كنت أتجول في السوق أبحث عن هدية مميزة، لأمي بمناسبة عيد الأم، وكل ما يدور بمخيلتي، أن تكون الهدية مختلفة وغير تقليدية، لأدخل السعادة إلى قلبها.

 رحت أراقب حركة الناس بالسوق،  لأعرف هل هناك من يفكر مثلي، فأسير على خطاه،  ولكن لاحظت أن الكثيرين، أقبلوا على محلات الأدوات المنزلية و وبعض محلات الملابس، وهي اختيارات بالنسبة لي "عادية".

سلطة فواكه

فقدت الأمل في العثور على "هديتي"، فاتخذت طريقي للعودة إلى المنزل، وقررت أن أهاتفها لأسألها بشكل صريح، عما إذا كان ينقصها شيء فأحضره لها.

خلال رحلة العودة، وقفت لأشتري بعض الفاكهة لأبنائي،  فلفت انتباهي فتاه صغيرة لا تتجاوز العشر سنوات تطلب من البائع  "كيلوجراما" من كل من التفاح والفراولة والموز،  جذبني في البداية صغر سنها ولكنني أكملت شرائي،  وفجأة وجدت نفس الفتاه تناديني وتقول لي :"ممكن أسال حضرتك سلطة الفواكه بتتعمل ازاي؟"..  ابتسمت قبل أن أجيبها: "أنت ِصغيرة على الإمساك بسكين التقطيع، اعطيها لوالدتك تصنعها لكِ"، فأجابت: "أريد أن أعدها بنفسي،  فهذه هدية عيد الأم لها ولا يجوز أن تصنع هديتها بنفسها"

أعجبتني الفكرة كثيرا وسألتها "ولكن لماذا هذة الهدية تحديدا؟"،  فقالت "لأنها في كل مرة تعد لنا سلطة الفواكة اللذيذة لا تتناول منها شيئاً وتقدمها لنا وحدنا،  فقررت أنا وأختي أن نشتري الفواكه من المصروف الذي قمنا بادخاره لنصنع وصفتها المميزة خصيصا لها وحدها " .

نقاش الأصدقاء

ربتت على كتفها وأخبرتها، كيف تصنعها، قبل أن أودعها، ولكن تلك الفتاة لفتت انتباهي لشيء مهم،  وهو أنه ليس مهماً ثمن الهدية، بقدر قيمتها المعنوية والحاجة لها.

وطرأت لذهني  فكرة،  لم لا أتناقش مع أصدقائي عن هدايا عيد الأم المبتكرة لهذا العام، وبالفعل بدأت الاتصال بصديقاتي، وبدأتها برشا، وسألتها ماذا ستحضرين هدية لهذا العام ، فاجابت دون تردد لقد أحضرتها  فعلا ، وأكملت عبارتها بضحكة هادئة: "حرنكش ودوم وتوت"، هنا ضحكت بصوت مرتفع،  فأكملت صديقتي وقالت: "أعلم أن الأمر غريب ولكن هل تصدقي أنها فرحت كثيرا بالهدية؟"، قبل أن تستطرد قائلة: "إنها منذ سنوات لم تذق هذه الفواكه، و بهذه الهدية أعيدها لسنوات طفولتها وقالت لي عبارة لن أنساها ما حييت، وهي: "هذه الهدية مست قلبي وأحببتها" .

مولتن كيك

وبعد ان انهيت المكالمة معها وجدت قريبتي ندا تتصل بي لتهنأني بمناسبة عيد الأم،  فبادلتها التهنئة ثم سألتها: "ماذا أحضرت لكِ ابنتك هذا العام؟" فقالت بتلقائية: "مولتن كيك"، من مكان مفضل لدي،  فقلت لها وأنا أضحك: "يا لها من فكرة لذيذة"،  فقالت: "هي فعلا هدية أعجبتني لأنني أحبها وكنت أرفض شرائها لنفسي".

بوكيت ماني

وعندما وصلت المنزل، وجدت أخي الكبير يتصل بي ليسألني: "ماذا سنحضر لأمي هذا العام؟"،  فقصصت عليه ما مررت به على مدار اليوم فأعجب بالأفكار الجديدة،  وقال لي: "عندي فكرة جديدة أنا أيضا، ما رأيك أن نجمع المال الذي كنا سنشتري به هدية لأمي ونضعه في ظرف معايدة ونعطيه لأمي لتشتري الهدية التي تريدها، أو تتصرف في المبلغ كيف تشاء "أعجبتني الفكرة وعندما قمنا بتنفيذها أعجبت أمي

عبوة زيت عائلية

وبعد أن وصلت منزلي وجدت أبنائي يهنئونني، ويبتسمون لبعضهم البعض وقاموا بتقديم هدية عيد الأم لي، اضحكتني أنا شخصيا، وهي عبارة عن عبوة زيت طعام عائلية يتجاوز ثمنها الـ 500 جنيها،  وقالوا إنهم فكروا كثيرا في هدية مميزة،  ولكن في ظل الغلاء جاءتهم فكرة أن يساهموا بهديتهم لتقليل النفقات المنزلية عني ولو قليلا،  والحقيقة كانت هديتهم عملية وأعجبتني .

أفكار جديدة ومبتكرة

وهذه الأفكار جميعها جعلتني أشعر بالفضول في البحث عن بعض هدايا عيد فقمت بتصفح الانترنت وشاهدت العديد من الهدايا المبتكرة التي تتميز بالإبتكارية والعملية في الوقت ذاته،  فعلى سبيل المثال مضرب ذباب كهربائي ، حامل نظارة للنظارة أو الموبايل ، أظافر وطلاء لها ، يوم أجازة للأم من أعمال المنزل ، عشاء خارج المنزل ، تذكرة سينما ، كريم واقي للشمس ، والكثير من الأفكار الأخرى التي يصعب حصرها .