تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : ثمار الكنز المدفون.. مصر تدخل عصر تصنيع الرقائق الإلكترونية
source icon

سبوت

.

ثمار الكنز المدفون.. مصر تدخل عصر تصنيع الرقائق الإلكترونية

كتب:محمد العوضي

بدأت مصر، في الاستفادة من الكنز المدفون في شواطئها، وتحديدا في منطقة السواحل الشمالية، وتقدر قيمة هذا الكنز بنحو 16 تريليون دولار، هي القيمة المادية لما يقرب من 5 مليارات طن من الرمال السوداء تحتوي 8 أنواع من المعادن الثقيلة، تنتشر بداية من مدينة رشيد وحتى رفح بطول 400 كم، في 11 موقعا.

وتولى الدولة المصرية اهتماما كبيرا بملف تعظيم القيمة المضافة لما تمتلكه من ثروات معدنية، وهو ما يأتي تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، في هذا الصدد، من إقامة صناعات تعتمد على هذه الثروات، كصناعة الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات، سعياً لدعم الاقتصاد المصري وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وبما يعزز من فرص المنافسة العالمية في هذا المجال.

دراسات متكاملة
ويتم إعداد دراسات متكاملة تتضمن تعظيم الاستفادة من مقدرات مصر من خام الرمال البيضاء والسوداء، وكذا تعزيز القدرات التصنيعية في هذا المجال، سعياً لتوطين الصناعات الخاصة بالرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات، وذلك بالنظر لما تشهده هذه الصناعات من طلب متزايد خلال هذه الفترة، وفى المستقبل"، وهو ما كشف عنه رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولي، بدء الدولة في الاستفادة من الرمال السوداء وإعداد الدراسات لتحويلها إلى قيمة مضافة.

وبحسب المستشار محمد الحمصاني، المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، عقدت الأمانة الفنية للجنة الخاصة بتوطين صناعة الرقائق الإلكترونية عدة اجتماعات ولقاءات مع كبريات الشركات العاملة في هذا المجال، لمناقشة واستعراض العديد من النقاط التي تدعم جهود توجه الدولة نحو توطين مثل هذه الصناعات المهمة، سواء ما يتعلق ببرامج التدريب المتخصصة وإعداد الكوادر البشرية، أو ما يتعلق بإتاحة المزيد من التيسيرات والحوافز جذباً لمزيد من الاستثمارات لتلك الصناعات الحيوية.

استشاري لوضع الإستراتيجية
وتم وضع خارطة طريق لتوطين تصنيع الرقائق الإلكترونية والخلايا الشمسية، وما تتضمنه من التعاقد مع استشاري عالمي لوضع تصور واستراتيجية لتحقيق هذا الهدف، واستمرار جهود تدريب الكوادر البشرية في مجال الإلكترونيات، بالتكامل مع جهود جذب الاستثمارات لهذه الصناعات والحديث مازال لـ"الحمصاني"، مشيرا إلى أنه تمت الموافقة على بدء إجراءات الطرح لاختيار استشاري عالمي، وتكليف وزارتي المالية، والتخطيط والتنمية الاقتصادية بوضع المخصصات المالية المطلوبة في الموازنة العامة للعام المالي المُقبل.

كما سبق وأن بحثت وزارة التجارة والصناعة مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "يونيدو" مشروعات تصنيع الرمال السوداء في مصر، وبحسب وزير الصناعة م. أحمد سمير، فقد أكد أن الرمال السوداء تمثل ثورة تصنيعية هائلة حال استخراجها وإجراء عمليات الفصل لمكوناتها حيث تدخل في مختلف الصناعات الاستراتيجية بدءًا بالطائرات والمعدات وصولاً إلى أشباه الموصلات الإلكترونية.

نبذة تاريخية
وتكونت "الرمال السوداء" منذ أزمنة جيولوجية سابقة نتيجة لعمليات نقل الرواسب الفُتاتية من الصخور والهضاب التي حملتها مياه النهر في رحلتها إلى منطقة المصب على السواحل الشمالية لمصر، ويتميز هذا النوع من الرمال باحتوائه على العديد من المعادن ذات الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية.

وتعود تسمية الرمال بهذا الاسم لغلبة اللون الأسود عليها بسبب احتوائها على معدني "الماجنتيت" و"الإلمينيت" واللذين يمثلان المكونين الكبر لهذه النوعية من الرمال، كما يشار إلى الرمال السوداء باسم الرمال المُشعة لاحتوائها على بعض المعادن المشعة مثل معدني "المونازيت" و"الزركون".

أكبر احتياطي
"و"يصل الاحتياطي الجيولوجي من الرمال السوداء في مصر إلى نحو 5 مليارات متر مكعب، موزعة على أربع مناطق رئيسية في محافظات البحيرة، ودمياط، وكفر الشيخ، وشمال سيناء، فيما يصل متوسط تركيز المعادن الثقيلة فيها حوالي 65%، ليعد بذلك أكبر احتياطي على مستوى العالم"، وفقا لتقديرات الدكتور حامد ميرة رئيس هيئة المواد النووية في مصر.

واوضح أن الرمال السوداء تذخر بالعناصر الأرضية النادرة، وتمثل هذه العناصر عصب الصناعات التكنولوجية والإلكترونية المتقدمة، بالإضافة إلى مجالات الذكاء الاصطناعي، وتصل عوائد مشروعات القيمة المضافة إلى 6 مليارات دولار بمشروع البرلس فقط، والذي افتتحه الرئيس السيسي في أكتوبر 2022.

41 صناعة في الرمال
وتدخل معادن الرمال السوداء أو كما يطلق عليها "الرمال المشعة" في 41 نشاطا، أبرزها:

-    صناعة هياكل الطائرات والسيارات

-    صناعة الصواريخ

-    أغلفة الوقود النووي

-    أنابيب البترول

-    الدهانات

-    الأسنان التعويضية

-     الأصباغ

-     البلاستيك والمطاط

-    مستحضرات التجميل

-    السيراميك

-    المحركات

إعلاء القيمة المضافة
وكشف رئيس هيئة المواد النووية في مصر، عن إنشاء وحدات لإعلاء القيمة المضافة للخامات وخاصة معادن الرمال السوداء، وذلك لتوطين تكنولوجيا معالجة المعادن الناتجة واستخلاص ما بها من عناصر اقتصادية واستراتيجية؛ بحيث يمكن من خلالها إقامة صناعات تكميلية متطورة على منتجات الرمال السوداء وفق التدرج التكنولوجي، وعدم الاكتفاء بتصدير هذه المعادن مما يزيد من حجم الاستثمارات، ومن ثم معدلات الدخل القومي.
 
ومن أبرز المعادن الموجودة في الرمال السوداء معادن الإلمنيت، الزركون، الماجنتيت، الروتيل، الجارنت بالإضافة إلى المونازيت والذي يحتوي على مواد مشعة، وتعمل الدول على استخلاص تلك المعادن من الرمال السوداء لاستغلالها اقتصاديا وفي الوقت نفسه تطهير الشواطئ من المواد المشعة الضارة بالبيئة، كما كشفت الشركة المصرية للرمال السوداء، التي تدير مشروع مجمع الرمال السوداء الجديد بالبرلس.

الموارد القابلة للتنجيم
ووفقا للشركة، فقد بلغ صافي الموارد القابلة للتنجيم في المشروع 238.5 مليون طن، بمتوسط تركيز للمعادن الثقيلة يبلغ 3.39% تكفي للتشغيل لمدة حوالي 16 سنة بمعدل استغلال يبلغ 15 مليون طن سنويا، وسيمثل إنتاج الشركة المتوقع حوالي 3 إلى 5 % من الإنتاج العالمي.

وبحسب الشركة، ينتج المشروع ثاني أكسيد التيتانيوم وهو معدن يستخدم في تصيين الدهانات والأصباغ والورق والجلود والمستحضرات الطبية، وكذلك سينتج المشروع معدن الزيركون الذي يدخل في صناعة السيراميك والأدوات الصحية والزجاج والسبائك المواتير وتركيبات الأسنان وتبطين الأفران.

6 مصانع في مشروع واحد
فيما يدخل معدن الماجنتايت في صناعة الحديد الإسفنجي وحديد الزهر عالي الجودة والخرسانات التي تتحمل درجات الحرارة العالية والأسمدة المعدنية ويستخدم في إزالة ملوحة التربة، كما يدخل معدن الجرانيت في صناعة أحجار الخلج وأوراق الصنفرة وأيضا فلاتر المياه وقطع الرخام والجرانيت بضغط الهواء والمياه.

 أما معدن الزيركون فهو مصدرا رئيسيا للعناصر الأرضية النادرة والتي تستخدم في صناعة الرقائق الإلكترونية المستخدمة في الصناعات عالية التقنية، مثل الهواتف الذكية والسيارات التي تعمل بالكهرباء، ومصدرا ثانويا للسيريوم واليورانيوم.

وأُقيم مجمع الرمال السوداء، بمدينة البرلس بمحافظة كفر الشيخ، على مساحة 80 فدانًا، و يضم 6 مصانع لفصل المعادن من الرمال السوداء، وقد بدأت المرحلة الأولى للتعدين من كثبان البرلس الممتدة على الشريط الساحلي بطول 16 كيلومترا بإجمالي 3500 فدان، بتكلفة استثمارية نحو 4 مليارات جنيه، شاملة الأعمال الهندسية والإنشائية والمعدات الخاصة والمساهمة في تصميم المشروع الذي وفر أكثر من 5 آلاف فرصة عمل، وبلغت مدة تنفيذه 12 شهرًا

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية