تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : جيل يعيش بشخصيتين.. من ملاكٍ في البيت إلى مشاغبٍ في المدرسة
source icon

سبوت

.

جيل يعيش بشخصيتين.. من ملاكٍ في البيت إلى مشاغبٍ في المدرسة

كتب:هاني سيد

صدمة كبيرة لأولياء أمور كثيرين، عندما قاموا بزيارة مفاجئة لأبنائهم داخل المدرسة، فاكتشفوا أن هذا الطالب البلطجي، صاحب السلوك العنيف والألفاظ الخارجة، هو نفسه ابنهم «الكيوت» المؤدب، ذو الصوت الرقيق والحنية المفرطة.

وقف الأهالي أمام أنفسهم في حيرة، وطرحت أذهانهم أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات، أهمها: من هذا المتحول؟ وما سبب تحوّله؟ وكيف يمكن علاجه مما هو فيه؟ كل تلك الأسئلة وغيرها، يجيب عنها الخبراء والمتخصصون في السطور التالية.

تجارب صادمة
تقول ليلى عمران – موظفة – خطر ببالي أن أذهب لمتابعة ابني بالصف الأول الثانوي في المدرسة للاطمئنان على مستواه العلمي، وبالفعل دخلت المدرسة أثناء الفسحة، وكانت هناك حالة من الفوضى والضجيج.

بحثت عن ابني «الكيوت» هادئ الطبع والأخلاق، فكانت صدمتي كبيرة عندما شاهدته في حالة تحوّل رهيبة، أشبه ببلطجي سلوكًا ولفظًا، مجرمًا بمعنى الكلمة.
وبمجرد أن شعر بوجودي، تحوّل إلى قطة وديعة، وعندما واجهته بما رأيت، أنكر وبدأ سلسلة من الأكاذيب والتبريرات.

ويشاركها حمدي حسين – مهندس – نفس المشكلة، فيقول: اكتشفت ذلك مع ابني المراهق، ولكن في الشارع وليس في المدرسة فقط. بدأت أتواصل مع الأخصائي الاجتماعي بالمدرسة، الذي نصحني بعرضه على متخصصين لمعرفة أفضل الطرق لتقويمه.

البيئة والسلطة الحاكمة
من جانبه، أكد الدكتور هاني جرجس، أستاذ علم الاجتماع والعلوم الإنسانية، أن هذا النمط من السلوك الذي يتسم بالازدواجية بين العنف والانفلات في المدرسة أو الشارع، والالتزام أمام الوالدين في المنزل، هو تعبير عن تبايُنٍ في الضبط السلوكي تبعًا للسياق الاجتماعي.

فالطالب هنا لا يفتقر بالضرورة إلى القيم أو التربية الأخلاقية، بل يُظهر ما يُعرف في علم النفس الاجتماعي بـ«الضبط الموقفي» (Situational Control)، أي قدرته على تعديل سلوكه بما يتلاءم مع البيئة والسلطة المسيطرة فيها.

فأمام الوالدين، يسود الخوف من العقاب أو الرغبة في كسب الرضا، بينما في المدرسة أو الشارع، حيث تقل الرقابة، يظهر السلوك الحقيقي المرتبط بالجماعة أو الحاجة لإثبات الذات.

تعاون بين البيت والمدرسة
وأضاف، يمكن تفسير هذا التناقض من خلال نظرية التعلم الاجتماعي، التي تؤكد أن السلوك العنيف يُكتسب من خلال الملاحظة والتقليد، خصوصًا عند التفاعل مع أقرانٍ يُكافئون على سلوكهم العدواني.

فغياب الضبط المدرسي الفعّال، وضعف التوجيه النفسي، يتيحان مساحة للتنفيس عن الضغوط والانفعالات بطريقة غير مقبولة اجتماعيًا، لذلك لابد من التعامل مع الظاهرة بوصفها مشكلة تربوية ونفسية تفاعلية، تستدعي تعاون المدرسة والأسرة في بناء نمط ثابت من القيم والسلوك، مع تعزيز الشعور بالمسؤولية والانتماء، وتوفير بدائل إيجابية للتعبير عن الذات بعيدًا عن العنف.

المشكلة أساسها من البيت
ومن جانبها، ترى الدكتورة إيمان أحمد، استشاري التربية الخاصة والتكامل الحسي، أن تلك المشكلة سببها التنشئة والأسلوب الذي يتعامل به الأبوين مع الطفل في البيت، مما يسبب كبتًا وطاقة كامنة لدى الطفل، تجعله يُخرج ما بداخله في هيئة سلوكيات عدوانية وشغب وتخريب، وأضافت أن هذا الطفل يحتاج إلى من يفهمه ويحتويه، لأنه في حاجة شديدة إلى تعويض إحساس الدفء والحب بداخله.

وغالبًا ما تكون الأسباب داخل البيت متمثلة في عدم التفاهم والمشاكل الأسرية، التي تصل أحيانًا إلى العنف بين الزوجين، أو العنف تجاه الطفل وتقليله من شأنه، وتجاهل كل ما يتعلق به.

ولفتت إلى أن كبت مشاعر الطفل وعدم احتوائه مظاهرها كثيرة، والمشكلة مليئة بتفاصيل مترابطة يلاحظها المتخصصون في جلسات الاستماع.

إرشاد أسري وتعديل سلوك
وأشارت إلى أن تلك المشكلة أصبحت ظاهرة متكررة تحتاج إلى علاج يسير في اتجاهين: الإرشاد الأسري أولًا، ثم تعديل السلوك بشكل مباشر، وأكدت أن المجتمع يحتاج إلى توعية أسرية ودينية وأخلاقية، تتمثل في محاضرات وندوات وجلسات إرشاد أسري، قبل التفكير في جلسات تعديل السلوك، التي لا جدوى منها ما لم يتم أولًا تعديل سلوك الأبوين من خلال الإرشاد الأسري والتربوي.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية