ليونة مفرطة
يؤكد وليد فاروق، خبير في مجال الذهب، أن الذهب الخالص عيار 24 يتمتع بليونة شديدة جدًا، حيث يسجل 2.5 فقط على مقياس "موس" للصلابة، وهي درجة أقل من صلابة الأظافر البشرية.

هذه الليونة تجعله غير مناسب للتشكيل، لأن القطع المصنوعة منه تنبعج أو تنخدش بسهولة، ولهذا السبب، يتم خلط الذهب بمعادن أخرى مثل النحاس أو الفضة في عيارات أقل، للحصول على توازن بين النقاء والصلابة، مثل عيار 21 أو 18.

صعوبة التصميم
لا يحتمل الذهب عيار 24 التصاميم المعقدة أو التفاصيل الدقيقة، مثل المجوهرات المرصعة بالأحجار أو المنحوتات الدقيقة، ولهذا نجد أن القطع المصنوعة منه – في حال وجودها – تكون بسيطة جدا، مثل الأساور السميكة أو القوالب الجاهزة.

ويسترجع فاروق مثالاً من الماضي، حين انتشرت "أساور الثعبان" بعيار 23.5 في مصر خلال السبعينيات، لكنها اختفت سريعاً بسبب هشاشتها وسهولة كسرها.
وبسبب طبيعته اللينة، يصعب تلميع الذهب عيار 24 ليحصل على بريق يدوم، فمع أقل احتكاك، يفقد لمعانه ويظهر عليه الخدوش، وهذا يجعله غير عملي للاستخدام اليومي كمجوهرات.

الغش التجاري
يشدد وليد فاروق على أهمية التحقق من دمغة المشغولات الذهبية قبل الشراء، موضحاً أن بعض التجار – خاصة في الأسواق غير المرخصة أو البيع عبر الإنترنت – قد يعرضون مشغولات على أنها من عيار 24، بينما هي في الواقع مخلوطة بمعادن أخرى وعيارها الحقيقي أقل بكثير.

ويضيف: "المستهلك العادي لا يمكنه تمييز العيار بالنظر فقط، لذلك الدمغة الرسمية الصادرة من مصلحة الدمغة والموازين هي الضمان الوحيد."

ويحكي فاروق عن حالة لسيدة اشترت "سلسلة" على أنها من ذهب عيار 24 من أحد الباعة المتجولين، لتكتشف لاحقاً – بعد عرضها على صائغ معتمد – أن السلسلة لا تتعدى عيار 18، بل تحتوي على نسبة عالية من النحاس، ولضمان عدم الوقوع في فخ الغش ينصح فاروق المستهلكين باتباع الخطوات التالية:

- الشراء فقط من محال معروفة ومرخصة.
-طلب فاتورة توضح نوع وعيار الذهب.
-التأكد من وجود الدمغة الرسمية واضحة على القطعة.
-الحذر من الأسعار التي تبدو منخفضة بشكل غير منطقي، لأن "الذهب لا يهبط فجأة.

العيارات الأكثر شيوعًا
يشرح محمد حماد، خبير صناعة المجوهرات، أن السوق المصري يعتمد على عيار 18 و21 لكونهما أكثر ملاءمة للتشكيل والارتداء، ويؤكد أن المشغولات الذهبية لا تصنع من ذهب خالص، لأن ذلك يفقدها صلابتها ويعرضها للتلف، موضحا أن «من يشتري قطعة على أنها عيار 24 يكون ضحية عملية احتيال، فالمشغولات تحتاج معادن إضافية لزيادة الصلابة».

ويضيف أن التحويل بين العيارات أمر معروف في مجال التصنيع، حيث يمكن تحويل الذهب عيار 21 إلى 18من خلال عمليات تصنيعية معروفة لدى صناع الذهب، لكن لا يمكن الاعتماد على عيار 24 في صناعة الحلي بسبب هشاشته.

خيار استثماري
ويوضح أحمد الأمين، صائغ بأحد محال الذهب، أن هذا العيار يستخدم غالباً في السبائك والعملات الذهبية لأنه يعد خياراً استثمارياً ممتازاً، كما يستخدم أحيانًا في:
- طب الأسنان: يستخدم الذهب عيار 24 في بعض تطبيقات طب الأسنان، مثل الحشوات والتركيبات

- القطع التذكارية والتحف: يستخدم الذهب عيار 24 في صناعة القطع التذكارية والتحف الفنية كالتماثيل الصغيرة 

- مجوهرات ثقيلة وبسيطة في بعض الثقافات الآسيوية، (مثل الهند والصين)، ويتم تشكيله في قوالب خاصة، مثل تمثال رأس الأسد، لكن هذه التصاميم تكون غير عملية أو جمالية.

- السبائك الذهبية: تستخدم السبائك الذهبية من عيار 24 كاستثمار أو كاحتياطي مالي.

- قطع محدودة من ماركات عالمية: تنتج بعض العلامات الفاخرة قطعًا من عيار 24 كجزء من مجموعات خاصة.

- وفي مصر، ظهرت بعض القطع مثل ملعقة أو أسورة بعيار 24، لكن من قبل ماركات محدودة فقط.

وفي الهند، على سبيل المثال، يستخدم عيار ٢٤ في الزواج، لكنه يشكل على هيئة تصاميم سميكة (مثل السلاسل الثقيلة) لتقليل تأثير الليونة، كما تضاف طلاءات نانوية لحماية الذهب في بعض المصانع الحديثة؛ لتقليل الخدوش، لكنها تظل نادرة ومكلفة.

وأخيرًا، الذهب عيار 24 هو نجم بورصات الاستثمار، لكنه ليس بطل مسرح المجوهرات، فإذا كنت تبحث عن قطعة ذهبية تدوم وتحتفظ ببريقها وشكلها، فالأفضل أن تختار عيار 18 أو 21، ولا تنس التحقق من الدمغة، فهي ضمانك الوحيد.