تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : تعفن الدماغ.. خطر جديد يواجه عقول الشباب
source icon

سبوت

.

تعفن الدماغ.. خطر جديد يواجه عقول الشباب 

كتب:إيمان طعيمة

مصطلحات عديدة تضاف إلى قاموسنا كل يوم، وتحمل أكثر من مجرد معنى فلها العديد من الدلالات المرتبطة بالتطورات والأحداث من حولنا، ومن أحدثها ما أعانت عنه دار نشر جامعة أكسفورد، حول اختيار مصطلح "تعفن الدماغ" Brain Rot كـ "كلمة العام" لعام 2024 بعد تصويت شارك فيه أكثر من 37 ألف شخص من خبراء اللغة... فما هو "تعفن الدماغ"؟

مواطنون رقميون
تزايد استخدام مصطلح تعفن الدماغ بنسبة 230% في عام 2024 مقارنة بـ 2023، خاصة بين جيل "Z" وهم المولودين في منتصف التسعينات وأوائل 2010، وجيل "ألفا" المولودين بين 2010 و2020، وهي الأجيال التي تتميز باستخدام الإنترنت منذ سن مبكرة، ويطلق عليهم أيضاً "المواطنين الرقميين" نظراً لاعتمادهم الكبير على التكنولوجيا في حياتهم اليومية.

تعفن الدماغ
تقول الدكتورة إيمان عبد العزيز، مرشد نفسي تربوي ومدرب معتمد، أن مصطلح تعفن الدماغ يشير إلى التدهور العقلي والفكري الناجم عن استهلاك محتوى منخفض الجودة عبر الإنترنت بشكل مفرط، وقد ظهر هذا المصطلح لأول مرة على يد الكاتب البريطاني هنري ديفيد ثورو عام 1854، حيث كان يعبر عن انتقاد ميل المجتمع لتفضيل الأفكار البسيطة التي تفتقر إلى القيمة المعرفية المعقدة، وفي كتابه ذكر ثورو: "بينما تسعى إنجلترا لعلاج تعفن البطاطس، لن تسعى إلى علاج تعفن الدماغ، الذي ينتشر بشكل أوسع وأكثر فتكاً".

انتشار المصطلح بين المراهقين
وترى د. عبد العزيز أن استخدام مصطلح تعفن الدماغ بشكل متزايد بين الشباب والمراهقين يعكس عدة دلالات أهمها إدراك هؤلاء الشباب أن المشاهدة المفرطة لمحتوى منخفض الجودة تضر بعقولهم وتعد مضيعة للوقت، وقد أصبح المصطلح شائعاً بينهم كوسيلة "ساخرة" أكثر من كونه تحذيراً جاداً، ويعد هذا النوع من المشاهدة وسيلة مفضلة للشباب للتخفيف من القلق والاكتئاب، من خلال إيقاف تشغيل عقولهم للاستمتاع بمحتوى يضيع وقتهم.

إدمان التواصل الاجتماعي
فضلا عما يٌعرف بإدمان وسائل التواصل الاجتماعي، والذي يتميز بالتفقد المستمر للمنصات الرقمية المختلفة، مما يؤدي إلى حالة من القلق عند محاولة التخلص من هذه العادة، وأيضاً الإشعارات المستمرة والألوان الزاهية على هذه التطبيقات تعمل على جذب الانتباه بشكل كبير، مما يجعل المستخدمون يواجهون صعوبة في التوقف عن استخدامها.

هوس افتراضي وتمرير زومبي
وتشير د. إيمان أن هناك بعض الأمثلة المتداولة بين الشباب لـ تعفن الدماغ، وأبرزها ألعاب الفيديو، والتي يؤدي الإفراط فيها إلى إصابة اللاعبين باضطراب الألعاب، حيث يتحولوا إلى مهووسين بالعوالم الافتراضية، مما يؤثر على حياتهم الواقعية.

وأيضاً التمرير الزومبي والمقصود به التمرير المستمر على وسائل التواصل الاجتماعي دون هدف واضح، مما يؤدي إلى تدهور القدرة على الاستفادة من هذه الأنشطة.

تأثيرات متنوعة
وقد يبدو قضاء الوقت على الهاتف أو الكمبيوتر غير ضار في البداية، لكن على المدى الطويل يؤدي إلى إرهاق ذهني، تدهور في التركيز، زيادة القلق والاكتئاب، التأثير سلبًا على الإدراك والانتباه والذاكرة، كما يضعف مهارات الأداء التنفيذي كالتخطيط وحل المشكلات، ويزيد من فخ المقارنة الاجتماعية، بالإضافة إلى رفع مستويات التوتر والاكتئاب، ويؤثر سلبًا على تقدير الذات لدى الشباب، حيث يصبح من الصعب التمييز بين الحقيقة والخيال.

الحد من الظاهرة 
وللحد من هذه الظاهرة، يجب أن يكون هناك وعي أكبر في استهلاك المحتوى الرقمي، مع إتباع بعض الاستراتيجيات الفعالة كتحديد عدد الساعات التي يقضيها الشخص على الإنترنت، والحد من التطبيقات التي تشتت الانتباه، والتنوع في مصادر المعلومات مع تجنب الأخبار السلبية والبحث عن مصادر إعلامية أكثر توازناً، كما يفضل التواصل مع الأشخاص في الحياة الواقعية للتقليل من مشاعر الاكتئاب وتعزيز الشعور بالانتماء، وأخيرا الاستراحة الرقمية بأخذ فترات راحة من التكنولوجيا للمساعدة في تجديد النشاط العقلي وتحسين الصحة النفسية.

غير مقبول شرعاً
ومن جانبه، يؤكد الشيخ محمد النمر، واعظ أول وعضو لجنة الفتوى بمنطقة وعظ القاهرة، أن مصطلح تعفن الدماغ الذي يستخدمه الشباب مجازيًا للإشارة إلى حالة من الخمول الذهني أو الملل الناتج عن قضاء وقت طويل في مشاهدة المحتوى غير الهادف أو غير المفيد، من منظور الشرع غير مقبول إذا أدى إلى تبرير إضاعة الوقت فيما لا ينفع، كما أن العقل هو ما يميز الإنسان فلا يصح الإساءة له، والإسلام يحث المسلم على استغلال وقته فيما يفيد دينه ودنياه، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه..." (رواه الترمذي).

واستخدام مصطلحات تحمل دلالات سلبية مثل تعفن الدماغ لا يعبر عن روح الإسلام التي تدعو دائمًا إلى التفاؤل والنشاط والعمل، بل ينبغي للمسلم أن يدرك أن الفراغ نعمة، وأن يسعى لاستثماره في أمور تعود عليه بالنفع، سواء من خلال تعلم مهارات جديدة، أو ممارسة العبادة، أو القراءة في المجالات النافعة.

كما أن مشاهدة المحتوى غير الهادف تُعد من صور التبذير للوقت الذي سيُسأل عنه العبد يوم القيامة، والله سبحانه وتعالى يقول: "وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا" (الإسراء: 26). وعليه، فإن الواجب على المسلم أن ينتقي المحتوى الذي يتابعه، وأن يسعى لتحصيل الفائدة حتى في أوقات الترفيه.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية