تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
كتب كل من جوناثان سويت، وهو عقيد متقاعد بالجيش الأمريكي وضابط استخبارات عسكرية لمدة 30 عاماً؛ ومارك توث، وهو خبير اقتصادي ورجل أعمال وعضو سابق في مجلس إدارة مركز التجارة العالمي في سانت لويس، مقالاً نشره موقع ذا هيل بعنوان "إيران تتحدى مزاعم بايدن"، قالا في مستهله إن إيران ووكلاءها ينظرون إلى استعراض القوة العسكري الذي قدمه الرئيس جو بايدن –الأسطول الأمريكي المتمركز قبالة الساحل الإسرائيلي في شرق البحر الأبيض المتوسط– على أنه مجرد استعراض ثابت غير متحرك، مع تجاهل قيمته كوسيلة ردع إلى حد كبير، وهي القوة المفترضة وراء تحذيرات بايدن الناهية عن التدخل وتصعيد الموقف. إذ يواصل مقاتلو حزب الله إطلاق الصواريخ والقذائف المضادة للدبابات على إسرائيل من لبنان والضفة الغربية؛ وتهاجم الميليشيات الشيعية القواعد الأمريكية في العراق وسورية؛ ويطلق المتمردون الحوثيون في اليمن صواريخ باتجاه إسرائيل، بما في ذلك إسقاط طائرة مسيرة أمريكية فوق المياه الدولية؛ وفي مساء الأربعاء، أسقطت المدمرة الأمريكية يو إس إس توماس هودنر، وهي مدمرة تابعة للبحرية الأمريكية تعمل في البحر الأحمر، طائرة مسيرةمن اليمن، واضطرت إلى القيام بذلك "دفاعاً عن النفس". وضربت الاستجابة الأمريكية –التي شملت الآن ثلاث ضربات جوية، في 27 أكتوبر و9 نوفمبر و12 نوفمبر– أهدافاً في شرق سورية كان يستخدمها الحرس الثوري الإسلامي الإيراني والجماعات التابعة له. ولم يجرِ الإبلاغ عن وقوع ضحايا، ولكن وزير الدفاع لويد أوستن أعلن أن "الولايات المتحدة مستعدة كلياً لاتخاذ المزيد من التحركات الضرورية لحماية شعبنا ومنشآتنا، ونحث على تجنب أي تصعيد". ومع ذلك، لم تفهم إيران الرسالة، حيث تلا ذلك أربع هجمات أخرى على القواعد الأمريكية؛ ما قاد إلى غارات جوية مساء الأحد، والتي، كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، "على الأرجح قتلت أو أصابت عدداً غير محدد من الأشخاص في المواقع". واعتباراً من يوم الخميس الماضي، وقع ما لا يقل عن 56 هجوماً على القوات الأمريكية منذ 17 أكتوبر، ما أدى إلى إصابة 59 جندياً ومقتل أحد المتعاقدين. ومع استمرار هذه التطورات، يحذر وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، من "عواقب وخيمة... حال عدم إعلان وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة واستمرار الهجمات من قبل الولايات المتحدة والنظام الصهيوني". وأضاف أنه "إذا لم تتوقف الحرب، فإن مسؤولية خروج الوضع عن السيطرة تقع على عاتق الولايات المتحدة وإسرائيل ومن يدعم جرائم الحرب". ويعادل التهديد بنشوب صراع إقليمي أوسع عن طريق الوكلاء في نظر إيران تهديدات روسيا بالتصعيد النووي، كما أنه ينتج نفس التأثير: تقاعس الولايات المتحدة. فقد انتقل شلل التصعيد الذي أصاب إدارة بايدن إلى الشرق الأوسط، وكان المواطنون الإسرائيليون والفلسطينيون -إلى جانب الجنود الأمريكيين الذين يحرسون القواعد في العراق وسورية- يدفعون الثمن بينما كان بايدن يقضي عطلة نهاية أسبوع أخرى في منزله المطل على الشاطئ في ولاية ديلاوير. وبذلك، تواصل إيران تحدي مزاعم بايدن؛ فبغض النظر عن الرسالة التي تعتقد إدارته أنها تبعثها إلى آية الله علي خامنئي في طهران، فإنها لا تحقق التأثير المقصود. ويبدو أن البيت الأبيض لا يفهم سبب عدم استجابة إيران للعبة الرسائل على النحو المخطط له، ولكن الإجابة بسيطة: فلا يعتقد الإيرانيون أن واشنطن ستتخذ تحركاً حاسماً ضدهم. فقد تهاجم وكلائها، ولكن ليس إيران نفسها. كما تواصل إدارة بايدن توجيه إشارات دبلوماسية واقتصادية متضاربة، حيث مدد وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن يوم الثلاثاء لمدة أربعة أشهر "الإعفاء من العقوبات الذي سيسمح للعراق بمواصلة شراء الكهرباء من إيران، ويمنح إيران وصولاً محدوداً إلى العائدات لشراء السلع الإنسانية". ونتيجة لذلك، أصبح لدى طهران الآن إمكانية الوصول إلى 10 مليارات دولار للاستفادة منها في تلبية الاحتياجات المحلية، وهو ما يحرر بدوره 10 مليارات دولار حتى تتمكن من الاستمرار في تمويل حماس وحزب الله والحوثيين في اليمن والوكلاء الآخرين الذين يمولهم الحرس الثوري الإيراني ويسيطر عليهم والذين يهاجمون حالياً القوات الأمريكية في جميع أنحاء الشرق الأوسط. ويرى الكاتبان أن الوقت حان لتغير واشنطن رسائلها، وقد تكون قوات الحرس الثوري الإيراني هي أفضل مكان لإيصال هذه الرسالة. إذ ينبغي مهاجمة المصدر، وليس الأماكن الذي ينتشر فيها. فعلى مدار عقود من الزمن، ظلت إيران تعمل دون عقاب في الشرق الأوسط_ وساهمت من خلال الحرس الثوري الإيراني في مقتل الآلاف من المدنيين الإسرائيليين على أيدي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني وحزب الله -واحتجزت فعلياً مواطنين أمريكيين كرهائن في إيران بينما كانت تدعم نظام الأسد القاتل في سورية. وببخلاف العقوبات الاقتصادية والضربات على المباني الفارغة، لم يدفع خامنئي سوى ثمن بسيط لزعزعة استقرار المنطقة وتقويض الجهود الأمريكية لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية؛ والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن مسيرة طهران المتسارعة نحو امتلاك سلاح نووي والقدرة على إطلاقه مستمرة بلا هوادة. وقد حان الوقت لكي يحدد بايدن وكبار مستشاريه في فريق الأمن القومي –وزير الدفاع أوستن، ووزير الخارجية بلينكن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان– هذا الثمن. ويجب عليهم أن يتخذوا موقفاً دفاعياً نشطاً من خلال ضرب وكلاء إيران بقوة ودون اعتذار، عندما يشكلون تهديداً، وليس بعد شنهم لهجوم بالفعل. وكما يتضح من استهداف الولايات المتحدة وقتل قاسم سليماني، القائد السابق للقوات الإيرانية، خلال زيارة للعراق، فإن إراقة الدماء هي الرد الوحيد الذي تفهمه إيران، وهو على وجه التحديد الرد الذي يجب أن تقدمه الولايات المتحدة. ويختتم الكاتبان المقال بالإشارة إلى أنه من الضروري أن تحدد الرسائل الأمريكية الآن ثمناً، لأنه لم يعد من الممكن أن تمضي الأمور كالمعتاد في الشرق الأوسط.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية