محمد علي، شاب طموح أنهى دراسته في كلية التجارة، وبدأ رحلة البحث عن فرصة عمل مناسبة، إلا أن رحلته لم يكتب لها النجاح، بدأ اليأس يتسلل إلى نفسه، وبينما يتصفح بعض الأخبار على هاتفه،  قرأ عن مشروع "مهني 2030"،  الذي أطلقته وزارة العمل في يناير الماضي،  بهدف تنمية مهارات مليون شاب وفتاة، وإعداداهم بالمهارات المطلوبة لسوق العمل الداخلي والخارجي،  طبقًا لمعايير العمل الدولية.

 فرص متنوعة
عاد الأمل إلى محمد، وبدأ البحث عن مزيد من المعلومات عن "مهني 2030"، فعرف أنّه يقدم مجموعة واسعة من الفرص التدريبية والمهنية للشباب المصري في عدّة مجالات منها،  اللغات مثل اللغة الإنجليزية، الألمانية، الإيطالية، ومجال الهندسة الإلكترونية وتصميم الجرافيك والديكور والتصميم داخلي، والشبكات وأمن المعلومات، والبرمجة وإدارة الأعمال، والسكرتارية والتسويق الإلكتروني، والضيافة الأرضية، وخدمة المطاعم، والوجبات السريعة، والتبريد والتكييف وصيانة الثلاجات وتكييفات السيارات، والصناعات الغذائية، بالإضافة إلى خمس مهن بقطاع الصحة، بدرجة مساعد خدمات صحية وهي، "التمريض والإسعاف، التحاليل والأشعة، الأسنان، التجميل، العلاج الطبيعي"، بالإضافة إلى مهن جليس أطفال، وجليس مريض، وجليس مُسن، ومُساعد رعاية لذوي الاحتياجات الخاصة.

واتخذ محمد قراره بالتقديم في برنامج التدريب على تصميم الجرافيك، وبدأ رحلته.

تغيير مسار
بدأ محمد بالتسجيل عبر الموقع الإلكتروني لمشروع "مهني 2030"، واختار البرنامج التدريبي الذي تناسب مع اهتماماته،  ثم بدأ بالفعل التدريب الذي وفرته وزارة العمل بالتعاون مع أحد المعاهد.

محمد أنهى تدريبه، وقال إنه استفاد كثيرا من هذا التدريب، واعتبره السبب الرئيسي في تغيير مسار حياته، فقد بدأ بالعمل في هذا المجال بأحد المكاتب الخاصة، وأكد أنه يواصل التطوّير من نفسه، ودعى الشباب للاستفادة من هذه التدريبات التي توفرها وزارة العمل مجانا لما لها من أهمية، ليس فقط في تطوير أدواتهم بما يناسب متطلبات سوق العمل، بل وفي تفكيرهم أيضاً.

فرصة ذهبية
تجربة محمد لم تكن وحيدة، فهي تشبه تجربة عشرات غيره حتى آلان، يمكنه الاستفادة من التسهيلات التي تقدمها وزارة العمل للمتدربين، مثل شهادات اجتياز البرنامج التدريبي وتراخيص مزاولة المهنة، كما أوضح اللواء أسامة فرج مستشار الوزارة للتخطيط الإستراتيجي، قبل أن يتابع: مشروع "مهني 2030" يمثل فرصة ذهبية للشباب لتطوير مهاراتهم وتعزيز فرصهم في سوق العمل، وذلك بالتوازي مع التطورات التكنولوجية واحتياجات السوق المستقبلية.

مستشار وزارة العمل للتخطيط، أوضح أيضا، أن برامج التدريب يمكن الالتحاق بها عن طريق مراكز وزارة العمل المنتشرة في 27 محافظة، وهناك تدريبات عن طريق مراكز التدريب الخاصة المتعاقدة مع الوزارة، وتصل فترة التدريب على بعض المهن في مراكز الوزارة إلى ثلاثة أشهر، أما التدريب في المراكز الخاصة ففيه مرونة، وفقا لاحتياجات السوق.

مراكز مُنضمة
وينقسم التدريب إلى نوعين،  والحديث مازال للواء أسامة، النوع الأول تدريب قصير المدى ويكون خلال فترة زمنية قصيرة من يوم إلى ثلاثة أشهر بعدد ساعات حدها الأقصى 120  ساعة تدريبية، وتدريب طويل المدى تتراوح مدته من ثلاثة أشهر إلى 12 شهرًا، بحد أقصى 960 ساعة تدريبية،  مشيرا إلى أن عدد المراكز المنضمة للمشروع يبلغ إلى الآن 110 مركز خاص، بخلاف حصول 104 مركز آخر على ترخيص مؤقت لحين انتهاء الإجراءات،  وجاري استكمال باقي الإجراءات للحصول على الترخيص النهائي.

 وذكر أنه تم منح ترخيص نهائي لـ 7 مراكز تدريب، كما تم معاينة 60 مركز تدريب حتى الآن، وجاري استكمال باقي الاجراءات، لتحقيق المستهدف، بضم 670 مركزا للمشروع.