انتشرت فى الفترة الأخيرة تطبيقات الكتب الإليكترونية على الهواتف المحمولة، لتعيد للقراءة مكانتها فى قلوب محبيها بشكل يسير، فى محاولة قوية لمنافسة فديوهات الترند المنتشرة على وسائل التواصل الإجتماعي، كيف تختلف الكتب الإليكترونية عن الكتب الورقية وهل تنافسها؟ 

 تطبيقات الكتب الإليكترونية

 هى تطبيقات ذكية جديدة، تضم مكتبة متنقلة يقوم المتابع بتحميلها من على متجر جوجل أو أبل، ويشترك ليصبح لديه مئات الكتب المتاحة للقراءة على هاتفه المحمول.

  من أشهر التطبيقات الموجودة حالياً للكتب؛ تطبيق جرين،وتطبيق أبجد،يقول رئيس قسم الابتكار بالتطبيق الأخير ياسر الزهار؛ لا يوجد صراع بين الكتب الورقية والكتب الإليكترونية، وَينصب اهتمامنا على فعل القراءة نفسه، واتساع رقعتها وصمودها أمام مغريات المعرفة والترفية الأخرى، مؤكداً أن ما يهمنا حقاً هو أن تنشأ أجيال الجديدة على حب القراءة  بصرف النظر عن الوسيلة.

ويضيف الزهار، إن الإحصاءات العاليمة تؤكد أن الكتاب الورقى مازال يتفوق، لكن فى الوقت نفسه تتنامى الحصة السوقية للكتب الإليكترونية والمسموعة عاماً بعد عام. 

ويشير إلى أن  الكتاب الورقى باقٍ، لأنه يمنح القارئ تجربة فريدة يصعب تعويضها، ومع  ذلك نتجه بمرور الوقت إلى حالة من التوازن بين الأشكال المختلفة للقراءة، حيث يكمل كل منها الأخر ولا يلغي وجوده.

مميزات الكتب الإليكترونية

ويضيف  الزهار، من أهم مميزات الكتب الإليكترونية أن بضع نقرات فقط تنقل القارئ إلى كتب عدة من ثقافات ولغات وتجارب شتى، موضحاً أن تطبيق أبجد مثلاً يضم أكثر من 29 ألف كتاب، يضاف إليهم نحو 500 عنوان جديد إسبوعياً، تشمل الأدب المعاصر، أمهات الكتب، كلاسيكيات المكتبة العربية، السلاسل الكاملة، والترجمات الموزعة على اكثر من  122 تصنيفاً رئيسياً وفرعياً.
 
ويطرح سؤال مهم وهو أين يمكن أن يجد القارئ كل هذا فى اشتراك واحد إلا عن طريق المكتبة الإيكترونية، مشيرًا إلى أنه يمكن الوصول إلى إصدرارات اكثر من 200 ناشر عربى من مختلف أنحاء العالم، والقارئ فى مكانه ليبقى على اتصال دائم بالمشهد الثقافي العربي أينما كان.

ويوضح الزهار، أنه لا يمكن تجاهل البعد الاقتصادي، إذ يوفر القارئ كثيراً من التكاليف، كما يمكن الاطلاع على تعليقات وتقييمات القراء الآخرين، ومشاركة اقتباست وملاحظات، لافتاً إلى إن بعض الكتب تطرح إليكترونيا بشكل حصرى.

إلى جانب ذلك، فالتطبيقات توفر مزايا لا يحصل عليها من يلجأ إلى النسخ المقرصنة، مثل التحكم فى نوع الخط وحجمه، البحث داخل الكتاب، إضافة إلى الملاحظات والتعليقات والاقتباس، بسهولة هذه كلها عناصر تجعل تجربة القراءة أكثر ثراء وخصوصية

مكتبة متنقلة
ويؤكد الزهار ، أن الجانب المبهر هو أن القارئ يحمل مكتبة متنقلة تضم آلاف الكتب، اثناء السفر أو يستغلها فى أوقات الانتظار الطويلة فى المواصلات للقراءة.

اختيار متعدد
 يقول رئيس قسم الإبتكار، إن المكتبات الإليكترونية تتيح كافة وجهات النظر والأفكار، و كثيراً ما تجد كتباً تقدم رؤى مختلفة حول موضوع واحد، وهو ما يمنح القارئ فرصة لدراسة أى موضوع بموضوعية وجدية، لهذا السبب تحديداً يزداد اعتماد الباحثين والأكاديميين على هذه المكتبات، حيث يجدون تنوعاً كبيراً فى المصادر ووجهات النظر.

أما فيما يتعلق بمسألة الرقابة الاليكتروية، فأوضح الزهار، أن هذه المكتبات هي منصات توزيع، لا تملك صلاحية تعديل أو تغيير محتوى أى كتاب، ولا تفرض أى نوع من الأراء على صناع الأعمال الأدبية، لافتًا إلى أنهم يقفوا على مسافة واحدة من جميع الأفكار، ويؤمنون أن دورهم الأهم  هو أنهم قناة تتيح وصول الكتب للقراء دون تدخل فى مضمونها.

زيادة الوعي مطلوبة

يوضح الزهار، أنه ينقص البرامج الإليكترونية زيادة وعى القارئ بضرورة الابتعاد عن القرصنة، و يدرك أن اعتماده على التطبيقات الإليكترونية " لا يمنح الكاتب والناشر حقوقهم الأدبية والمعنوية واللازمة  لاستمرار صناعة النشر فحسب، بل يفتح أمامه أفاقاً واسعة لتنويع قراءاته من مختلف أنحاء  العالم، ويشجعه على استكشاف موضوعات ربما لم يكن يتخيل يوماً أن يقرأ فيها." 

أما القرصنة فهى لا تحرمه فقط من متعة تجربة سلسة منظمة وشخصية، بل أيضاً من فرصة الانضمام إلى مجتمع نشط من القراء يتبادلون الاهتمامات والأراء.

تطبيق "اخضر".. اختصار ممتع

 وهناك تطبيق آخر اسمه" أخضر" تقوم فكرته على تلخيص الفيديوهات الذى تمتد إلى أكثر منربع ساعة، كذلك التلخيص الورقى من 15 - 20 صفحة، وتهدف إلى استغلال وقت الفراغ للناس مثل وجودهم فى المواصلات، والتوفير على القارئ ثمن شراء الكتاب.

ويقول أيمن إسماعيل ، رئيس خدمة دعم العملاء  بتطبيق "اخضر" ، إن بدايتهم كانت فى عام  2016  كقناة كرتونية على اليوتيوب، تقدم ملخصات الكتب  ثم بدأنا  عمل تطبيق على متجر أبل وجوجل.

 ويضيف، أن فريق العمل يقوم بتلخيص الكتب فى 15 دقيقة، بشكل مقروء أومسموع، وأن هدفهم هو جذب القارئ بشكل ممتع، مشيراً إلى أن لديهم 16 قسماً مختلفاً لخدمة القارئ، منهم فى التنمية الذاتية، المنطق، العلاقات العاطفية، الفلسفة، التنمية الذاتية، العلوم الإسلامية، التاريخ، والاجتماع.

ويشير إسماعيل إلى  أن مكتبتهم غير روائية، وأكثر الكتب التى عليها إقبال هى كتب التنمية الذاتية، وأنهم يتعاقدوا مع دور نشر كثيرة وكبيرة، ولديهم كتب مترجمة كثيرة لتقديم ثقافات مختلفة.

الإقبال على الكتب الورقية 

 على الجانب الأخر، لازالت الكتب الورقية  تحتل مكانة ثمينة وعليها إقبال،يقول محمد فضل مديرقسم الترجمات والمسئول الإعلامى لإحدى دور النشر، إن لدينا العام الحالى 140 إصداراً جديداً، كما لديهم كتب مترجمة وكتاب وروايات عربية.

ويضيف أن أكثر الكتب مبيعاً هى كتب علم النفس، تطوير الذات، والروايات خاصة الخيالية منها، لافتاً إلى أن الكتب العلمية المبسطة عليها إقبال كبير أيضاَ وخاصة من الشباب، ودليلاً على سيادة الكتب الورقية، يؤكد فضل، أن نسبة الكتب المترجمة العام السابق وصلت إلى 20% اما العام  الحالى كانت 30%.

 ويؤكد أن الفئات التى تشترى الكتب هم طلاب الثانوى والجامعة، مشيراً إلى أهمية ترويج الكتب بعمل خصم متميز خاصة فى أيام معرض الكتاب.

المستقبل إليكتروني

وترى الكاتبة واستشارى الصحة النفسية دكتورة نشوى صلاح، أن الكتب الإليكترونية كلها مميزات، ولا يوجد بها عيوب، وتنشر الوعى والثقافة، وأنها هى المستقبل وستؤثر على سوق الكتب الورقية بنسبة لا تقل عن 80%، ولكن سيظل الكتاب الورقى موجود خاصة أن هناك من يستخدمه ويفضله على الإليكتروني مضيفة أن ما ينقص الكتب الإليكترونية هو التسويق الجيد لتنتشر.  

الكتاب الإليكترونى سهل، ولا يحتاج  مساحة تخزين، لكن يعتمد على الاتصال بالانترنت، عكس الكتاب الورقى الذى يعد تجربة مميزة متاحة للقارئ بدون وصلات أو نت، ولكن يحتاج مساحة تخزين. 

فى النهاية لكل منهما مميزات وعيوب والقارئ هو القادر على اختيار ما يلائمه.