حظي قرار مصر بالتدخل رسمياً لدعم دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، بتأييد أعضاء مجلس النواب، بعد جرائم الإبادة الجماعية التي نفذتها إسرائيل في غزة، وخرقها  لكافة الأعراف الدولية، إذ رأوه تحولا في الدبلوماسية العربية والأفريقية، إضافة لكونه يعكس انحياز الدولة المصرية لحماية الأشقاء، والحفاظ على القضية الفلسطينية.

"هذه الخطوة تأتي استمرارا، لتأكيد دور مصر الداعم للقضية الفلسطينية منذ 1948، إذ لم تترك مصر محفلا عربيا أو دوليا إلا واستغلته للتأكيد على دعمها الكامل لشعب فلسطين الأعزل ضد المذابح البربرية التي ترتكبها إسرائيل، فلا يوجد جيش في التاريخ المعاصر ارتكب مثل هذه المجازر الوحشية "، كما أكد إبراهيم المصري، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب

سياسة إسرائيل المراوغة
"واتخذت مصر، كافة الخطوات الدبلوماسية، للوصول إلى حل يقضي بحل الأزمة من خلال الاتصالات والمفاوضات، ودعم اللقاء بين حماس و الجانب الإسرائيلي" والحديث مازال لـ"المصري"، قبل أن يستطرد: "إلا أن دولة الاحتلال لا تتخلى عن سياستها المراوغة، حتى وصلنا إلى طريق مسدود، ما دعا القيادة السياسية لاتخاذ هذه الخطوة القوية في محاولة لإنهاء الحرب البربرية، وتوثيق المجازر التي ارتكبت خلالها للتاريخ".

وأعرب عن أمله في أن تتبني كافة الدول المحبة للسلام،  خطوة مصر، من أجل دعم القضية الفلسطينية ، مؤكدا أن ثقل مصر وحجمها، سيؤدي للفت أنظار العالم بشكل كبير إلى أن ما يتعرض له الفلسطينيون، هي حرب إبادة، ومن ثم يكون لهم مواقف أقوى في التصدي لإسرائيل، وتوجيه دعم أقوى للقضية الفلسطينية.

قوة مصر العسكرية
وحول الاستفزازات الإسرائيلية المستمرة عند الخط الحدودي، أكد "المصري" أن  الدولة المصرية ذات سيادة وتمتلك قوة عسكرية هائلة جاهزة لحماية أمنها، في أي وقت.

وتابع: "كافة سيناريوهات التعامل مطروحة، ونتدرج فيها، بحسب تطور الموقف، ونثق في أن القيادة السياسية واعية وتفهم وتدرك جيدا أبعاد الموقف، فالرئيس السيسي، ابن المؤسسة العسكرية ويعرف متى يتخذ القرارات الحاسمة.

تحول في الدبلوماسية
"يمثل القرار المصري بالانضمام إلى دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية، تحولاً بارزاً في الدبلوماسية العربية والأفريقية تجاه القضية الفلسطينية"، كما أكدت سحر البزار، وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، مشيرة إلى أن هذه الخطوة لا تعكس فقط التزام مصر الأخلاقي تجاه العدالة وحقوق الإنسان، بل تؤكد أيضاً على دورها كفاعل رئيسي في السياسة الدولية.

وتوقعت ، أن يعزز هذا القرار القضية الفلسطينية بزخم دولي جديد.، إذ أن التحرك المصري يبرز القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، ويجدد الاهتمام والنقاش حول الحقوق المستمرة للشعب الفلسطيني ويضغط على المجتمع الدولي لإعادة التفكير في استراتيجياته تجاه إسرائيل والمنطقة بأكملها، متوقعة أن يلقى القرار المصري،  دعماً واسعاً من دول أخرى تشاطر القاهرة قلقها إزاء السياسات الإسرائيلية، وتراه فرصة لتقديم دعم موحد مع الفلسطينيين، ما يعزز من وزن هذه الخطوة على المستوى الدولي.

رسالة تحذيرية للاحتلال
وأما بالنسبة للتأثيرات المحتملة على العلاقات الإقليمية، فقالت وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن هذا القرار يمكن أن يُنظر إليه كرسالة تحذيرية لإسرائيل بأن النشاط العسكري أو التهديدات الأمنية بالقرب من الحدود المصرية سيواجه ردود فعل قوية ومنسقة، مضيفة: " هو "يؤكد على أن مصر لن تتوانى عن استخدام القنوات الدبلوماسية والقانونية لضمان أمنها وسيادتها.

واختتمت قائلة: "القرار المصري بالانضمام للدعوى القضائية،  يعيد تأكيد دور  مصر كركيزة أساسية في دعم القضايا العربية والأفريقية، ويعزز من مكانتها كلاعب رئيسي في الأمن الإقليمي والعدالة الدولية".

انحياز مصري للأشقاء
ويرى النائب عمرو درويش، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، أن البيان القوي الصادر عن وزارة الخارجية يأتي في توقيت دقيق، نظرًا لتفاقم الأوضاع المأساوية والكارثية التي يعيشها أشقائنا بقطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي من مخططات الإبادة والتهجير والاعتداءات الوحشية الآثمة التي يرتكبها قوات الاحتلال الصهيوني، ، مؤكدًا أن القرار المصري، بالتدخل في دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية،  يعكس انحياز الدولة المصرية لحماية الأشقاء، والحفاظ على القضية الفلسطينية

وأوضح أن مصر سبق وتقدمت بمذكرة لمحكمة العدل الدولية تكشف انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للقوانين والأعراف الدولية والقوانين الإنسانية وممارساتها الغاشمة التي وصلت إلى جرائم حرب إبادة جماعية، تستخدم فيها أبشع أنواع الأسلحة ضد مدنيين عُزل ومرضى وأطفال ونساء وشيوخ، بالإضافة إلى أنها دمّرت البنية التحتية للأراضي المحتلة عن عمد وسط صمت المجتمع الدولي.

رسالة حاسمة لوقف الانتهاكات
فيما أكد النائب أحمد دياب وكيل لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشيوخ، أن مصر بعثت برسالة حاسمة لإسرائيل لوقف انتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني، موضحا أن انضمام مصر لعدوى جنوب إفريقيا يعني مزيدا من الضغط على الاحتلال الإسرائيلي الذي ينتهك كافة القوانين الدولية والإنسانية.

وأوضح أن مصر تخطو خطوات مهمة وجادة نحو محاولة حل الأزمة الفلسطينية ووقف الانتهاكات الإسرائيلية التي دمرت البنية التحتية للأراضي المحتلة،  ونالت من المدنيين العُزل والأطفال والمرضى في المستشفيات والنساء،  واستهدفت حتى مخيمات النازحين أمام مرأى ومسمع من العالم كله، و الذي يقف مكتوف الأيدي ويأبى أن  يكون جزءًا من محاولات إنهاء هذا الصراع الدموي،  الذي بات يُهدد الأمن القومي للجميع، خاصة في ظل اتساعه المستمر.