الغرق الجاف من الموضوعات التي تثير قلق الأهل حول سلامة أطفالهم أثناء تدريب الكثير منهم على مهارات السباحة خاصة في فصل الصيف، أو عند الاستمتاع بالتنزه على شواطئ البحر.

 وعلى الرغم من أن هذا المصطلح قد لا يكون مألوفًا للكثيرين، إلا أنه يشير إلى حالة خطيرة يمكن أن تحدث للأطفال بعد التعرض للماء.

"يحدث الغرق الجاف عندما يبتلع الطفل الماء أثناء السباحة، وقد يؤدي ذلك إلى انقباض في الأحبال الصوتية، مما يغلق مدخل الحنجرة ويمنع دخول الماء إلى الرئتين، ومع ذلك، قد يؤدي نقص الأكسجين إلى توقف القلب وحدوث الوفاة على الفور"، كما استهل د. أشرف قاسم، أخصائي الأطفال وحديثي الولادة، حديثه لـ«سبوت»، مؤكدا أن التدخل السريع من فرق الإنقاذ يمكن أن ينقذ حياة الطفل في هذه الحالات.

"وهناك نوع آخر من الغرق يعرف بالغرق الثانوي، والذي يحدث بعد ساعات من خروج الطفل من الماء، عندما يصاب بالتهاب في الرئة نتيجة دخول الماء إليها، وتتضمن أعراض الغرق الثانوي الكحة، ضيق التنفس، وارتفاع درجة الحرارة. وأكد قاسم على أهمية التعرف على هذه الأعراض والتوجه فورًا للطبيب أو المستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة مثل الأشعة والتحاليل.

وينصح الطبيب الأمهات بمراقبة أطفالهن باستمرار أثناء السباحة وعدم السماح لهم بالسباحة بمفردهم، كما أوصى بعدم تجاوز فترة تواجد الطفل دون السنة الأولى في الماء لأكثر من نصف ساعة، وأهمية وجود رجال إنقاذ في مناطق السباحة.

"وفي حالة التأكد من أن المصاب يتنفس، يجب وضعه على جانبه فيما يعرف بوضع الإفاقة ونقله للمستشفى فورًا"، بحسب د. علاء مكرم خروب مدرب الإسعافات أولية، قبل أن يوضح طريقة التعامل والإسعاف السريع في حالات الغرق، إذا كان المصاب لا يتنفس ولا يوجد نبض، يجب البدء في عملية الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) عن طريق ضغطات في منتصف الصدر وتنفسات صناعية حتى تصل الإسعاف أو يعود التنفس والنبض.

وشدد على ضرورة مراقبة الأطفال بعد السباحة والانتباه لأي أعراض مثل السعال، صعوبة التنفس، تغير لون الجلد، الخمول، وآلام الصدر، وأوصى بطلب الإسعاف فورًا في حالة ظهور أي من هذه الأعراض، ونصح بضرورة بتدريب الأطفال على السباحة ومتابعتهم أثناء وبعد السباحة، وتعلم الإسعافات الأولية للتعامل مع حالات توقف التنفس والنبض، مختتما بالقول: "الوقاية والمراقبة المستمرة تظل هي الحل الأمثل لحماية الأطفال من مخاطر الغرق، كما أن التعرف على الأعراض المبكرة والتدخل السريع يمكن أن ينقذ حياة الكثيرين".