النظام النباتي وجراحات السمنة
وفي هذا السياق، تحدث الدكتور مجدي بدران، استشاري الحساسية والمناعة، أن نقص فيتامين ب 12 له العديد من الأسباب لعل أبرزها عدم تناول اللحوم والأسماك والدواجن ومنتجات الألبان، وبالتالي من يسير على "النظام النباتي" لإنقاص الوزن هو أكثر عرضه لأضرار نقص هذا الفيتامين تحديدًا.

وتابع: إنقاص الوزن أمر صحي، ولكن لابد أن يخضع للإشراف الطبي، وبعض الحميات الغذائية القاسية تعتمد على الحرمان بغض النظر عن إمداد الجسم بالعناصر الغذائية، فقد تستبعد مجموعات غذائية كاملة، مما يزيد من خطر نقص العناصر الغذائية الأساسية.

أيضاً من مسببات نقص فيتامين ب 12 "فقر الدم الخبيث" وهي حالة مناعية ذاتية، وتعتبر الأكثر شيوعًا لنقص هذا الفيتامين، حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا المعدة التي تنتج "العامل الداخلي"، وهو بروتين ضروري لامتصاص فيتامين ب 12 في الأمعاء الدقيقة، وبالتالي فتناول أي طعام يحتوي على هذا الفيتامين لا يمتص ولا يستفاد منها الجسم.

جراحات السمنة المنتشرة حالياً من مسببات نقص فيتامين ب 12 في الجسم، هذا ما أكده د. بدران، حيث إن إزالة جزء من المعدة (استئصال المعدة) أو إجراء عمليات تحويل مسار المعدة قد يقلل من إنتاج العامل الداخلي أو يقلل من مساحة الأمعاء المتاحة لامتصاص فيتامين ب 12.

وهناك أيضاً بعض الأمراض المتعلقة بالجهاز الهضمي مثل والتهاب المعدة المزمن، والتهابات الأمعاء، واضطراب الهضم، وبعض أنواع العدوى أو الطفيليات المعوية يمكن أن تعيق امتصاص العناصر الغذائية، بما في ذلك فيتامين ب 12.

ومع التقدم في العمر، قد يقل إنتاج حمض المعدة، مما يقلل من امتصاص فيتامين ب 12، لافتا إلى أنه في حالات نادرة، يمكن أن يكون هناك استعداد وراثي لفقر الدم الخبيث أو مشاكل أخرى في امتصاص فيتامين ب 12.

أعراض النقص
ومن جانبه، أوضح الدكتور علي راشد، استشاري المخ والأعصاب، أن أعراض نقص فيتامين ب 12 تشمل الشعور المستمر بالضعف ونقص الطاقة، وفقدان اللون الطبيعي للجلد والبشرة وظهوره باهتًا أو مائلاً للاصفرار، وقد يحدث صعوبة في التنفس أو الشعور بضيق في الصدر، الشعور بالدوار أو عدم الاتزان، وعدم انتظام ضربات القلب، وقد يحدث تسارع في نبضات القلب.

وتابع: وهناك بعض الأعراض العصبية أو المتعلقة بالأعصاب منها التنميل في اليدين والقدمين، وفقدان الإحساس، فيجد المريض صعوبة في الشعور باللمس أو الحرارة أو البرودة، مع صعوبة في تحريك الأطراف أو الشعور بضعف عام، والشعور بعدم الثبات عند المشي، والشعور بالاكتئاب أو القلق، والتشوش الذهني أو النسيان، وعدم وضوح الرؤية أو مشاكل أخرى في الإبصار.

العلاج وتحديد السبب
 ويقول استشاري المخ والأعصاب إن علاج نقص فيتامين ب 12 يعتمد بشكل أساسي على تحديد السبب وراء هذا النقص وشدته، فالهدف هو استعادة مستوياته الطبيعية في الجسم وتخفيف الأعراض ومنع حدوث مضاعفات طويلة الأمد، خاصة تلف الأعصاب.

وتابع: ويبدأ الطبيب في تحديد السبب، ومراجعة التاريخ الطبي للمريض، وفحصه سريريًا، وإجراء فحوصات الدم لقياس مستويات فيتامين ب 12، وقد تكون هناك حاجة إلى فحوصات إضافية لتقييم الامتصاص أو للكشف عن مشاكل في الجهاز الهضمي.

وبمجرد تحديد السبب، يمكن للطبيب أن يوصي بتناول مكملات فيتامين ب 12، أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من نقص خفيف بسبب سوء التغذية، فيمكن علاجه بزيادة تناول الأطعمة الغنية به، وتشمل هذه الأطعمة اللحوم الحمراء، والدواجن، والأسماك، والبيض، ومنتجات الألبان.

ويجب على من يتبع النظام "النباتي" في غذاؤه التأكد من تناول الأطعمة المدعمة بفيتامين ب 12 مثل بعض أنواع حبوب الإفطار "الكورن فليكس"، وحليب الصويا واللوز المدعم، والخميرة الغذائية المدعمة أو تناول مكملات فيتامين ب 12 بانتظام.

المتابعة المنتظمة
وأوصى د. راشد بالمتابعة المنتظمة مع الطبيب لمراقبة مستويات فيتامين ب 12 والتأكد من فعالية العلاج وتعديل الجرعة إذا لزم الأمر، وقد يطلب الطبيب إجراء فحوصات دم دورية، لافتا إلى أن علاج نقص فيتامين ب 12، قد يصاحبه علاج أي أعراض مصاحبة مثل فقر الدم.

وأكد أنه قد يستغرق التعافي من أعراض نقص فيتامين ب 12 بعض الوقت، وقد تتحسن بعض الأعراض بسرعة بعد بدء العلاج، بينما قد يستغرق البعض الآخر شهورًا للتحسن الكامل، خاصة الأعراض العصبية، مشيرا إلى أن التأخير في العلاج يمكن أن يؤدي إلى تلف عصبي دائم.