أكد د. عيسى زيدان، رئيس قسم الترميم الأولي ونقل الآثار، بالمتحف المصري الكبير، أن عملية تركيب قطع مركب الملك "خوفو" الثانية، على الهيكل المعدني المُصمم لهذا الغرض، ستبدأ نهاية شهر نوفمبر الحالي، داخل متحف مراكب الملك "خوفو"، بالمتحف الكبير، لافتا إلى أن الخطوة ستتم مع وجود زوار المتحف، ليشاهدوا عملية التركيب، التي تتم بالتعاون بين مرميي المتحف المصري الكبير، وجامعة "واسيدا" اليابانية.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ "سبوت"، أن عملية تركيب قطع المركب الثانية، البالغ عددها 1700 قطعة، قد يستغرق 3 سنوات، نظرًا لرقة القطع وحساسيتها، إذ كانت تُعاني من المياه الجوفية، موضحا أن أعمال ترميم القطع انتهت بالفعل، حيث يتبقى فقط تركيبها على الهيكل المعدني.



14 عاما لاستخراج القطع
 ونوه د. عيسى إلى أن عملية استخراج القطع الخشبية الخاصة بالمركب الثانية، استغرقت 14 عام، بداية من عام 1992، موضحا أنها ظلت مُخزنة بمنطقة آثار الهرم، حتى تقرر عرضها بالمتحف المصري الكبير. 

 وأكد أن المركب الثانية، ستُعرض إلى جانب المركب الأولى، داخل المتحف الخاص بمراكب الملك "خوفو"، مشيرًا إلى أن نقل المركب الأولى من منطقة الأهرامات إلى المتحف الكبير، كانت من أكبر التحديات التي واجهها القائمون على المتحف المصري الكبير، خاصة وأن معظم البعثات الأجنبية العاملة في مصر، مثل الأمريكية، والفرنسية، واليابانية، رفضت الاشتراك في تلك العملية، لما فيها من خطورة، خاصة وقد كان مطلوبا نقل المركب كقطعة واحدة.



فكرة مُبتكرة لنقل المركب
وتابع رئيس قسم الترميم الأولي بالمتحف المصري الكبير: "وهنا جاءت فكرة المهندس اللواء عاطف مفتاح، المشرف على مشروع المتحف المصري الكبير، والمنطقة المحيطة، والذي أوضح أنه لنقل المركب كقطعة واحدة، يجب التعامل مع الحامل وليس المركب".

وواصل: "فبدأ اللواء عاطف بالتوجيه لصناعة القفص الحديدي الذي سيحيط بالمركب، مع وضع كافة وسائل التأمين الممكنة، حيث تمت عملية النقل، في ليلة تاريخية، استمرت من مساء الجمعة 6 أغسطس 2021، حتى الساعات الأولى من صباح السبت 7 أغسطس، بواسطة سيارة ذكية تم استيرادها خصيصاً لهذا الغرض من "بلجيكا"، تم التحكم فيها بواسطة "الريموت كنترول".

تاريخ اكتشاف مراكب "خوفو"
وتم اكتشاف مراكب الملك "خوفو" عام 1954، بالمنطقة الجنوبية لقاعدة الهرم الأكبر، حيث عُثر عليهما مُفككتان، ومرتبتان بعناية، ومحفوظتان في حفرتان، كلًا منهما مغطاة بنحو 41 كتلة من الحجر الجيري، ووضعت مع كل منهما المجاديف والحبال الخاصة بهما، ونجح المرمم الراحل "أحمد يوسف"، خلال 25 عاما في ترميم وتجميع مركب الملك "خوفو" الأولى، حيث ظل لسنوات يعالج الأخشاب، حتى نجح في إعادتها لصورتها الأولى. 

ويبلغ طول مركب "خوفو" الأولى حوالي 43 مترا، وعرضها حوالي 6 أمتار، وهي مصنوعة من خشب الأرز، الذي كان يتم استيراده من لبنان، وتتداول الآراء بأن قدماء المصريين صنعوا هذا المركب، ليستخدمها الملك في رحلتيه اليوميتين، مع إله الشمس "رع" نهارًا، وليلًا، بينما ذهبت آراء أخرى، إلى أن المركب قد استخدمت لنقل جثمان الملك، من ضفة النيل الشرقية إلى الضفة الغربية حيث دُفن