي الاستقلال والجلاء و ٢٤  طابعاً لفنانين مثل عبد الوهاب وكاريوكا ، ومن الإمارات طابع للشيخ زايد باني الإمارات والذي أحب مصر كثيراً ، وايضاً اول معلمة مصرية له.

التعاون لنشر الوعي

كما نتعاون مع وزارة السياحة والآثار بالمشاركة بالمعارض داخل المتاحف ، ونرغب في التعاون مع وزارة التربية والتعليم للنزول لأولادنا بالمدارس بالمناطق الشعبية والنائية لتوعيتهم، أو مساعدتنا على المشاركة بالمعارض السياحية الخارجية للترويج بدلاً من عرض الأفلام فقط.