مقاومة فعالة للآفات
الدكتور مصطفي عبد الستار حماد أمين لجنة مبيدات الآفات الزراعية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي؛ يقول إن "حبة الغلة " هي أحد المبيدات الحشرية التي تستخدم لمقاومة الآفات التي تصيب الغلال منعاً للتسوس. 
هذه الحبة يتم استيرادها من الخارج من دول أوروبية، وتدخل مصر وفقاً لشروط محكمة تحددها لجنة مبيدات الآفات الزراعية بوزارة الزراعة، فمصر لا تصنع المبيدات بل أغلبها مستورد من أمانيا، اليابان، وحالياً ظهرت الصين والهند.  

ويضيف د. مصطفى أن "حبة الغلة" مثلها مثل أي مبيد يدخل مصر يتم في البداية إجراء تجارب عليه في الـ 720محطة تجريب التابعة لوزارة الزراعة على مستوى الجمهورية، ولمدة سنتين متتاليتين متماثلتين للتأكيد من عدم وجود آثار سلبية له على النبات في مصر، لذلك مبيد "حبة الغلة" آمن جداً على النباتات، وأكثر من ذلك أنه يستخدم في جميع أنحاء العالم. 

وتتكون "حبة الغلة" من مادة "فوسفيد الألومنيوم"، وهي أقراص صلبة رمادية اللون تُوضع وسط أكوام الحبوب. تتفاعل مع الرطوبة لتصدر غاز "الفوسفين" السام، الذي يقضي على الحشرات مثل السوس، ويؤكد د. مصطفى أن هذه الحبة آمنة تماماً على الحبوب المخزنة، ولا يوجد بديل لها في حماية المحاصيل من التلف، فهي تحفظ ما يقرب من 5- 6 ملايين طن من الحبوب سنوياً ضد التسوس.

طرق غير شرعية
ويؤكد د. مصطفي أن هذه الحبة عليها قيود حيث يمنع استيرادها إلا بموافقة شركة الصوامع المصرية، ويمنع منعاً باتاً الاتجار فيها، فمحظور بيعها أو تداولها في المحلات وللعامة، لكن يحصل عليها المزارعون بطرق الغش والتهريب من بعض محلات وتجار المبيدات الحشرية. 

والمشكلة في قيام بعض الفتيات والشباب ببلع هذا القرص السام الذي يتفاعل فوراً مع حموضة المعدة، فيسبب الوفاة خلال ساعتين، ولذلك تقوم اللجنة بعمل برامج للتوعية من خطورة استخدام قرص الغلة في غير الأغراض المخصصة لها، موجهة للمزارعين، المرأة الريفية، والأطباء على يد متخصصين في هذا المجال. 

لا غنى عنها.. ولكن
ويرى الدكتور نبيل عبد المقصود أستاذ علاج السموم والإدمان بطب قصر العيني حالياً ومدير مستشفى السموم بقصر العيني سابقاً؛ أن حبة الغلة لا غنى عنها في حياة المزارعين فهي أساسية ومفيدة جداً في حفظ الغلة من التسوس، وهي أرخص وسيلة لتأدية هذا الغرض، لكن مخاطرها كثيرة وقوية وسريعة علاوة على نقص الوعي بين المزارعين في التعامل منها. 
  وبحسب قول د. نبيل، إن هذا المبيد يستجلب من الوحدات الزراعية وفقاً لحصة كل مزارع من السماد ونوعية المحصول وبناءً عليه يكون تداوله سهل، لكن الكارثة عندما يتم وضعه في المنازل، وبالتالي يسهل على من في نيته الانتحار ويعرف مدى خطورته أن يتناوله متعمداً، كما يمثل وجودها في البيت خطورة على الأطفال، فهي تؤدي للموت السريع.

خطوات الانقاذ
ويشدد د. نبيل على سرعة نقل محاول الانتحار للمستشفى فوراً، والبعد عن بعض التصرفات التي تعجل بالوفاة وهي:

1- حث الشخص على القيء.
2- محاولة إعطائه أي سوائل أو حتى ماء، حتى لا تتفاعل مادة المبيد “فوسفيد الألمونيوم" في المعدة ويخرج غاز الفوسفين   السام ". 

وكإجراء سريع ينصح بإعطائه كوباً من زيت الكتان بمجرد شرب الحبة، حيث يعمل على تغطية الحبة ويقلل كمية الغاز المنبعث في المعدة مع سرعه نقله للمستشفى، مع ضرورة إخبار الطبيب بنوع السم الذي تعاطاه للتعامل الصحيح والفوري مع الحالة، وحتى الآن لا يوجد مصل أو علاج لمثل هذا السم.

ويقترح د. نبيل ألا تقوم الجمعيات الزراعية بتوزيع هذه الحبوب على المزارعين، وقيام الجمعيات بدور تعقيم الغلال في الصوامع بالقدر المطلوب وعدم ترك أي متبقيات في أيدي المزارعين. 

في حين يوضح محمد علي صاحب مخزن غلال؛ استحالة الإستغناء عن هذه الحبة فلا يوجد غيرها لحماية المحاصيل حتى الآن، مشيراً إلى أنه يحصل عليها من محلات المبيدات الزراعية المنتشرة، ويصل سعرها الآن إلى 200جنيه للعبوة.