تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : تأثيرات نفسية محتملة.. مسلسلات السحر والشعوذة تثير الجدل والرعب
source icon

سبوت

.

تأثيرات نفسية محتملة.. مسلسلات السحر والشعوذة تثير الجدل والرعب

كتب:شيماء مكاوي

بعد يوم طويل من العمل وأعباء المنزل، جلست مع صديقتي بعد الإفطار نتجاذب أطراف الحديث، وأثناء تصفحي مواقع التواصل الاجتماعي، فوجئت بمنشور اعتبرته كوميديا أضحكني كثيرا، حيث وجدت صورة مكتوب عليها "شكل العفريت الذي استحضرته بعد ما رددت تتر مسلسل المداح".

دفعت بالهاتف إلى صديقتي لمشاهدة المنشور، وقلت لها المشاهدين يصدقون أن شارة المسلسل عبارة عن طلاسم للسحر ومن خلالها يمكن استحضار العفاريت، فردت وما المضحك في هذا! فهذا حقيقي ويحدث بالفعل عندما نشاهد مثل هذه الأعمال.

وجعلتني أشاهد مقطع مصور للفنان حمادة هلال وهو يؤكد أنه كانت تحدث له أشياء غير منطقية أثناء التصوير، فعندما كان يقرأ آيات السحر، وجد البيت الذي يصور به يهتز بشدة وعندما ازداد في القراءة زادت قوة الهزة بشكل غير طبيعي لدرجة جعلت مدير التصوير يترك الكاميرا ويخرج مسرعا، وعندما كان يتم التصوير في أحد الفنادق كان يستيقظ يجد أبواب حجرته مفتوحة، وبسؤاله وجد أن جميع فريق العمل كان يحدث معهم هذا الأمر.

وجعلتني أيضا أشاهد مقطع مصور آخر للشيخ حسن البرقي،  الذي تناول ما قاله حمادة هلال، وعقب عليه قائلا،  إن هذا الأمر لا جدال به ومن يستهزئ به يخالف كلام الله عندما قال تعالى في كتابه العزيز في سورة البقرة: "الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس".

فعندما تتردد طلاسم حتى وإن كانت غير حقيقية ولكن المقصود منها إثارة الخوف والرعب، تكون مادة خصبة للشيطان، وعند سماع تلك الأغنية أنت تعرض نفسك للأذى.

وتابع: صناع هذا العمل، أو من يأخذ من خوف الآخرين مادة للسخرية، مثلما كنا نخيف الأطفال بـ"أمنا الغولة " وغيرها من الأشياء، يستحضر بها جن بالفعل ويتعرض البعض للصرع، ونهى الله عن تخويف الإنسان والحيوان، وأغلب الحالات التي تعرضت للتخويف تمكن منهم الشيطان وتلبست بالفعل، ومن ينكر شيئا في شرع الله لا بد أن يحوجه الله لما أنكره.

تجادلنا كثيرا في هذا الأمر بين الحقيقة والإنكار وسألنا بعض المتخصصين عن تأثير تلك الأعمال على المشاهد، لكي ننهي هذا الخلاف الفكري فيما بيننا.

وتحدث د. عبد العزيز آدم إخصائي علم النفس السلوكي وعضو الاتحاد العالمي للصحة النفسية، وقال: على الرغم من إن مشاهدة مسلسلات السحر والشعوذة قد تكون ترفيهية للبعض، إلا أنه من المهم أن يكون المشاهدون على دراية بالتأثيرات النفسية المحتملة وأن يتعاملوا معها بحذر، فقد تكون هذه الأعمال مناسبة لبعض الأشخاص، بينما قد لا تكون مناسبة لآخرين، لذا؛ يجب على كل فرد أن يقرر بحكمة ما يشاهده وكيف يتعامل مع التأثيرات النفسية التي قد تنتج عنها.

وهناك تأثيرات على الجانب الخيالي، فمشاهدة مسلسلات السحر والشعوذة قد تستنفر الخيال وتفتح أفق جديدة من التصورات لدى المشاهدين، ويمكن أن تساهم هذه الأعمال في المبالغة في تصور أحداث غير حقيقة تتعلق بالعالم الآخر قد تزيد من مخاوفهم لدرجة تصل إلي الرهاب والفزع المستمر.

وقد يصبح بعض الأشخاص مدمنين على مشاهدة مسلسلات السحر والشعوذة، هذا ما أكده د. عبد العزيز آدم، حيث يجدون أنفسهم منجذبين نحو متابعة الأحداث والتطورات المثيرة في هذه الأعمال، مما قد يؤثر على وقتهم ونمط حياتهم، ويحدث ذلك بشكل لا إرادي في صورة تشبه الإدمان الذي يؤثر على مسار حياتهم الطبيعي.

ومن الجانب النفسي فإن تكرار مثل هذه المسلسلات والعكوف على مشاهدتها يساهم في نشر الجهل بكل صوره، ويجعل المجتمع يتعلق بالوهم، وحين يمر الفرد بأي فشل في حياته فإنه لن يحمل نفسه أي مسئولية لأنه دائما سيعزي ذلك للمجهول وكأن أحدا قد حسده أو سحره على حد تفكيره، ويقول د. عبد العزيز إن هذا بدوره سيساعد في نشر التخلف ولن يطور المجتمع من نفسه وسيصبح أفراده فريسة لتلك الأفكار السلبية الهدامة.

ومن الخطوات المهمة أيضا نشر ثقافة الوعي بما يحيط بنا من تحديات ومخاطر تستوجب أن يكون المجتمع أكثر وعيا وتحضرا ، ويقول د. عبد العزيز إنه يجب أيضا عمل برامج توعية للأطفال والطلاب في المدارس لأن هذا الجيل القادم عليه دور مهم في النهوض بثقافة المجتمع مع تزايد التحديات التي تواجههم في الحاضر والتي سوف تواجههم مستقبلا ، فلا يصح أبدا أن يخلطوا بين مواجهة الحقيقية والتعلق بالوهم والشعوذة، لافتا إن الأطفال سريعو التأثر بما يطالعونه وما يصل إليهم لا سيما إذا كان الأمر يتعلق بالمستقبل والمجهول، فهذه المسلسلات بها بعض عناصر الجذب للطفل بشكل تلقائي لا إرادي وإن لم يتم التعامل معه بحكمة ودراية فإن الطفل هنا سيصبح فريسة سهله لتلك الأفكار الهدامة.

وفي سياق مختلف، قالت لبنى أحمد متخصصة في علوم الطاقة، إن العالم الآخر لا يمكن لأحد إنكاره، وهذا الأمر مذكور في القرآن، وليس له علاقة بالجهل، موضحة أن جسم الإنسان يحتوي على ٧٠ % من الماء، ويعتبر الماء من الخلايا الذكية كما يطلق عليها في علم الطاقة، حيث تتأثر بالطاقة الموجهة إليها، فعندما نجلس في مكان به قرآن وبخور وهدوء وسكينه، تتحول طاقة الجسم إلى النور والسلام والراحة، وعندما نشاهد ونتعايش مع عمل به تعاويذ تقال بالفعل حتى لو بشكل غير حقيقي "تمثيل"، ونفزع لمشاهدة العفاريت عندما يتم استحضاره في العمل، كل هذا يؤدي إلى حدوث ذلك بالفعل.

وأشارت إلى أن هناك مخلوقات أخرى لا نراها، وعندما ننظر بالميكروسكوب على أيدينا نجد العديد من المخلوقات والحشرات التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، وهناك مخلوقات يروننا ولا نراهم وهذا من رحمة ربنا -عز وجل- بالإنسان، مؤكدة أن مشاهدة تلك الأعمال تفتح بابا لدخول تلك المخلوقات في حياتنا، ويكونون متواجدين في مكان المشاهدة بشكل أكبر، هذا ما أكدته متخصصة علوم الطاقة.

 وقالت المتخصصة في علوم الطاقة: حتى وإن كنت أجلس ولا أفهم ما الذي يقال، تلك الأعمال تثير طاقة الرعب التي تبرمج شاكرا الضفيرة الشمسية الموجودة على المعدة، وهي الأكثر تأثرا بطاقة الخوف ومن تأثيراتها العضوية الشعور بآلام في القولون، ومشاكل في الهضم والمعدة، أما التأثير النفسي فيتضمن العصبية، وسرعة الاستفزاز، التوتر، والعنف في ردود الأفعال، ويكون الإنسان سريعا في افتعال المشاكل.

وتابعت: تلك الأعمال يتم تقديمها بعد دراسة متعمقة، سواء في تقديم الأدوار بشكل متقن، أو التأثيرات الصوتية والموسيقى التصويرية التي تجعلك تتعايش وتندمج معهم، وتعيش تلك الأجواء بالفعل، فيجب تجنب مشاهدة الأعمال الفنية من تلك النوعية، وعدم ترك الأطفال يشاهدونها لخطورة الأمر.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية