تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
شهدت السنوات الأخيرة نجاحًا ملحوظًا للجهود المصرية في خفض معدل الإنجاب الكلي للنساء في سن الإنجاب (من 15-49 عامًا)، حيث انخفض المعدل من 3.5 طفل لكل سيدة إلى 2.6 طفل حاليًا، وتعد الزيادة السكانية في أي دولة مرتبطة بشكل وثيق بمعدلات الخصوبة والإنجاب، بالإضافة إلى معدلات الزواج والطلاق، والتي تُستخدم لحساب الزيادة الطبيعية السنوية للسكان.
تنظيم الأسرة حق إنسانيفي إطار الاستراتيجية الوطنية للصحة (2024-2030)، أكدت مصر على أهمية تنظيم الأسرة كحق إنساني أساسي يساهم في تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، وقد نجحت المبادرة الوطنية لتنظيم الأسرة في زيادة معدل انتشار وسائل منع الحمل من 48% عام 1991 إلى 66.4% عام 2021، مع توقع وصوله إلى 71.6% بحلول عام 2030.
كما رصدت الاستراتيجية أن أعلى معدلات الخصوبة تتركز في ريف صعيد مصر، يليه ريف الوجه البحري، وانخفض المعدل الكلي للإنجاب إلى 2.85 طفل لكل سيدة عام 2021، مع هدف وصوله إلى 2.1 طفل بحلول عام 2030.
المسوح السكانية
كانت المسوح السكانية المصرية قد أظهرت تراجعًا ملحوظًا في معدلات الإنجاب منذ ستينيات القرن الماضي، فبعد أن كان متوسط عدد الأطفال لكل سيدة يبلغ 6.7 طفل في الستينيات، انخفض إلى 3 أطفال عام 2008، ومع ذلك، ارتفع معدل النمو السكاني السنوي إلى 2.56% بين عامي 2006 -2017.
جهود الدولة والرؤية المستقبلية
أكدت الدكتورة مايسة شوقي، أستاذ الصحة العامة وطب المجتمع بجامعة القاهرة ونائب وزير الصحة الأسبق، أن البيانات الحالية تعكس نجاح جهود الدولة في خفض معدل الإنجاب الكلي، رغم استمرار ارتفاعه في بعض المحافظات، خاصة في صعيد مصر.
وأشارت إلى أن الدولة تعمل على تحسين الخصائص السكانية من خلال تعزيز الصحة والتعليم ومستوى المعيشة، مع التركيز على توفير خدمات تنظيم الأسرة عالية الجودة. كما تعمل الوزارة على توزيع الكوادر الطبية بشكل عادل، وتكثيف القوافل الطبية في المناطق المحرومة.
التوعية ودور المجتمع
تساهم عدة جهات في الحملات التوعوية لتنظيم الأسرة، بما في ذلك وزارات الصحة، والتضامن الاجتماعي، والشباب والرياضة، بالإضافة إلى الأزهر الشريف والكنيسة المصرية. وتستهدف هذه الحملات تعزيز الوعي بأهمية التخطيط الأسري، مع التركيز على برامج مثل "الألف يوم الذهبية" التي ترعى صحة الأم والطفل منذ الحمل وحتى بلوغ الطفل عامين.
وتواصل الدولة المصرية جهودها لمواجهة التحديات السكانية، مع التركيز على تحسين جودة الحياة وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وتظل قضية تنظيم الأسرة أحد المحاور الرئيسية في تحقيق التنمية المستدامة، بالتعاون بين الحكومة والمجتمع المدني.
مخزون الخصوبة
تؤثر عوامل عديدة على خصوبة النساء، بما في ذلك العمر، فبينما تبلغ الخصوبة ذروتها لدى النساء في الفئة العمرية من 21-28 عامًا، تبدأ في الانخفاض بعد سن الثلاثين، ويتسارع هذا الانخفاض بعد سن الـ 35.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن معظم النساء يصلن إلى سن اليأس بين 45- 55 عامًا، حيث يتراجع مستوى هرمون الأستروجين في الدم، وقد تصل بعض النساء إلى هذه المرحلة مبكرًا، قبل سن الـ 40، بسبب عوامل مناعية أو أسباب غير معروفة، مما يؤثر على صحتها البدنية والنفسية.
دراسات دولية
أظهرت دراسة أجراها معهد القياسات الصحية والتقييم بجامعة واشنطن أن معدلات الخصوبة العالمية تشهد انخفاضًا مستمرًا، ومن المتوقع أن تصبح 76% من دول العالم غير قادرة على الحفاظ على مستويات السكان الحالية بحلول عام 2050، وترتفع هذه النسبة إلى 97% بحلول عام 2100.
وللحفاظ على استقرار أعداد السكان، تحتاج الدول إلى معدل خصوبة إجمالي يبلغ 2.1 طفل لكل امرأة، ومع انخفاض المعدل عن هذا الرقم، يبدأ عدد السكان في الانكماش، وتشير التوقعات إلى أن حصة المواليد في الدول منخفضة الدخل ستزداد من 18% عام 2021 إلى 35% عام 2100، مما يزيد الضغط على مواردها المحدودة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية