تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
لم تعد الحروب الحديثة مقتصرة على السلاح التقليدي أو الهجمات السيبرانية، بل امتدت إلى ميادين أكثر خفاءً وخطورة، أبرزها ما يُعرف بـ "حروب المناخ الاصطناعية"، وبينما يحذر خبراء البيئة من تداعيات التغير المناخي الطبيعي، تثار في المقابل تساؤلات مثيرة للجدل حول برامج مثل HAARP و"الكيمتريل"، وما يُنسب إليها من قدرة على التحكم في الطقس وتوظيفه كسلاح استراتيجي يُغير موازين القوى.
ورغم النفي الرسمي المتكرر من بعض الدول، فإن تصاعد الظواهر المناخية العنيفة وما يرافقها من فرضيات حول التدخل البشري، جعل هذا الملف يحظى باهتمام واسع لدى الرأي العام وصانعي القرار.
دمار شامل بوجه جديد
اعتادت السياسات الدولية على تصنيف أسلحة الدمار الشامل ضمن ثلاثة محاور رئيسية: الأسلحة النووية، والبيولوجية، والكيميائية، لكن التقدم التكنولوجي العسكري أفسح المجال لظهور مفاهيم جديدة مثل "أسلحة المناخ".
تقول الدكتورة غادة عامر، خبيرة الذكاء الاصطناعي بمركز المعلومات واتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء وأستاذ هندسة الطاقة بجامعة بنها، إن العالم يشهد اليوم تراجعًا نسبيًا في دور الأسلحة النووية، مقابل تطوير أدوات أكثر تقدمًا تعتمد على مبادئ فيزيائية مستحدثة، وهو ما يبرر طرح مفهوم "أسلحة المناخ" باعتبارها شكلًا جديدًا من أشكال الصراع العسكري.

د. غادة عامر
دلائل غير مباشرة وتجارب مثيرة للجدل
رغم تباين الآراء بشأن وجود أو تطوير أسلحة المناخ، فإن النقاشات حولها مستمرة، البعض يُقر بوجودها ويستشهد بظواهر طبيعية متزايدة منذ بداية القرن الحادي والعشرين، فيما يرفض آخرون الاعتراف بها.
ويعتبر بعض الخبراء أن الكوارث الطبيعية المتصاعدة قد تكون دليلًا غير مباشر على تجارب لاستخدام أسلحة جيوفيزيائية، من بينها أسلحة المناخ.
اتفاقيات دولية بلا رادع فعلي
ورغم توقيع العديد من الاتفاقيات الدولية لحظر استخدام أسلحة الدمار الشامل، لم تُخصص أي منها بشكل مباشر لـ "أسلحة المناخ"، الاستثناء الوحيد هو "اتفاقية حظر استخدام تقنيات التغيير البيئي لأغراض عسكرية أو لأي أغراض عدائية أخرى" التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1976.
لكن كما تشير د. غادة فإن حظر الاستخدام لا يعني بالضرورة حظر التطوير، وهو ما يفتح باب الجدل حول مشاريع بحثية مثل:
برنامج أبحاث الشفق القطبي النشط عالي التردد (HAARP) في الولايات المتحدة.
مشروع EISCAT في النرويج والسويد.
تلسكوب FAST في الصين.
منشأة تسخين الغلاف الأيوني SURA في روسيا.
من حرب الطقس إلى الأسلحة الجيوفيزيائية
وترى د. غادة أن مفهوم حرب الطقس لم يعد مجرد خيال علمي، بل أصبح يُطرح كخيار عسكري محتمل، يقوم على استغلال الطبيعة كسلاح استراتيجي.
تقوم الفكرة على إثارة ظواهر مناخية قاسية تُضعف الخصم اقتصاديًا أو تعرقل قدرته على القتال والإمداد، وبذلك، تدخل هذه الوسائل ضمن ما يُعرف بالأسلحة الجيوفيزيائية، وهي أشكال غير تقليدية من أسلحة الدمار الشامل، لما لها من تأثيرات كارثية على البيئة والبشر معًا.
وتحذر الخبيرة من أن هذه الأدوات يمكن استخدامها حتى في أوقات السلم، لخلق مناطق نفوذ جديدة أو الإخلال بالاستقرار النفسي والاجتماعي للشعوب.
حروب المناخ التقليدية صراعات واقعية
من جانبها، توضح الباحثة عزيزة الصادي، المتخصصة في الشأن الروسي، أن حروب المناخ تنقسم إلى شقين:
حروب مناخية تقليدية: ناجمة عن التغيرات المناخية الطبيعية مثل الاحتباس الحراري، التصحر، وندرة المياه، هذه الأزمات تؤدي إلى نزاعات مسلحة أو صراعات أهلية، مثل موجات الجفاف التي ساهمت في تفاقم الأزمة السورية، أو النزاعات بين المزارعين والرعاة في منطقة الساحل الإفريقي. هذه الظواهر مثبتة علميًا ومدعومة بتقارير أممية.
حروب مناخية اصطناعية: قائمة على فرضية تطوير بعض الدول الكبرى برامج للتحكم في المناخ واستخدامه كسلاح، عبر تقنيات مثل "HAARP" أو نظرية "الكيمتريل".
سلاح الاستمطار
تضيف الصادي أن خطورة "حروب المناخ الاصطناعية" تكمن في قدرتها على تغيير جغرافية الدول نفسها، من خلال أسلحة مثل "الاستمطار" أو "الهارب"، التي قد تؤدي إلى تحريك القشرة الأرضية وحدوث زلازل أو فيضانات مدمرة.
وتؤكد أن ما شهدته روسيا مؤخرًا من فيضانات غير مسبوقة، رغم كونها دولة متجمدة لا تشتهر بنشاط زلزالي أو بركاني، يثير الكثير من علامات الاستفهام حول استخدام مثل هذه الأسلحة.
وفي ختام حديثها، دعت إلى ضرورة إنشاء مراكز أبحاث دفاعية داخل تكتل "البريكس" لمواجهة التحديات المحتملة، مؤكدة أن "سلاح المناخ أخطر من أي سلاح تقليدي".
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية