تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : تزوير التصاريح والتواجد في أماكن ممنوعة.. سلوكيات مرفوضة من ضيوف الرحمن
source icon

سبوت

.

تزوير التصاريح والتواجد في أماكن ممنوعة.. سلوكيات مرفوضة من ضيوف الرحمن

كتب:مروة غانم

اقترب موسم الحج هذا العام، وأعلنت وزارة الداخلية أسماء حجاج القرعة بعد استيفائهم كافة الشروط، وكذلك الجمعيات الأهلية وشركات السياحة، ومع استمرار موسم العمرة، وجب علينا تحذير ضيوف الرحمن من بعض السلوكيات الخاطئة التي قد تترتب عليها ردود أفعال من الجهات المسئولة في الأراضي المقدسة، وقد يصل الأمر إلى الترحيل دون أداء المناسك.

تزوير التصاريح مثل تصريح الحج، دخول المملكة قبل بدء الموسم والتخفي عند معارف أو أقارب لأداء الحج، التواجد في أماكن ممنوعة في أوقات غير مسموح بها، التحايل لدخول الروضة الشريفة، بيع منتجات دون تراخيص، ودخول المشاعر المقدسة دون تصريح… كلها مخالفات يرتكبها بعض الزوار دون إدراك عواقبها.

شرط الاستطاعة.. حكمة شرعية
في هذا السياق يؤكد الدكتور علي منصور، عميد كلية الدعوة بالقاهرة، أن الحج فُرض على المستطيع، مستشهدًا بقوله تعالى: "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً"، ويقول إن فقدان شرط الاستطاعة يعني انتفاء الوجوب، وبالتالي لا داعي مطلقًا لارتكاب مخالفات نظامية أو شرعية بحجة الرغبة في الحج.

ويضيف، السلوكيات الخاطئة التي يرتكبها بعض الحجاج أو المعتمرين تتنافى مع كون الزائر يريد فتح صفحة جديدة مع الله، بيضاء نقية خالية من الشوائب.

مخالفات نظامية تقود إلى شرعية
يشدد د. منصور على أن المخالفات النظامية غالبًا ما تؤدي إلى مخالفات شرعية، وقد تجر صاحبها إلى الكذب أو الرشوة أو الإضرار بالحجاج النظاميين وعرقلتهم عن أداء المناسك بسهولة ويسر.

ويؤكد أن عدم الحصول على تصريح بالحج أو دخول الأماكن المقدسة دون إذن مخالفات مرفوضة، مشيرًا إلى أن تنظيم الحج ضرورة؛ ولولاه لوقعت مشقة كبيرة نتيجة تزايد الأعداد، وقد يصل الأمر إلى عجز المشاعر المقدسة عن استيعاب الحجاج، وظهور تزاحم خطير قد يفقد فيه البعض أرواحهم، لذا لا يصح مطلقًا التزوير أو التحايل لأداء الفريضة.

سلوكيات تكشف خلل الوعي الاجتماعي
وتتفق معه الدكتورة عزة مختار، أستاذ علم الاجتماع، مؤكدة أن بعض السلوكيات الصادرة عن فئات من الحجاج تُعد ظاهرة اجتماعية تحتاج إلى تحليل سوسيولوجي؛ فهي تحمل دلالات حول مستوى الوعي والتنظيم الاجتماعي.

وتوضح أن السلوك السلبي قد يعكس صراعًا بين الهوية الدينية والهوية الاجتماعية، مشيرة إلى أن بعض المخالفات تحدث بسبب الجهل بالمناسك، مثل الجدال ورفع الأصوات، التدافع بلا مبرر، إلقاء النفايات، الإضرار بالمرافق، وترى أن ذلك ناتج عن افتقار البعض إلى التنشئة الدينية السليمة والانضباط المجتمعي.

من الشعيرة إلى تجربة فوضوية
تضيف د. عزة أن الشعائر الدينية تؤدي بطبيعتها إلى الاندماج الاجتماعي، لكن عند اختلال القيم وعدم الانضباط تنشأ الفوضى وتظهر سلوكيات غير منضبطة تحول الشعيرة من طقس روحي إلى تجربة فوضوية، فضلًا عن ترك صورة سلبية عن الحاج المصري في أذهان الآخرين.

وتطالب بتعزيز الوعي الديني والاجتماعي قبل الحج من خلال وسائل الإعلام، إلى جانب أهمية التربية على النظام والالتزام، مؤكدة أن ذلك كفيل بتقليل السلوكيات الخاطئة تدريجيًا.

الإعلام.. خط الدفاع الأول
وترى الدكتورة نادية قطب، أستاذ مساعد الإعلام بجامعة الأزهر، أن الإعلام هو خط الدفاع الأول في التوعية السلوكية للحجاج، وتشير إلى ضرورة إطلاق حملات إعلامية قبل موسم الحج توضح آداب زيارة بيت الله الحرام، الأماكن المخصصة لكل شعيرة، المناطق الممنوع التواجد فيها، كذلك عقوبات المخالفات النظامية والشرعية.

وتقترح إنتاج هذه الحملات في صورة مقاطع مرئية قصيرة ورسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مع توعية الحجاج بعقوبات المخالفات مثل التحايل والدخول إلى الأراضي المقدسة دون تصريح أو البقاء بعد العمرة بطريقة غير شرعية حتى حلول موسم الحج.

مهارات التواصل مسئولية مشتركة
وتلفت د. قطب إلى أهمية إعداد برامج تدريبية مسبقة للحجاج حول كيفية التعامل مع رجال الأمن والعاملين في المشاعر، مع تعزيز روح التعاون والأخوة الإسلامية.

كما تشدد على ضرورة تدريب أفراد الأمن والعاملين في المشاعر على مهارات التواصل والاحتواء والمرونة؛ فالحجاج يأتون من شتى بقاع الأرض، ومن حقهم الشعور بالسكينة والرحمة في رحاب الحرمين.

الرفق والحكمة رسالة الإسلام
على الرغم من الزحام الهائل وضغط المسئوليات، فإن روح الإسلام السمح تقتضي أن يظل التعامل بين رجال الأمن والحجاج نموذجًا للرفق والحكمة؛ فهم وفد الله، ومن أكرمهم فقد أكرم دينه.

وتنتقد د. نادية ظاهرة التصوير داخل الحرم التي أفقدت الشعائر خشوعها لدى البعض، وتحولت الأماكن المقدسة إلى خلفيات لالتقاط الصور ومقاطع الفيديو، وكأن الهدف من الرحلة التوثيق لا التعبّد.

وتؤكد أن قدسية المكان تستوجب حضور القلب لا حضور الكاميرا، وعلى الإعلام إبراز هذا الجانب في حملاته، للتذكير بأن بيت الله الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم أماكن عبادة وخشوع، لا فضاءات للاستعراض.


 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية