تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : جدل بين الخبراء.. صناعة النجوم في مصر نص أم موهبة؟
source icon

سبوت

.

جدل بين الخبراء.. صناعة النجوم في مصر نص أم موهبة؟

كتب:عبدالعزيز الشاعر

منذ بداية المسرح المصري، إلى نشأة السينما، ودخول التليفزيون وتصنيع الدراما، وصناعة النجم في مصر حاضرة عبر العقود.. ولطالما قاد هذه الصناعة أفراد تميزوا كثيرًا بامتلاك أدواتهم سواء كانوا منتجين أو مخرجين، فعلى مر العصور نجد أسماء رنانة كانت في ذاتها مدارس لتخريج النجوم من أبرزهم نجيب الريحاني؛ الذي تخرج من فرقته نجوم وأسماء لامعة، يوسف وهبي وفرقته، حلمي رفلة الذي اكتشف لبنى عبد العزيز، ويوسف شاهين ناظر مدرسة النجوم ومنهم عمر الشريف، خالد النبوي، هاني سلامة، كذلك حسن الإمام الذي قدم نور الشريف بطلًا في " السكرية "، وإنعام محمد علي التي حولت صابرين وكمال أبو رية من ممثلين عادين لنجمين في أم كلثوم وقاسم أمين، وهناك نجوم خرجوا من مدرسة نور الشريف منهم حسن الرداد، عمرو يوسف، دينا فؤاد، ومصطفى شعبان، ونجوم خرجوا من مدرسة عادل إمام منهم محمد هنيدي، أحمد آدم، ونجوم تخرجوا من مدرسة المخرج والمؤلف خالد جلال الذي يدير مركز الإبداع الفني أبرزهم محمد فراج، ونطرح في السطور التالية أقوالًا عن فن صناعة النجم في مصر على ألسنة بعض من المبدعين المشهود لهم بالمهارة في الساحة الفنية.  
  
منظومة متكاملة
بداية تقول المخرجة أنعام محمد علي؛ لم تكن في مصر صناعة نجم وإنما كانت هناك اكتشافات فردية سواء من منتجين أو مخرجين مثلما اكتشف يوسف شاهين النجم العالمي الراحل عمر الشريف، ومثلما اكتشف الراحل حلمي رفلة الجميلة لبنى عبدالعزيز، وحين اكتشف حسن الإمام بعض النجوم وقدم كثيرًا من الفنانين الصغار في حينها منهم نور الشريف بطلًا للجزء الثالث من ثلاثية نجيب محفوظ " السكرية "، وفعلت أنا نفس فعله في العديد من أعمالي منها مسلسل "أم كلثوم" عندما قدمت صابرين بشكل مختلف عن ذي قبل فصارت نجمة فيما بعد، وأيضًا مسلسل "قاسم أمين" رفع كمال أبو ريه لمرتبة النجومية.

يمكننا أن نقول هناك حاليًا القليل ممن يمارس مهنة صناعة النجم في مصر، منهم خالد جلال في مركز الإبداع في الأوبرا، لديه برنامج دائم ومحترم في العمل على صناعة النجم.

عناصر هامة
وتكمل إنعام محمد علي؛ أما المعاهد الأكاديمية ففيها الأكثر موهبة هو من يمكنه أن يحظى بالنجومية إن حالفه الحظ، وحتى نضع الأمور في نصاب صحيح، فلابد من تحقيق العناصر الأساسية في الصناعة والتي بدورها قادرة على تفريخ نجوم جديدة، تلك العناصر على رأسها النص الجيد الذي يمكنه خلق نجم، ومثال ذلك ما حدث مع الفنان أحمد أمين الذي جعله مسلسل "جزيرة غمام" للمبدع عبد الرحيم كمال في شكل مختلف، وأبرز إمكاناته كممثل جيد وقدمه نجمًا جديدًا، وتوالت أعماله فيما بعد حتى رأيناه في مسلسل "النص" نجمًا، فالنص الجيد يصنع نجما كبيرًا، ومن ثم لابد من الاهتمام بالكتابة والكتاب إذا أردنا نجومًا جدد.

 ثانياً المخرج الموهوب والمالك لأدواته والغارق في تفاصيل عمله، بوسعه صناعة النجوم وهناك أمثلة ذكرناها في السطور السابقة أبرزها حسن الإمام ويوسف شاهين.

ثالثًا المسئولين عن الإنتاج، كانوا فيما سبق أشخاصاً على درجة عالية من الثقافة والوعي مثلما كان ممدوح الليثي -رحمه الله- لذا فلابد من قصر وظائف إدارة الفن على من يمتلك ثقافة ووعياً بالفنون، وعلاقته وطيدة بالوسط الفني والثقافي.

رابعًا لابد من تقدير النجوم الحقيقين وعدم التغاضي عن تفوقهم، خلاصة القول إن صناعة النجم تأتي من خلال منظومة متكاملة كما أوضحنا ولو توفرت سنرى نجوما في القريب العاجل.

هوليود نموذج مختلف
ومن جانبها ترى الناقدة خيرية البشلاوي، للأسف لا توجد لدينا في مصر صناعة نجم، لكن لدينا صناعة وميزانيات ومنتجين وإن لم نكن في أفضل حالتنا في وقتنا الحالي، لسنا هوليود ولا توجد لدينا استوديوهات ضخمة مثل تلك التي صنعت عمر الشريف هناك في أمريكا، وكانت هوليود في ذلك الوقت لديها مساحة كبيرة للآخر الذي كان يحظى بأهمية كبيرة وقتها، فكان عمر الشريف مهماً لديهم في تقديم هذا الآخر، مثلما قدمه في "دكتور زيفاجو"، "لورانس العرب"، و"جيفارا" فكان نموذجاً للشخص الآخر المطلوب تقديمه، فتم تصنيع عمر الشريف لأنه يمتلك مؤهلات النجم، وتم توظيف نجومية عمر الشريف لأغراض هوليود، تلك المؤسسة الضخمة التي تعمل على كل الشعوب. 

نحن بحاجة للكثير لكي يكون لدينا صناعة نجم؛ منها استوديوهات ضخمة، ومنتج تنفيذ كبير له سياسة وخطة مسبقة واضحة، والمداومة على اكتشاف وجوه جديدة تغذي الصناعة وألا تكون بالمصادفة، وأن يكون هناك ما يشبه المدرسة الكبيرة لتخريج النجم.

وتجربة خالد جلال في مركز الإبداع، وتجربة أحمد كمال، ومحمود حميده، تجارب محمودة ولكنها محدودة جداً مقارنة بما يحدث في الخارج، تجربة يوسف شاهين مختلفة، لأنه يمتلك ثقافة مختلفة، وعلاقاته بالغرب وطيدة، وكانت عينه دائمة اليقظة على الفنان الذي يعمل معه، لأن عينه كانت دائمًا على الخارج، وكان يسعى لعمل مدرسته الخاصة.

ومن هنا يمكننا أن نقول إنه ليس لدينا صناعة نجم في مصر بحيث تخرج أجيال متتالية عامًا بعد عام وموسماً تلو الآخر، تغذي الصناعة، فنحن لا نملك إنتاجاً ضخمًا يمكنه صناعة فيلم ضخم مثلاً عن حرب 1973 مثلما صنع مصطفى العقاد فيلم "الرسالة" عن تاريخ الإسلام، وليس لدينا عجلة التوزيع القوية التي يمكنها توزيع الفيلم في أماكن كثيرة بالعالم، لتعويض ما تم صرفه على العمل وتحقيق أرباح.

كنا صناعة محلية وإقليمية قوية وللأسف لم نعد كذلك في الوقت الحالي، ومن هنا لكي تكون لدينا صناعة نجم كما في هوليود، فلابد أن يكون لدينا إيمان بالقوة الناعمة التي لا تقل أهمية عن صناعة السلاح، ومنتج كبير مثل رمسيس نجيب مكتشف النجوم.

فتراجع الصناعة السينمائية في الوقت الحالي تحتاج التفات واهتمام من الدولة كما اهتمت بالدراما التليفزيونية، وقدمت كثير من المسلسلات المميزة والمؤثرة في الفترة الحالية والسابقة.

مصر مصنع النجوم
بينما يقول الموسيقار سليم سحاب، إن مصر هي البلد العربي الأهم وصاحبة القدرة على صناعة النجوم لما تملكه من أكاديميات، ومعاهد متخصصة زاخرة وعامرة بخبراء في شتى أنواع الفنون، من موسيقي، طرب، تمثيل، إخراج، تصوير، ديكور إلى غير ذلك، وتلك قدرة كبيرة لا تتوفر في أي بلد عربي آخر بهذا الحجم وتلك القوة.

أذكر أنني كنت في إحدى زياراتي للبنان، واحتجت عازفًا لآلة التشيللو، ولم أجد فاضطررت لتحويل عازف من عازفي الفرقة للعزف على التشيللو، وعندما أتيت لمصر سمعت صوت آلة موسيقية وأنا جالس في الفندق فاستطلعت الأمر، فإذا بأربعة عازفين لآلة التشيللو يجلسون على شاطئ إحدى الترع الصغيرة، فأيقنت حينها أن مصر مصنع النجوم.

وحالياً أنا مسئول عن مشروع وزارة الثقافة لاكتشاف ورعاية المواهب الجديدة في العزف والغناء بمحافظات الجمهورية، وهذا يؤكد على حرص الدولة المصرية على الاستثمار في الإنسان من خلال الثقافة والفنون.

الموهبة وحدها لا تكفي
ومن جانبه يوضح المخرج خالد جلال، إن الفضل لما أنا فيه يعود لثلاثة أشخاص تعلمت منهم الكثير أولهم الراحل كرم مطاوع -رحمه الله- الذي كان صاحب ثقافة كبيرة قادرة على الارتجال لكثير من الحوارات التي كنا نظنها مرتبة من قبل وهي لم تكن كذلك، وهذا تعلمته منه وأقدمه في مركز الإبداع الذي صارت تجربته تناقش في كل الدول العربية.

تعلمت من أحد المخرجين الفرنسيين الكثير، وأيضاً المخرج الإيطالي دانيللوكرمونتي، كما تعلمت أيضًا على يد سعد أردش، ود. سامي عبد الحليم وغيرهم، جميعهم أثرى تجربتي حتي صارت بهذا الشكل الذي أمامكم حاليًا.

 وأكد جلال، أن مركز الإبداع لا يعتني بتخريج ممثلين محترفين فقط، وإنما مخرجين ومصممي ديكور محترفين أيضاً، وأشار إلى أن مركز الإبداع الفني لديه اختبارات قبول في غاية الأهمية ويعود الجزء الأكبر للنجاح إلى تلك الاختبارات.

واختتم جلال كلامه بأن النجم مؤسسة وليست موهبة فقط، لأنه يمكن أن يكون موهوباً ولا يصير نجمًا فهو يحتاج بجانب موهبته لأشياء كثيرة، أبسطها تعليم الإتيكيت، وذلك ندرسه للموهوب بمركز الإبداع.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية