لا يمر علينا عيد فطر.. ولا يتجدد الحديث حول الأضرار الصحية للإفراط في تناول الأسماك المملحة كالفسيخ والسردين والمدخنة كالرنجة، ووضع قائمة من المحاذير خاصة لمرضي الضغط والقلب، يضاف لتلك الأضرار هذا العام الارتفاع المبالغ فيه لأسعارها، ما يجعلنا نفكر في إمكانية استبدالها بأكلات بديلة أكثر صحية وأقل سعرا بشكل نسبي خلال أيام العيد

وفي هذا السياق، يقترح د.سعيد متولي، استشاري التغذية العلاجية، على العائلات المصرية "كوكتيل" من الأطعمة التي تحتوي علي البروتين سهل الهضم، أبرزها البيض؛ حيث يحتوي على قيمة غذائية عالية جدا وفي نفس الوقت سهل الهضم.

ولأن العيد ليس يوما واحدا فيمكن تقديم أطباق متنوعة من البيض،  كالشكشوكة، أو بإضافة بعض قطع المكعبات من الطماطم والفلفل الأخضر والزيتون، والجبن المبشور وطهيه في الفرن كالبيتزا، أو تقديمه مقليا ووضع  قطعة منن الجبن القريش عليه لزيادة فائدته وأيضا تغيير مذاقه المعتاد .

وإذ أردنا تناول بعض الأطعمة المالحة، بحسب د. سعيد، فيمكن اللجوء إلي أنواع اللحوم التي من الممكن إضافة الملح والبصل أثناء إعدادها مثل كبد الطيور، وطهيها علي الطريقة الإسكندراني وهي ذات طعم شهي وتعطي نفس الأثر لكبدة المطاعم بل واضمن في الجودة لأنها معدة بالمنزل، موضحا أن اقتراح الأطعمة الاقتصادية ليس معناه الاستغناء عن البروتين الحيواني فهناك قاعدة غذائية تنص علي أن الإنسان لا يمكن أن يستغني عن البروتين الحيواني يوميا، ومصادره متعددة، ولكن من الممكن تقليل الكمية، للحفاظ على صحة الفرد بعيد عن الإفراط، إضافة لتقليص التكلفة لارتفاع الأسعار

وشدد  د. سعيد، أن أكلات اليوم الأول لابد أن تكون خفيفة كتناول نصف رغيف من البيض في الفطار، محذرا في الوقت نفسه من تناول الكعك أو البسكويت صباح أول يوم العيد لأن كمية الدهون بهم صعبة التأقلم عليها من الجهاز الهضمي في هذا التوقيت.

وتعد البروتينات البقولية كالترمس والحمص رائعة الأثر في هذا اليوم،  ولكن أيضا بكمية غير كبيرة، كما نصح استشاري التغذية العلاجية،  مع ضرورة إدخال المشروبات العطرية في هذا اليوم مثل الزنجبيل والقرفة والكمون واليانسون، لتأثيرها الإيجابي على الجهاز الهضمي وصحة المعدة، بالإضافة إلي تناول الخضروات الورقية كالبقدونس والجرجير والخس مع أي طعام خلال فترتي الصباح الباكر والظهيرة.

 ولتقليص استهلاك الدهون في اليوم الأول أيضا، ينصح د. سعيد بتحمير اللحوم والطيور في الفرن بدلا من استخدام السمن والزيوت،  وفي حال تناول اللحوم المشوية، فينصح بتناول خبز الردة والسلطة الخضراء معها، مع الحفاظ على تناول المياه بكميات كافية، وثمرة فاكهة كالبرتقال، لضبط قلوية الدم، محذرا أيضا من السهر ليلة العيد نظرا لتسببه في ارباك الجهاز الهضمي لأن السهر يعني عدم التوازن الهرموني وهما هرمون الشبع وهرمون الجوع مع ضرورة الحفاظ علي شرب المياه بكميات كافية

وأكد د. سعيد متولي، أن تناول اللب قليل الملوحة بكمية معتدلة خلال إجازة العيد من الأمور الإيجابية، ونبه علي أن تكون وجبة الغذاء في اليوم الأول من العيد قريبة من موعد الافطار أي بعد صلاة العصر ثم في اليوم الثاني والثالث نبدأ تدريجيا في تزويد كميات الأكل كما شئنا.

وتقترح الدكتورة نهلة عبد الوهاب، استشاري البكتيريا والمناعة والتغذية الحيوية، ورئيس قسم البكتيريا والمناعة بمستشفى جامعة القاهرة، مرضي الضغط والقلب بتناول الكشري، بدلا من من تناول الرنجة والفسيخ خلال العيد، كما اقترحت .

تناول السمك المشوي، شريطة الشي في مكان مأمون النظافة،  أو طهيه سنجاري أو صينية في الفرن مع إضافة توابل الكمون والملح والفلفل مع طبق السلطة الخضراء، موضحة أن الترمس يعتبر صيدلية متنقلة ويمتلئ بمضادات الأكسدة والاملاح المعدنية المفيدة ومن تسالي العيد المحببة، وأيضا الفشار خصوصا للأطفال ولكن بكمية صغيرة ويمكن إعداده بمعلقة صغيرة من الزبدة

ورشحت د. نهلة، المسقعة، كوجبة مثالية خاصة لو تم قلي مكوناتها برشها بقليل من الزيت ووضعها في الفرن، أو طهيها لفي كيس حراري قبل وضعها في الصلصة، كذلك سلطة البروتين النباتي المكونة من الفاصوليا البيضاء والحمراء مضاف إليها الشبت والثوم والبقدونس،  مقترحة أيضا تناول العجة بقليل من اللحم المفروم والخضروات ، والفريك المضاف إليه القليل من اللحم المفروم، بالإضافة إلى الكبدة الاسكندراني، كوجبات اقتصادية