تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
التعاون والتراحم والتكافل بين الجيران من أبرز السمات التي تميز المجتمع المصري، حيث تظهر هذه القيم في أوقات مختلفة بشكل طبيعي وتقليدي أو من خلال مبادرات منظمة ومبتكرة، ومن بين هذه المبادرات الإنسانية، برزت فكرة "توصيلة بالمجان"، وهي مبادرة أطلقها مجموعة من الجيران في تجمع سكني بمنطقة الشروق، حيث أنشأوا مجموعة على تطبيق "تيليجرام" تحت هذا الاسم بهدف مساعدة بعضهم البعض في التنقل بالمجان، فكرة بسيطة لكنها تحمل في طياتها معاني كبيرة من الخير والتكافل.
ثواب متبادل بين الناس
في البداية، يوضح شهاب أحمد، مؤسس المجموعة، أن فكرة توصيلة بالمجان تهدف إلى عمل الخير، حيث تقوم على إنشاء مجموعة تضم جيران مدينة "المستقبل" بمنطقة الشروق، يتشاركون من خلالها في توصيل بعضهم البعض بالمجان، كل من يمتلك سيارة ويقوم برحلة معينة يعلن عن وجهته وطريقه في المجموعة، وإذا كان هناك أحد الجيران متجهًا إلى نفس الطريق، يمكنه مشاركته الرحلة دون أي مقابل مادي، يتم كل ذلك في إطار تنظيمي ودون أي أضرار، حيث يتم الالتزام بقواعد محددة تضمن تحقيق الهدف الأساسي وهو الخير والتكافل.
ويضيف شهاب أن الهدف الرئيسي من المجموعة هو مساعدة الناس بعضهم البعض، مع وضع شروط واضحة لضمان الأمان والتنظيم، من بين هذه الشروط أن يكون جميع الأعضاء من سكان المدينة نفسها، بالإضافة إلى وضع صورة شخصية للحساب للذكور فقط، مع الالتزام بآداب الحديث والذوق العام، كما يتم متابعة الأعضاء بشكل دقيق من قبل المشرفين والأدمن لتطبيق الشروط والتعامل بحزم مع أي مخالفات، وهو أمر لم يحدث حتى الآن لأن جميع الأعضاء ينضمون بهدف الخير.
اللي في طريقي ينورني
علياء أحمد، أحد الأدمن في المجموعة، تؤكد أن المجموعة أصبحت منصة تنافسية لعمل الخير بين الأعضاء، فكل من يمتلك سيارة ويبدأ رحلة توصيل بالمجان يعلن عن وجهته وطريقه مصحوبة بعبارة أصبحت علامة مميزة للمجموعة وهي: "اللي في طريقي ينورني"، وتضيف علياء أن حب الخير ومساعدة الآخرين هو القاسم المشترك بين الأعضاء، سواء كان ذلك من خلال تقديم التوصيل أو طلبها، حيث يتم كل ذلك بشكل علني دون الدخول في محادثات خاصة، خاصة فيما يتعلق بالسيدات.
تجارب وحكايات
المهندس محمد حسين، أحد أعضاء المجموعة، يشارك تجربته قائلًا إن المجموعة أصبحت مصدرًا للثواب والفرحة، فقد اعتاد أن يعلن أثناء ذهابه إلى العمل أو عودته عن توصيل أي جار متجه إلى نفس الطريق، ويؤكد أن أكثر ما يسعده هو مساعدة جيرانه في التنقل، سواء كان ذلك للعمل أو لقضاء احتياجاتهم اليومية، مما يجعل يومه يبدأ بفعل خير.
وتتفق معه رندا محمود، التي تعمل في منطقة الشيراتون، حيث تقول إنها تبحث كل صباح في المجموعة عن أي جار متجه إلى نفس طريق عملها، وتضيف أنها تشعر بالراحة عندما تجد من يوصلها إلى عملها في وقت قياسي، مما يوفر عليها عناء المواصلات، وتصف المجموعة بأنها نموذج رائع للخير والتكافل بين الجيران.
صدفة خير من ألف ميعاد
يوسف هاني يحكي عن تجربة مميزة مع المجموعة، حيث يقول إنه في أحد الأيام كان مسافرًا إلى الإسكندرية لزيارة أسرته، وبالصدفة وجد في المجموعة جارًا يعلن عن سفره إلى الإسكندرية ويعرض توصيل أي شخص في طريقه، وبالفعل قام الجار بتوصيل يوسف من باب منزله إلى باب منزله في الإسكندرية بكل ذوق ورحمة، ويضيف يوسف أن الجار كان سعيدًا بالثواب أكثر من سعادته هو بالتوصيل، مما أدى إلى نشوء علاقة طيبة وصداقة بينهما.
ساعة خير لوجه الله
لم يقتصر الخير على التوصيل اليومي فقط، حيث قام عمرو رشدي، مهندس وعضو في المجموعة، بتخصيص ساعة يوميًا لعمل الخير بسيارته، سواء داخل المدينة أو خارجها، كما عرض على جيرانه أنه متاح في أي وقت لحالات الطوارئ، مما يعكس روح التكافل والتعاون التي تسود المجموعة.
تعميم الفكرة مع الضوابط
الحاجة صبحية، إحدى أكثر المشاركين تفاعلًا في المجموعة، تقول إنها تتمنى أن يتم تعميم هذه الفكرة على نطاق أوسع في مناطق أخرى، حيث يمكن أن تعم الفائدة والخير بين الناس، وتقترح أن يتم تطبيق الفكرة في كل عمارة سكنية من خلال إنشاء مجموعات خاصة بسكانها، مع مراعاة توفير الحماية والأمان ووضع الضوابط اللازمة لضمان نجاح الفكرة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية