تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
يحظى الحديث عن أسعار السلع والخدمات في مصر الآن باهتمام كبير من جانب كافة الأسر المصرية، مع التغير المستمر في أسعارها المعتمدة بشكل كبير على حركة الصادرات والواردات، والتي تعتمد بدورها على العديد من المتغيرات أهمها الأحداث العالمية .
وقد شهدت مصر في عصر ملوك الدولة القديمة ازدهارًا كبيرًا في حركة التجارة الخارجية، حيث كانت الدولة منفتحة على جيرانها شرقًا وغربًا، شمالًا وجنوبًا، تربطها معهم مصالح سياسية واقتصادية وحركة تجارة عالمية بمقاييس اليوم.
وكان نهر النيل، من أهم أسباب الازدهار التجاري، علاوة على تنوع الطرق البرية والبحرية التي كانت تربط مصر بالعالم من جميع الجهات، بالإضافة لتقدّم صناعة السفن وزيادة نفوذ الدولة شمالًا تجاه البحر المتوسط، وفتح طرق التجارة مع سوريا عن طريق شبه جزيرة سيناء، وغربًا مع ليبيا، وتوسّع الدولة جنوباً باتجاه بعض المناطق في إفريقيا وبونت "الصومال" التي كانوا يجلبون منها الذهب والبخور والعاج والأبنوس والنسانيس واللبان.
بعثات تجارية عمرها 5 آلاف عاما
بدأت حركة الاستيراد والتصدير في مصر القديمة، حينما أرسل الملوك بعثاتهم التجارية منذ العام 3200 ق.م، أي قبل أكثر من خمسة ألاف عاما، للحصول على العاج من النوبة، والأصداف من سواحل البحر الأحمر، وكانت القوى العسكرية المصرية تحمي هذه البعثات، لأن التبادل التجاري لم يكن سهلاً في هذا الوقت – وفق دراسة الدكتورة إيمان شمخي جابر المعنونة بـ"التجارة في مصر القديمة" – حيث كانت القوافل تتعرض للغارات المفاجئة، وكان على القوات المصرية تأمينها خلال رحلتي الذهاب والعودة.
وشهد عصر الأسرة الرابعة "2575 ق.م"، إرسال الملك سنفرو بعثات تجارية إلى النوبة التي جُلِب منها عدداً كبيراً من الأسرى والماشية، علاوة على تبادل الحبوب والكتان المصري والقيشاني والعسل، بالماشية والنبات، وفي الغرب حيث ليبيا كانت تُستورد الماشية من أغنام وماعز وأبقار لوفرة المراعي هناك، كما أرسل أسطولًا تجاريًا يضم أربعين سفينة إلى لبنان لإحضار خشب الأرز الذي استخدم في صناعة السفن المقدسة والأثاث الثمين والأبواب للقصور مما يدل على حجم التبادل التجاري، فضلاً عن وصول النشاط التجاري إلى جزيرة كريت.
قزم للملك من بلاد "بونت"
كما نشط التبادل التجاري في مصر القديمة في عصر الأسرة الخامسة، حيث وصل في عهد الملك "أوسر كاف" إلى الشاطئ الجنوبي لجزر اليونان، وقام الملك "ساحو رع" باستغلال البحر الأحمر لإقامة طريق بحري مع بلاد "بونت" للحصول على الذهب والفضة والنحاس من الصحراء الشرقية لعمل أنابيب نحاسية لهرمه لتصريف المياه.
وظهرت في المعبد الجنائزي الخاص بالملك ساحورع صورة لأسطول مصري عائد من إحدى الرحلات التجارية ومعه جِرار فخارية طويلة مملوءة بالزيوت الثمينة، فضلاً عن الرقيق الأسيويين من النساء والرجال. وفي عهد الأسرة السادسة استمر النشاط التجاري مع بلاد النوبة وبلاد بونت حيث يذكر "حرخوف" أحد قوّاد القوافل في عهد "بيبي الثاني" أن أحد الموظفين جلب قزمًا للملك من بلاد بونت، وأن الملك كافأه على ذلك.
وفي عصر الدولة الوسطى نشطت التجارة الداخلية والخارجية، خاصة في عهد الأسرة الحادية عشر التي عمل ملوكها على تطوير حركة التجارة بمختلف السبل، حيث عمل الملك "نبت منتوحتب" على إرسال بعثات إلى بلاد بونت بقيادة رئيس بيت المال حنو الذي يقول: "بعثني جلالته لأجهز سفن ببلوس إلى بونت، لجلب بخور جديد من الأمراء في "الأرض الحمراء"، وهذه الحملة اخترقت وادي الحمامات وصولًا إلى باب المندب.
تأمين القوافل في الأراضي المصرية
بينما في عهد الأسرة الثانية عشرة ازداد النشاط التجاري الخارجي بسبب حاجة مصر للمواد الأولية الضرورية فضلاً عن خبرات الأيدي العاملة الأسيوية لتوظيفهم في مناجم النحاس والفيروز في شبه جزيرة سيناء، كما عمل ملوك هذه الأسرة على فرض الأمن في المناطق التي تؤدي إلى البحر عبر الصحراء الشرقية ومحاولة تعميرها واستغلال محاصيلها ومناجمها لصالح الدولة، فاستغلوا مناجم وادي الحمامات بعد أن اخضعوا بدو الصحراء الشرقية، الأمر الذي زاد من حركة التجارة جراء تأمين القوافل داخل الأراضي المصرية.
كما عمل الملك "سنوسرت الثالث" على تحسين الأوضاع الاقتصادية من خلال التجارة، فشق قناة مائية من ضفة نهر النيل الشرقية إلى خليج السويس لتصل البحر المتوسط بالبحر الأحمر عبر نهل النيل، وسماها الإغريق "قناة سيزوستريس" نسبة إلى الملك "سنوسرت الثالث" ومن الفوائد التي عادت على البلاد من حفر هذه القناة ازدياد النشاط التجاري وتوثيق الصلات التجارية بين مصر وبلاد بونت، فضلاً عن ازدياد النشاط التجاري بين مصر وبلاد الشام، وجزر البحر المتوسط مثل كريت وقبرص.
الأسواق المصرية ملتقى تجاري عالمي
عمل ملوك مصر في عهد الدولة الحديثة "الأسرة الثامنة عشرة 1570 ق.م"، على تطوير التجارة الخارجية وتنميتها مع البلدان الأخرى نتيجة إدراكهم ضرورة التبادل التجاري الخارجي، وحاجة مصر الماسة للمواد الأولية الضرورية في تطور الحضارة المصرية خصوصًا بعد توسّع الإمبراطورية المصرية، مما دفع الطرفان أي الدولة المصرية والدول التابعة لإمبراطوريتها لإقامة علاقات دبلوماسية وتجارية، فأصبحت التجارة شبه داخلية أي داخل دولة واحدة، حيث تم نقل كل ثروات هذه البلاد بين بعضها البعض دون عائق، كالتجارة الحرة بين شرق وغرب وجنوب ووسط الإمبراطورية، فغدت الأسواق المصرية خليطاً من التجار والبضائع من جميع البلدان.
وسعي ملوك مصر لتقوية العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري مع دول وممالك الشرق الأدنى القديم، الأمر الذي حقق جملة من الأهداف منها، توفير حاجة الأسواق المصرية من السلع غير الموجودة مثل "الأخشاب والمعادن والنحاس والقصدير والفضة والذهب"، وكذا أدوات بناء السفن والمركبات، ومكونات صناعة الأسلحة مثل السيوف والرماح والجعاب والعصي، والآلات الموسيقية، واستيراد بعض الماشية والرقيق والكحل والعطور، والجلود والعاج"، وتنمية وتطوير الزراعة والحرف المصرية.
كما حرص ملوك مصر أمثال "حتشبسوت وتحتمس الثالث"، على جلب الصُناع والحرفيين المهرة من بلدان الهلال الخصيب – فلسطين، والأردن، والعراق، ولبنان، وسوريا - إلى مصر، علاوة على تصدير المنتجات المصرية للأسواق الخارجية سواء كانت منتجات زراعية أو صناعية أو مواد خام مثل المنتجات الكتانية والآلات النحاسية والأسلحة، والنبيذ والغلال، والخرز والتمائم والعطور والعسل.
وقد شهدت مصر في عصر ملوك الدولة القديمة ازدهارًا كبيرًا في حركة التجارة الخارجية، حيث كانت الدولة منفتحة على جيرانها شرقًا وغربًا، شمالًا وجنوبًا، تربطها معهم مصالح سياسية واقتصادية وحركة تجارة عالمية بمقاييس اليوم.
وكان نهر النيل، من أهم أسباب الازدهار التجاري، علاوة على تنوع الطرق البرية والبحرية التي كانت تربط مصر بالعالم من جميع الجهات، بالإضافة لتقدّم صناعة السفن وزيادة نفوذ الدولة شمالًا تجاه البحر المتوسط، وفتح طرق التجارة مع سوريا عن طريق شبه جزيرة سيناء، وغربًا مع ليبيا، وتوسّع الدولة جنوباً باتجاه بعض المناطق في إفريقيا وبونت "الصومال" التي كانوا يجلبون منها الذهب والبخور والعاج والأبنوس والنسانيس واللبان.
بعثات تجارية عمرها 5 آلاف عاما
بدأت حركة الاستيراد والتصدير في مصر القديمة، حينما أرسل الملوك بعثاتهم التجارية منذ العام 3200 ق.م، أي قبل أكثر من خمسة ألاف عاما، للحصول على العاج من النوبة، والأصداف من سواحل البحر الأحمر، وكانت القوى العسكرية المصرية تحمي هذه البعثات، لأن التبادل التجاري لم يكن سهلاً في هذا الوقت – وفق دراسة الدكتورة إيمان شمخي جابر المعنونة بـ"التجارة في مصر القديمة" – حيث كانت القوافل تتعرض للغارات المفاجئة، وكان على القوات المصرية تأمينها خلال رحلتي الذهاب والعودة.
وشهد عصر الأسرة الرابعة "2575 ق.م"، إرسال الملك سنفرو بعثات تجارية إلى النوبة التي جُلِب منها عدداً كبيراً من الأسرى والماشية، علاوة على تبادل الحبوب والكتان المصري والقيشاني والعسل، بالماشية والنبات، وفي الغرب حيث ليبيا كانت تُستورد الماشية من أغنام وماعز وأبقار لوفرة المراعي هناك، كما أرسل أسطولًا تجاريًا يضم أربعين سفينة إلى لبنان لإحضار خشب الأرز الذي استخدم في صناعة السفن المقدسة والأثاث الثمين والأبواب للقصور مما يدل على حجم التبادل التجاري، فضلاً عن وصول النشاط التجاري إلى جزيرة كريت.
قزم للملك من بلاد "بونت"
كما نشط التبادل التجاري في مصر القديمة في عصر الأسرة الخامسة، حيث وصل في عهد الملك "أوسر كاف" إلى الشاطئ الجنوبي لجزر اليونان، وقام الملك "ساحو رع" باستغلال البحر الأحمر لإقامة طريق بحري مع بلاد "بونت" للحصول على الذهب والفضة والنحاس من الصحراء الشرقية لعمل أنابيب نحاسية لهرمه لتصريف المياه.
وظهرت في المعبد الجنائزي الخاص بالملك ساحورع صورة لأسطول مصري عائد من إحدى الرحلات التجارية ومعه جِرار فخارية طويلة مملوءة بالزيوت الثمينة، فضلاً عن الرقيق الأسيويين من النساء والرجال. وفي عهد الأسرة السادسة استمر النشاط التجاري مع بلاد النوبة وبلاد بونت حيث يذكر "حرخوف" أحد قوّاد القوافل في عهد "بيبي الثاني" أن أحد الموظفين جلب قزمًا للملك من بلاد بونت، وأن الملك كافأه على ذلك.
وفي عصر الدولة الوسطى نشطت التجارة الداخلية والخارجية، خاصة في عهد الأسرة الحادية عشر التي عمل ملوكها على تطوير حركة التجارة بمختلف السبل، حيث عمل الملك "نبت منتوحتب" على إرسال بعثات إلى بلاد بونت بقيادة رئيس بيت المال حنو الذي يقول: "بعثني جلالته لأجهز سفن ببلوس إلى بونت، لجلب بخور جديد من الأمراء في "الأرض الحمراء"، وهذه الحملة اخترقت وادي الحمامات وصولًا إلى باب المندب.
تأمين القوافل في الأراضي المصرية
بينما في عهد الأسرة الثانية عشرة ازداد النشاط التجاري الخارجي بسبب حاجة مصر للمواد الأولية الضرورية فضلاً عن خبرات الأيدي العاملة الأسيوية لتوظيفهم في مناجم النحاس والفيروز في شبه جزيرة سيناء، كما عمل ملوك هذه الأسرة على فرض الأمن في المناطق التي تؤدي إلى البحر عبر الصحراء الشرقية ومحاولة تعميرها واستغلال محاصيلها ومناجمها لصالح الدولة، فاستغلوا مناجم وادي الحمامات بعد أن اخضعوا بدو الصحراء الشرقية، الأمر الذي زاد من حركة التجارة جراء تأمين القوافل داخل الأراضي المصرية.
كما عمل الملك "سنوسرت الثالث" على تحسين الأوضاع الاقتصادية من خلال التجارة، فشق قناة مائية من ضفة نهر النيل الشرقية إلى خليج السويس لتصل البحر المتوسط بالبحر الأحمر عبر نهل النيل، وسماها الإغريق "قناة سيزوستريس" نسبة إلى الملك "سنوسرت الثالث" ومن الفوائد التي عادت على البلاد من حفر هذه القناة ازدياد النشاط التجاري وتوثيق الصلات التجارية بين مصر وبلاد بونت، فضلاً عن ازدياد النشاط التجاري بين مصر وبلاد الشام، وجزر البحر المتوسط مثل كريت وقبرص.
الأسواق المصرية ملتقى تجاري عالمي
عمل ملوك مصر في عهد الدولة الحديثة "الأسرة الثامنة عشرة 1570 ق.م"، على تطوير التجارة الخارجية وتنميتها مع البلدان الأخرى نتيجة إدراكهم ضرورة التبادل التجاري الخارجي، وحاجة مصر الماسة للمواد الأولية الضرورية في تطور الحضارة المصرية خصوصًا بعد توسّع الإمبراطورية المصرية، مما دفع الطرفان أي الدولة المصرية والدول التابعة لإمبراطوريتها لإقامة علاقات دبلوماسية وتجارية، فأصبحت التجارة شبه داخلية أي داخل دولة واحدة، حيث تم نقل كل ثروات هذه البلاد بين بعضها البعض دون عائق، كالتجارة الحرة بين شرق وغرب وجنوب ووسط الإمبراطورية، فغدت الأسواق المصرية خليطاً من التجار والبضائع من جميع البلدان.
وسعي ملوك مصر لتقوية العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري مع دول وممالك الشرق الأدنى القديم، الأمر الذي حقق جملة من الأهداف منها، توفير حاجة الأسواق المصرية من السلع غير الموجودة مثل "الأخشاب والمعادن والنحاس والقصدير والفضة والذهب"، وكذا أدوات بناء السفن والمركبات، ومكونات صناعة الأسلحة مثل السيوف والرماح والجعاب والعصي، والآلات الموسيقية، واستيراد بعض الماشية والرقيق والكحل والعطور، والجلود والعاج"، وتنمية وتطوير الزراعة والحرف المصرية.
كما حرص ملوك مصر أمثال "حتشبسوت وتحتمس الثالث"، على جلب الصُناع والحرفيين المهرة من بلدان الهلال الخصيب – فلسطين، والأردن، والعراق، ولبنان، وسوريا - إلى مصر، علاوة على تصدير المنتجات المصرية للأسواق الخارجية سواء كانت منتجات زراعية أو صناعية أو مواد خام مثل المنتجات الكتانية والآلات النحاسية والأسلحة، والنبيذ والغلال، والخرز والتمائم والعطور والعسل.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية