تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : حافة الهاوية.. هل اقترب العالم من حرب عالمية ثالثة؟
source icon

سبوت

.

حافة الهاوية.. هل اقترب العالم من حرب عالمية ثالثة؟

كتب:د. نسرين مصطفى

في ظل الأزمات المتلاحقة التي يشهدها العالم، من النزاعات الإقليمية إلى الأزمات الاقتصادية والسياسية، يبرز التساؤل هل أصبح النظام العالمي الحالي غير قابل للإصلاح إلا من خلال صراع شامل يعيد تشكيل موازين القوى؟

على مدار القرن الماضي، لعبت الحربان العالميتان الأولى والثانية دورًا محوريًا في إعادة رسم الخريطة السياسية والاقتصادية للعالم، مما أدى إلى انهيار إمبراطوريات وصعود قوى جديدة، فضلًا عن تأسيس المؤسسات التي تحكم العلاقات الدولية اليوم. لكن مع تصاعد التوترات بين القوى العظمى، وانتشار الفوضى في مناطق متعددة، يشير البعض إلى أن النظام الدولي بات غير قادر على احتواء الأزمات، ما يثير الجدل حول إمكانية نشوب حرب عالمية ثالثة كأداة لإحداث تغيير جذري.

لكن هل يمكن أن يؤدي صراع بهذا الحجم إلى حل المشاكل العالمية، أم أنه سيجر البشرية إلى كارثة غير مسبوقة؟

ميلاد نظام عالمي جديد
يرى اللواء عادل العمدة، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، إن المشهد العالمي والظروف التي يمر بها العالم تنبئ بميلاد نظام عالمي جديد، كانت بداياته مع الحرب الروسية الأوكرانية، مؤكداً أن الحرب العالمية الثالثة ليست بالضرورة الوسيلة الوحيدة لتغيير النظام العالمي، بل يمكن أن يحدث التغيير وفق متغيرات إقليمية ودولية.

ويوضح العمدة أن النظام العالمي الجديد سيكون نظامًا تكتليًا مكونًا من كتلتين رئيسيتين:

- الكتلة الشرقية: تتمثل في روسيا والصين، بالإضافة إلى الهند، وتعتبر منظمة "شنغهاي" الذراع الأمني والعسكري لهذه الكتلة، بينما تمثل منظمة "البريكس" الذراع الاقتصادي، وقد قامت هذه الكتلة خلال الفترة الماضية بتوسيع انضمام الدول إليها، حيث وصل عدد الدول المنضمة بشكل غير رسمي إلى 6 دول.

- الكتلة الغربية: تتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى مجموعة من دول أمريكا الشمالية وبعض دول أمريكا الجنوبية، ويُمثل حلف الناتو الذراع العسكري لهذه الكتلة، بينما يُمثل الاتحاد الأوروبي الذراع الاقتصادي.

ويشير العمدة إلى أن الصين وروسيا لا يمكن أن تكونا قطبًا منفردًا، لأن من مميزات القطب الواحد هو القدرة على الانتشار العسكري في جميع أنحاء العالم، وهو أمر لا يتوفر لدى الصين وروسيا، فالعالم بالنسبة للولايات المتحدة مسرح عمليات، بينما يقتصر مسرح عمليات الصين وروسيا على محيطهما الإقليمي فقط.

الصراع قادم
ويؤكد العمدة أن قيام حرب عالمية ثالثة متوقع خلال العشر سنوات القادمة، في الفترة من 2025 حتى 2035، ومع ذلك، قد تؤجل بعض الأحداث وقوع هذا الصراع، مثل التقارب بين الولايات المتحدة وروسيا، أو التباعد بين الولايات المتحدة وأوروبا، لكن هذه الأحداث لن تمنع الصراع، بل ستؤجل وقوعه فقط.

حروب عالمية
من جهته، يقول الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر ومدير مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية بجامعة عين شمس سابقًا، إن ميلاد النظام العالمي ثنائي القطبية كان يحتاج إلى قيام الحرب العالمية الأولى، حيث تم القضاء على الإمبراطورية العثمانية وإمبراطورية النمسا والمجر، مما أدى إلى تعديل الخريطة السياسية أوائل القرن العشرين، ثم انهار النظام العالمي مرة أخرى بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تم القضاء على الاستعمار القديم، وولد نظام عالمي جديد يتحكم فيه قطبان؛ الكتلة الشرقية والكتلة الغربية.

ويوضح د. شقرة أن انهيار الاتحاد السوفيتي لم يستدعِ قيام حرب عالمية ثالثة، بل انفردت الولايات المتحدة كقطب أوحد، وهو أمر غير معتاد، ومع صعود الصين وروسيا اقتصادياً، وامتلاك كوريا الشمالية للقنبلة النووية، أصبح العالم على شفا حرب عالمية ثالثة.

ويشير د. شقرة إلى أن الحروب المحدودة التي نشهدها اليوم، مثل الحرب الروسية الأوكرانية وحرب إسرائيل على غزة، بالإضافة إلى الاضطرابات في سوريا وليبيا والسودان، تجعل العالم يعيش على "سطح صفيح ساخن".

الدبلوماسية هي الحل
يجيب د. شقرة عن هذا التساؤل بالقول إنه من الصعب أن تقوم أي دولة نووية باستخدام هذا السلاح لتأسيس نظام عالمي جديد، لأن ذلك سيؤدي إلى تدمير الكرة الأرضية ونهاية العالم، لذلك، يرجح أن يتم إنجاز النظام العالمي الجديد من خلال الأساليب الدبلوماسية، وهو الاحتمال الأرجح مقارنة بالدخول في حرب عالمية ثالثة.

نظام متعدد الأقطاب
ويتوقع د. شقرة أن يكون النظام العالمي الجديد متعدد الأقطاب، وقد يصل عدد هذه الأقطاب إلى 30 قطبًا، تشمل الصين وأوروبا (ممثلة في ألمانيا وبريطانيا)، بالإضافة إلى الولايات المتحدة وروسيا، ومن المدهش أن هناك كتابات أمريكية تشير إلى أن مصر قد تكون أحد هذه الأقطاب، نظرًا لأهميتها في الاقتصاد العالمي وموقعها الاستراتيجي، خاصة بعد نجاحها في حل مشاكلها الاقتصادية.

ويختتم د. شقرة بالقول إنه يتوقع ميلاد نظام عالمي جديد بشكل سلمي، من خلال معارك دبلوماسية عنيفة ومفاوضات طويلة، تشبه تلك التي جرت بين ترامب وزيلينسكي، أو بين الولايات المتحدة وروسيا. وبعد ذلك، سينشأ عالم متعدد الأقطاب، يعكس توازنات جديدة للقوى على الساحة الدولية.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية