تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : ترميم الأفلام.. يعيد الحياة للتراث السينمائي المصري
source icon

سبوت

.

ترميم الأفلام.. يعيد الحياة للتراث السينمائي المصري

كتب:سيد محمود

منذ خمسة عشر عاماً شهدت مصر عرض أول لفيلم "المومياء" في حفل تكريمي له بمهرجان القاهرة السينمائي كأول عمل سينمائي يتم ترميمه من خلال "مؤسسة سينما العالم" والتي يترأسها المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي ضمن مشروع يهتم بصنع نسخ سالبة جديدة لأبرز الأفلام في العالم.

ومنذ ذلك التاريخ وكل محاولات ترميم الأفلام المصرية تعد ضرباً من الخيال، حتى فتحت مدينة الإنتاج الإعلامي أبوابها، لتستعيد عشرات الأعمال السينمائية روحها المفقودة من خلال وحدة الترميم التي تم استيراد ماكيناتها ومعداتها وأحماضها من الخارج.

وحدات الترميم
كانت مصر تفتقد لمثل تلك العمليات التي تتطلب تقنيات فائقة الدقة، وهو ما دفع أصحاب الأفلام الكلاسيكية القديمة مثل "مصر العالمية" ليوسف شاهين باللجوء إلى وحدات ترميم في الخارج، منها وحدات بفرنسا، أمريكا، والهند والتي كان يلجأ اليها البعض لقلة تكلفة الترميم بها.

أفلام للعرض بالمهرجانات 
ومع تزايد طلب الأفلام المرممة من قبل مهرجانات مصرية وعربية مثل مهرجان الجونة السينمائي، مهرجان القاهرة السينمائي، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي بجدة، أصبح الترميم مطلبًا ملحًا، بالإضافة لزيادة الطلب من القنوات الفضائية على تلك الأفلام، وخاصة الأفلام التي تلقى نسب مشاهدة عالية كأفلام الأبيض والأسود، وأفلام عبد الحليم حافظ، نور الشريف، فاتن حمامة، وسعاد حسني.

حيث قامت مؤسسة البحر الأحمر من قبل بترميم فيلمي "خللى بالك من زوزو" و"غرام فى الكرنك"، وفى دورته المزمع افتتاحها 5 ديسمبر المقبل سيقوم المهرجان بعرض ثلاثة أفلام مصرية تم ترميمها وهي: "العيش والملح"، "اضحك الصورة تطلع حلوة"، و"شفيقة ومتولي"، ضمن برنامج "كنوز البحر الأحمر"، بعد ترميمها بالشراكة مع مدينة الإنتاج الإعلامي في مصر.

كلاسيكيات السينما المصرية
وبسؤال الفنان حسين فهمي أحد المهتمين بعملية ترميم الأفلام عن تجربته فى ترميم أكبر عدد من الكلاسيكيات لمهرجان القاهرة قال: "منذ سنوات طويلة وأنا مهتم بتراث السينما المصرية لأنه كنز كبير، وهو ما تبقى لنا من سنوات كفاح مخرجين ومنتجين ونجوم، ومن ثم انتهزت فرصة رئاستي لمهرجان القاهرة السينمائي العام قبل الماضي، وكانت مهمتي الأولى هي زيارة وحدة الترميم بمدينة الإنتاج، واختيار فيلمين للدورة الماضية وهما" أغنية على الممر" للمخرج الراحل علي عبد الخالق، و"يوميات نائب في الأرياف“.

 وبعد تأجيل الدورة الـ 45 العام الماضي؛ فكرت في ترميم أكبر عدد من الكلاسيكيات، ومن ثم كانت مفاجأتنا للجمهور هذا العام، وهي عرض أفلام تحت عنوان "كلاسيكيات مصرية مرممة" هي: بداية ونهاية، القاهرة 30، الفتوة، الزوجة الثانية، شيء من الخوف، المستحيل، الشحات، السمان والخريف، السراب، الحرام، قصر الشوق، بين القصرين، سواق الأتوبيس، وقشر البندق.

تاريخ يجب الحفاظ عليه 
وأضاف فهمي: نمتلك تاريخ عظيم يجب الحفاظ عليه، وتم ترميم مجموعه كبيرة من الأفلام، وجاري العمل على ترميم الجزء الاخر، وفي خطتي أن نرمم أكثر من ألف فيلم لأن النتائج مبهرة.

عملية الترميم تُحيي هذا التراث من جديد، ومهمة المهرجانات هي أن تعيد طرح هذه الأعمال للجمهور في صورتها الجديدة إلى جانب المسابقات والندوات والتكريمات.

تكلفة عالية 
ومن جانبه كشف الباحث السينمائي سامح فتحي عن تجربته الفريدة في ترميم الأفلام، والتي كان قد بدأها منذ سنوات طويلة بالبحث عن الأفيشات الأصلية، والأفلام المفقودة، ويقول: من خلال شركتي الخاصة قمت بترميم 25 فيلمًا بشكل ذاتي، وفى خطتي أن أحاول ترميم 75 فيلمًا آخر خلال الفترة المقبلة، من خلال وحدة الترميم بمدينة الإنتاج الإعلامي.
WhatsApp-Image-2024-11-27-at-1-40-44-AM-(1).jpeg
الباحث السينمائي سامح فتحي

 وأكد سامح أن تكلفة الترميم للفيلم الواحد تصل إلى 100 ألف جنيهاً، وأحيانا أقل بقليل، وتعتبر الهند أحد أهم الدول التي تقوم بعمليات الترميم في العالم، أقوم بالترميم من النيجاتيف الأصلي، وليس الأفلام المنقولة.


حقوق ملكية الأفلام
وعن ملكية الأفلام يقول سامح: أمتلك سبعة افلام ملكية كاملة، منها فيلم سواق الأتوبيس، لأن هناك أفلام ملكية لفرد أو شركة، وأفلام مباعة للجميع، مثل سواق نص اليل، قشر البندق، البؤساء، والنصاب والتي تعتبر ملكية عامة.

أتفاوض حالياً مع المخرج هاني لاشين لشراء فيلم الأراجوز، لأنه يمتلك حقوقه، أما أفلام ART، فدائرة التفاوض تكون حول أن أقوم بترميم الفيلم، وأخذ حقه DVD و Blu Ray، بموافقة وعقد لمدة خمس سنوات، ومن ثم أقوم بعمليات الترميم لبيع حقوقها لمنصات عربية وأجنبية، ومترجمة باللغات، وهناك اهتمام بتلك الأفلام في الخارج.

ولدي شهادات من الغرفة بتراخيص من وزارة الثقافة، فمثلاً فيلم "رصيف نمرة 5" اشتريت حقوقه من ورثة الفنانة هدى سلطان، وفيلم "سواق الأتوبيس" من ورثة صبحي إمام، وكل فيلم اشتري حقوقه يصبح من حقي بعد شراءه ترميمه وتوزيعه إلى العالم.

الترميم مهمة لم تعد سهلة، لكنها أنقذت تراث السينما المصرية من الضياع حيث نجحت التجربة التي قامت بها مدينة الإنتاج الإعلامي في أن تصلح ما أفسده الزمن على تلك الأفلام، فتمت معالجة العشرات بطريقة هندسية ومن خلال أحماض معينة عالجت تلف الصورة والصوت، فأصبحت الأفلام تشاهد وكأنه تم تصويرها حديثاً.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية