الاستعداد والتنظيم المسبق 
تنصح الدكتورة وفاء شلبي، أستاذ الإدارة بكلية الاقتصاد المنزلي جامعة حلوان، بشراء كميات قليلة من اللحوم والدجاج مع التنويع في الأصناف، وتحضير وجبات بكميات معقولة لتجنب هدر الطعام، وإذا تبقت كمية من الطعام، يمكن إعادة تقديمها بشكل جديد في وجبة أخرى.

وتؤكد د. وفاء على أهمية أن تكون الوجبات خفيفة وغير دسمة، مع تقليل الكميات مقارنة بالأيام العادية، كما تنصح بتجنب تحضير كميات كبيرة من الحلويات، والاكتفاء بقطع صغيرة تكفي أفراد الأسرة، والاستغناء عن الصواني الكبيرة.
وتضيف: "ليس من الضروري تقديم الدجاجة كاملة في وجبة واحدة، بل يمكن تحضيرها بأشكال متنوعة مثل الشاورما أو الدجاج المشوي."

ضرورة ترشيد الإنفاق
تشدد د. شلبي على أهمية التأكد من سلامة الأجهزة المنزلية مثل الثلاجة والفريزر خلال الشهر الكريم، لتجنب أي أعطال قد تزيد من الأعباء المالية، كما تنصح بوضع ميزانية سنوية للأسرة بدلًا من الاكتفاء بميزانية شهرية، مما يساعد على تخطيط أفضل للإنفاق.

وتشير إلى إمكانية إعادة تدوير المفروشات وإدخال تغييرات بسيطة عليها لإضفاء جو جديد في المنزل دون الحاجة إلى إنفاق مبالغ كبيرة.

رمضان شهر الترشيد والعبادة
ترى الدكتورة هالة يسري، أستاذ علم الاجتماع بمركز بحوث الصحراء، أن رمضان هو شهر الصوم والعبادة، وفرصة لتهذيب النفس والابتعاد عن المغالاة في الإنفاق، وتقول: "رمضان شهر الترشيد وليس الإسراف، وهو فرصة لتعلم الاعتدال في كل شيء، من الطعام والشراب إلى استخدام الكهرباء والمياه."

وتستشهد بقول الله تعالى: "إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا"، مؤكدةً أن الترشيد هو نهج ديني يجب اتباعه.

شهر الإدخار
تشجع د. يسري الأسر على وضع ميزانية رمضانية مشتركة، بحيث يتم تحديد الأولويات وتقليل الإنفاق على البنود غير الضرورية مثل الحلويات والسجائر، وتقول: "شهر رمضان فرصة للإقلاع عن العادات السيئة مثل التدخين، وتحويل الإنفاق على هذه العادات إلى ادخار يفيد الأسرة."

كما تنصح بالشراء من المنافذ التي تدعمها الدولة وتقدم سلعًا بأسعار مخفضة، مثل معارض "أهلا رمضان" ومنافذ القوات المسلحة.

إعادة تدوير الطعام
تنصح د. يسري ربات المنازل بتقديم وجبات متنوعة ولكن بكميات معقولة، وتجنب الإسراف في عدد الأطباق، فشهر رمضان هو شهر الصوم والعبادة، وليس شهر الإفراط في الطعام، فالكميات الكبيرة تجعل الصائم غير قادر على أداء العبادات مثل صلاة التراويح والقيام.

مؤكدة على أهمية إعادة تدوير الطعام المتبقي بدلًا من إلقائه، وتحويله إلى أطباق جديدة تُقدم في أيام أخرى، مما يساهم في تقليل الهدر والتبذير.

فشهر رمضان هو فرصة ذهبية لتعلم الترشيد والاعتدال في الإنفاق، والابتعاد عن الإسراف والتبذير. من خلال التخطيط الجيد واتباع النصائح العملية، يمكن للأسر أن تعيش الشهر الكريم بروحانيته الكاملة دون إرهاق مالي أو نفسي. فلنجعل من رمضان شهرًا للتقرب إلى الله بالعبادة والعمل الصالح، وليس شهرًا للإسراف في الطعام والإنفاق.