تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
في ظل الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت هذه المنصات أداة ذات حدين؛ فبينما تُسهم في تعزيز التواصل المجتمعي، تتحول أحيانًا إلى قنوات خطيرة لتسريب المعلومات العسكرية الحساسة، يحذر الخبراء من أن نشر تفاصيل تحركات القوات المسلحة – سواء عن قصد أو دون وعي – يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي، ويُسهّل للمعارضين أو الجهات المعادية استغلال هذه المعلومات لتحقيق أهداف خبيثة.
معركة الوعي
أكد اللواء دكتور محمد الغباري؛ مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق والمستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، أن وسائل التواصل الاجتماعي قد تتحول إلى أداة تشكل خطورة على الأمن القومي المصري، فنحن نخوض "معركة الوعي" والتي يصعب فيها الكشف عن التهديدات التي نواجهها من خلال الفضاء الإلكتروني، وحروب الجيل الرابع التي تسعى لهدم المجتمع من الداخل من خلال الشائعات والحرب النفسية، سواء عن طريق ضرب قيم المجتمع، تدمير الأخلاق والعادات والتقاليد، التشكيك في العقيدة الدينية والنظام السياسي، كذلك زرع الثقافة الغربية.
خيانة مؤكدة
وتعليقاً على استغلال وسائل التواصل الاجتماعي في نشر بعض التحركات الخاصة بالقوات المسلحة، أكد د. الغباري أن هذا "أكبر خيانة للوطن"، ومن يتحدث عن تحركات جيشه خائن فالسكوت عن القوة الكامنة أفضل من الإعلان عنها، فهذا الإعلان -حتى وإن كان بدون قصد- يوضح نقاط الضعف والقوة بشكل غير مدروس.
تهديد الأمن القومي
وتقول الدكتورة غادة عامر خبير الذكاء الاصطناعي بمركز دعم واتخاذ القرار وزميل بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية؛ في عصر المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبح تداول المعلومات بصورة أسرع وأكثر انتشارًا مما كان عليه في أي وقت مضى، ومع تزايد استخدام هذه المنصات من قِبل الأفراد والمؤسسات، يتجلى خطر كبير يتعلق بنشر المعلومات الحساسة، خاصة فيما يخص بتحركات القوات المسلحة.
إن نشر تحركات القوات يمكن أن يُشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي، ويترتب عليه تبعات خطيرة مثل:
- تسهيل استهداف هذه القوات: فعندما يتم عرض معلومات دقيقة عن مواقع وتوقيت تحركات القوات، يصبح من السهل للخصوم أو الجماعات الإرهابية التخطيط لعمليات تهدف إلى استهداف تلك القوات، مما يعرض حياة الجنود للخطر ويؤثر على فعالية العمليات العسكرية.
- زيادة التوترات بين الدول: في عالم مليء بالنزاعات، نشر هذه المعلومات الحساسة وإتاحتها للجمهور يؤدي إلى عواقب وخيمة، وتوترات حول نوعيات التسليح.
- التأثير النفسي على الجنود وأسرهم: فمعرفة أن تحركاتهم تُنشر علنًا يمكن أن تؤثر سلبًا على معنوياتهم، مما قد يؤدي إلى فقدان الثقة في القيادة العسكرية هذا الشعور بعدم الأمان قد ينعكس على الأداء العام للقوات.
- انتشار الشائعات والمعلومات المضللة: مثل هذه الشائعات يمكن أن تؤدي إلى حالات من الذعر أو الارتباك العام، مما يؤثر على استقرار الأوضاع الداخلية في البلاد.
- يعزز الإفصاح عن تحركات القوات من فرص استغلال المعلومات: حيث تجمع الجهات المعادية، سواء كانت دولًا أو منظمات إرهابية هذه الأطراف وتُحاول الوصول إلى المعلومات بما يخدم مصالحها، مما يعرض البلاد لمزيد من المخاطر الأمنية.
حذر ومسئولية
يتعين أن ندرك أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يجب أن يتم بحذر ومسئولية، خاصة فيما يتعلق بقضايا الأمن القومي فحماية تحركات القوات المسلحة من التسريب ليست مجرد واجب عسكري، بل هي مسئولية جماعية تتطلب وعيًا من الجميع.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية