كثيرون يعتقدون أن السكتة القلبية والجلطة القلبية اسمان مختلفان لمرض واحد، بينما الحقيقة أن الفارق بينهما جوهري، وفهم هذا الفارق قد ينقذ حياة إنسان، ويحذر الأطباء من خطورة الخلط الشائع بين السكتة القلبية والجلطة القلبية، حيث أن كلاً منهما يعد حالة طبية طارئة لكنهما يختلفان تماماً من حيث الأسباب والأعراض ونسب الشفاء. 

الفرق كبير والخطر قريب
يوضح الدكتور أسامة عباس، أستاذ جراحة القلب المفتوح، أن السكتة القلبية هي توقف مفاجئ لوظائف القلب، مما يؤدي لانقطاع ضخ الدم إلى باقي أعضاء الجسم، وغالباً ما تنتهي بالوفاة في نحو 95% من الحالات إذا لم يتم التدخل الفوري، فهي ناجمة عن اضطراب مفاجئ في النظام الكهربائي للقلب، وليس عن انسداد الشرايين مباشرة.

أما الجلطة القلبية، فيعرفها د. أسامة، بأنها انسداد في الشرايين التاجية المغذية لعضلة القلب نتيجة لتكون جلطة دموية، متابعًا الجلطة القلبية تؤدي إلى نقص أو انقطاع تدفق الدم لعضلة القلب، وقد تتطور الحالة إلى موت أجزاء منها، لكن نسب الوفاة لا تتجاوز 10% إذا جرى التعرف على الأعراض سريعاً وتلقي العلاج المناسب.

أسباب مختلفة
وفيما يتعلق بأسباب السكتة القلبية،  فالسبب الرئيسي هو اضطراب النظام الكهربائي للقلب، والذي قد ينجم عن أمراض قلبية سابقة مثل أمراض الشرايين التاجية، والأزمات القلبية الحادة، واعتلال عضلة القلب، وأمراض صمامات القلب، وأمراض القلب الخلقية، إضافة إلى بعض الاضطرابات الوراثية مثل متلازمة بروغادا ومتلازمة QT الطويلة.

أما عن أسباب الجلطة القلبية، فأكد أن تراكم الدهون على جدران الأوعية الدموية يسبب تضيقها وتكون الجلطات، مما يؤدي إلى انسداد الشرايين، وتزيد احتمالية الإصابة في وجود عوامل خطر مثل التقدم في العمر، التاريخ العائلي، التدخين، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الكوليسترول الضار، السمنة، مرض السكري، الضغوط العصبية، وقلة النشاط البدني.

الأعراض المميزة
 أعراض السكتة القلبية: غالباً ما تكون مفاجئة وتشمل فقدان الوعي، توقف التنفس، وانعدام النبض، وقد تسبقها ساعات قليلة من العلامات التحذيرية مثل الشعور بعدم الراحة في الصدر، تسارع ضربات القلب، وضيق التنفس، بحسب د. أسامة. 

أما الجلطة القلبية: فتظهر أعراضها في صورة شعور بالضغط أو الألم في الصدر، ألم بالبطن، إحساس بالحرقان في المعدة، ضيق في التنفس، دوخة، تعرق بارد، وإرهاق شديد.

الإسعافات الأولية
من جهته ، يؤكد الدكتور كريم عبد السلام، أخصائي كهرباء القلب، أن سرعة الاستجابة في حالات السكتة القلبية أمر بالغ الأهمية، إذا شاهدت شخصاً فاقداً للوعي ولا يتنفس، يجب الاتصال فوراً بالطوارئ، ثم البدء في إجراء الإنعاش القلبي الرئوي عبر الضغط بقوة على الصدر بمعدل 100-120 ضغطة في الدقيقة، مع إعطاء أنفاس إنقاذية بعد كل 30 ضغطة، حتى وصول المساعدة الطبية.

أما في حالة الاشتباه بالجلطة القلبية، فنصح بالتوجه الفوري إلى المستشفى وتناول عقار النيتروجلسرين تحت اللسان أو الأسبرين إذا كان موصوفاً من الطبيب، حيث يمكن أن يحد ذلك من تلف عضلة القلب.

رسالة تحذيرية للمجتمع
اختتم الدكتور أسامة عباس حديثه قائلاً: السكتة القلبية والجلطة القلبية كلاهما يهددان الحياة، لكن معرفتك بالأعراض والفرق بينهما قد تمنح المصاب فرصة للنجاة، لا تتجاهل أي ألم في الصدر أو ضيق في التنفس، واطلب المساعدة الطبية فوراً، في دقائق معدودة قد تصنع الفرق بين الحياة والموت.

وأكد أن نشر الوعي المجتمعي حول هذه الحالات لا يقل أهمية عن تطوير الخدمات الطبية، مشدداً على ضرورة إجراء الفحوص الدورية، وتبني أسلوب حياة صحي يتضمن التغذية السليمة، النشاط البدني، والابتعاد عن التدخين، حفاظاً على صحة القلب.