تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
تُعد الثقة بالنفس حجر الزاوية في تكوين شخصية الطفل، فهي التي تحدد نظرته إلى ذاته وكيفية تفاعله مع الآخرين، وبينما يولد بعض الأطفال بقدر أكبر من الثقة، يحتاج آخرون إلى دعم مستمر وصبر من الأسرة، خاصة مع اقتراب العام الدراسي الجديد وما يحمله من تحديات.
بناء احترام الذات عملية تراكمية تبدأ من البيت ومن أسلوب تعامل الوالدين مع أبنائهم، وهي لا تتحقق بالحماية الزائدة أو القيام بالمهام نيابة عن الطفل، بل من خلال منحه فرصًا حقيقية للتجربة والتعلم حتى في حال ارتكاب الأخطاء. ومع كل نجاح صغير، تزداد ثقته بنفسه ويشعر بالفخر.
بناء احترام الذات عملية تراكمية تبدأ من البيت ومن أسلوب تعامل الوالدين مع أبنائهم، وهي لا تتحقق بالحماية الزائدة أو القيام بالمهام نيابة عن الطفل، بل من خلال منحه فرصًا حقيقية للتجربة والتعلم حتى في حال ارتكاب الأخطاء. ومع كل نجاح صغير، تزداد ثقته بنفسه ويشعر بالفخر.
قوة التشجيع والاعتراف بالجهد
يرى الدكتور محمد المهدي، أستاذ علم النفس، أن المديح الواقعي والصادق له أثر بالغ في تعزيز ثقة الطفل بنفسه، لكن المبالغة في الثناء قد تجعله يعتمد على كلمات الإطراء بدلاً من إنجازاته الحقيقية.
ويؤكد أن التشجيع يجب أن يركز على الجهد المبذول والتطور الملحوظ، مثل المثابرة أو تحسين السلوك، بدلاً من صفات ثابتة كالذكاء أو الجمال، بهذه الطريقة يتعلم الطفل أن قيمته الحقيقية تكمن في سعيه الدائم وتحقيق التقدم.
كلمات القسوة تترك جروحًا خفية
يحذر د. المهدي من أن الكلمات السلبية تترسخ في وجدان الطفل وتتحول إلى قناعات دائمة، فالعبارات الجارحة مثل "أنت كسول" أو "لن تنجح أبدًا" تضعف احترامه لذاته أكثر مما تحفزه، مشيرًا أن البديل هو النقد البنّاء، الذي يوضح الخطأ بأسلوب إيجابي ويقدم توجيهًا عمليًا لتصحيحه، ما يسمح للطفل بالتعلم من التجربة دون أن يفقد ثقته بنفسه.
اكتشاف نقاط القوة وتنميتها
لكل طفل ميول ومواهب خاصة، سواء في الرياضة أو الفن أو حل المشكلات، وتشير الدراسات إلى أن تركيز الوالدين على هذه الجوانب وتنميتها يضاعف من شعور الطفل بالتميز، ويدفعه لمواصلة تطوير نفسه.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الاهتمام بنقاط القوة يمنحه دافعًا للاستمرار ويعزز ثقته، بخلاف التركيز المستمر على مواطن ضعفه الذي قد يحد من طموحه.
المسئولية تزرع الثقة
من جانبها، أوضحت الدكتورة منال عمران، أستاذ علم الاجتماع، أن إسناد أدوار ومسئوليات للطفل داخل الأسرة أو المجتمع يمنحه إحساسًا بأهميته، لافتة أنه يمكن للطفل أن يشارك في أعمال المنزل، أو يساعد إخوته الأصغر، أو ينضم إلى مبادرات تطوعية في المدرسة، هذه التجارب العملية تُشعره بأنه شخص مؤثر، وأن مساهماته تحدث فرقًا حقيقيًا.
الدعم في أوقات التعثر
تشير د. منال، إلى أن الفشل أو التعثر جزء طبيعي من رحلة الطفل، وفي مثل هذه اللحظات، يكون الدعم الأسري ضروريًا، ويحتاج الطفل أن يسمع من والديه أنه قادر على اتخاذ قرارات جيدة، وأن الإخفاق مجرد محطة على طريق النجاح، وليس نهاية الطريق، وقالت إن هذا الدعم يغرس بداخله يقينًا بأن عائلته تقف بجانبه دائمًا، مما يمنحه شجاعة أكبر لمواجهة التحديات المستقبلية.
الفصل بين المشكلة وهوية الطفل
من المهم أن يُفهم الطفل أن المشكلة التي يواجهها لا تعني أنه شخص فاشل، بل هي تجربة قابلة للتجاوز، فصل الخطأ عن هوية الطفل يجعله أكثر استعدادًا للمحاولة من جديد دون خوف أو خجل.
التكنولوجيا بين تعزيز الثقة ومخاطرها
يرى الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، أن التكنولوجيا يمكن أن تكون أداة فعالة لتعزيز ثقة الطفل بنفسه إذا استُخدمت بشكل إيجابي، إذ تمنحه شعورًا بالإنجاز عند إتقان مهام رقمية صعبة.
لكن الجانب الآخر يحمل مخاطر واضحة، أبرزها المقارنات الاجتماعية التي قد تؤثر سلبًا على صورته الذاتية، إضافة إلى التنمر الإلكتروني الذي يترك آثارًا نفسية عميقة.
ولتجنب هذه المخاطر، يشدد شحاتة على أهمية مراقبة الوالدين لاستخدام الطفل للتكنولوجيا، ومشاركته في اختيار طرق مفيدة لاستثمار وقته على الشاشة، مع تقديم نموذج عملي في كيفية التفاعل الواعي عبر الإنترنت.
الثناء المفصل يصنع الفارق
تشير الخبيرة الأسرية إيمان سعد إلى أن الثناء العام أو المبالغ فيه يفقد تأثيره بمرور الوقت، أما الثناء المحدد والدقيق، مثل "أعجبني أنك شاركت ألعابك مع أخيك", فيبرز السلوك الإيجابي ويمنحه قيمة حقيقية.
وتوضح الدراسات أن الأطفال الذين يتلقون مديحًا عامًا يميلون لاختيار المهام السهلة، بينما الذين يُثنى عليهم بدقة يصبحون أكثر إقبالًا على التحديات.
المديح أمام الآخرين
تضيف سعد، أن سماع الطفل مديحًا صادقًا من والديه أمام الآخرين يترك أثرًا بالغًا في نفسه، ويعزز صورته الإيجابية عن ذاته. على أن يكون هذا المديح محددًا وصادقًا، بدلًا من عبارات عامة.
تحديد أهداف واقعية ومناسبة للعمر
وقالت، يساعد وضع أهداف واقعية ومناسبة لعمر الطفل على منحه شعورًا بالإنجاز المتدرج. كل نجاح صغير يضيف إلى رصيده من الثقة، ويشجعه على المثابرة، مؤكدة أنه من الضروري أن يُترك له دور في اختيار أهدافه، حتى يشعر بملكيته لها ويلتزم بتحقيقها بجدية.
الحب غير المشروط أساس الثقة
يبقى الحب غير المشروط هو الركيزة الأهم لبناء ثقة الطفل بنفسه. يجب أن يدرك أن قيمته لا تُقاس بدرجاته في المدرسة، ولا بإنجازاته الرياضية، بل بأنه محبوب كما هو، بصفاته وأخطائه وإنجازاته على السواء، حيث أن هذا الشعور العميق بالقبول يمده بأمان داخلي يمكنه من مواجهة التحديات المقبلة بثقة وثبات.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية