تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : بين النافع والضار.. كيف تسيطر على مستويات الكوليسترول في جسمك؟
source icon

سبوت

.

بين النافع والضار.. كيف تسيطر على مستويات الكوليسترول في جسمك؟

كتب:إيمان طعيمة

تلقيت اتصالا هاتفيا من "فريدة" إحدى صديقات العمل، تخبرني وصوتها مضطرب، أنه يجب أن تقوم بزيارة إلى المستشفى للاطمئنان على شريكتنا الثالثة في المكتب "دعاء"، فقد تعرضت لوعكة صحية مفاجئة أثناء العطلة الأسبوعية، واضطر زوجها لنقلها إلى المشفى، وهي آلان في الرعاية المركزة.

انزعجت كثيرا من الخبر، وذهبت على الفور لارتداء ملابسي، وأنا أفكر فيما يمكن أن تكون تعرضت له دعاء، إنها مازالت في مستهل عقدها الخامس، وتتمتع بصحة جيدة وحياتها الأسرية مستقرة مع زوجها وابنتاها الجميلتان، أوقفت تساؤلاتي لنفسي، وأنا أرى اسم "فريدة"  يظهر على الهاتف، ويبدو أنها وصلت إلى أسفل منزلي لاصطحابي معها إلى حيث ترقد "دعاء".

خطر ذبحة صدرية
خلال دقائق كنا في المشفى، واستقبلنا "مصطفى" زوج "دعاء"، ليخبرنا أنها فجأة عانت من عدم قدرتها على التنفس بشكل جيد، بعد أن عادت من العمل، فاصطحبها إلى هنا سريعا، وبعد إجراء الإسعافات اللازمة، أجرى لها الأطباء بعض التحاليل والفحوص، وتبين أنها تعاني من ارتفاع كبير في الكوليسترول، أثر على شرايينها وكاد أن يتسبب لها في ذبحة صدرية، ما استدعى وضعها تحت الرعاية الطبية بضعة أيام.

دخلنا إلى صديقتنا بضع دقائق حتى لا نطيل عليها، ووعدناها بالزيارة في المنزل فور خروجها غدا بعد الانتهاء من بقية الفحوص .

الكوليسترول ضار ونافع
الحقيقة، إن ارتفاع الكوليسترول لدى دعاء كان مفاجئة، فهي لم تكن ذات وزن زائد، ولا تبالغ في تناول الطعام كثيرا، فمن أين يمكن أن يصيبها ارتفاع الكوليسترول؟، ولم أطيل في حيرتي، أسرعت إلى الهاتف لأحدث صديقتي د. رضوى أحمد شاهين، مدرس مساعد التغذية وعلوم الأطعمة، كلية التربية النوعية بجامعة عين شمس، وأخبرتها عما أصاب "دعاء" فقالت لي، إن كوليسترول الدم هو مادة شمعية تشبه الدهون أساسية في تكوين أغشية الخلايا في جميع أنسجة الكائنات الحية يصنعها الكبد، والكوليسترول في الدم ضروري لصحة الجسم، حيث يساعد على أداء وظائف هامة مثل تصنيع الهرمونات والتمثيل الغذائي للأطعمة الدهنية وتصنيع فيتامين د

والكوليسترول نوعان، كما أوضحت لي د. رضوى، أحداهما مفيد للصحة، والآخر ضار، إذا زاد عن الحد ويتم نقله إلى الدم بواسطة جسيمات البروتينات الدهنية، وهو منخفض الكثافة، ويؤدي تناول مستويات عالية منه إلى ترسبات في الشرايين وبالتالي أمراض القلب أو السكتة الدماغية وهما سببان رئيسيان للوفاة في الولايات المتحدة، ويوجد في الأطعمة الحيوانية عموما، اللحوم الحمراء، جلد الدواجن، صفار البيض، الزبد، منتجات الألبان، الدهون المتحولة مثل السمن الصناعي.

نمط الحياة مؤثر
أما البروتين الدهني مرتفع الكثافة أو الكوليسترول الجيد، والحديث مازال لـ د. رضوى،  ويعرف بذلك لأن المستويات المرتفعة منه يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، حيث أنه يقوم بالانتقال مع الدم إلى باقي أعضاء الجسم، ويوجد في المصادر النباتية مثل الأفوكادو، المكسرات، زيت الزيتون، زيت الكانولا، زيت بذور الكتان، الأسماك الغنية بالأوميجا 3 التي تساعد في خفض الكوليسترول الضار وزيادة الكوليسترول الجيد.

وبحسب د. رضوي، فأن بعض الحالات مثل مرضى السكري من النوع الثاني، والسمنة يمكن أن يزيد من خطر ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، حيث أن عوامل نمط الحياة مثل تناول نظام غذائي غني بالدهون المشبعة والمتحولة، وعدم ممارسة النشاط الكافي يمكن أن يزيد أيضا من خطر ارتفاع نسبة الكوليسترول بالدم و بعض الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي لارتفاع نسبة الكوليسترول يمكن أن يكونوا معرضين لخطر ارتفاع نسبة الكوليسترول.

"بلاك" على جدران الشرايين
كل هذه العوامل تسمى عوامل الخطر ولا يمكن التحكم بها، ولكن يمكن اتخاذ خطوات لتقليل خط الإصابة بارتفاع نسبة الكوليسترول عن طريق تغير العوامل التي يمكن التحكم بها، وبحسب د. رضوى، يمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم إلى تراكم ما يسمى بـ«البلاك» على جدران الشرايين ومع تراكم اللويحات بمرور الوقت تضيق الأجزاء الداخلية من الشرايين ويؤدي هذا الضيق إلى منع تدفق الدم من وإلى القلب والأعضاء الأخرى وعندما ينقطع تدفق الدم إلى القلب يمكن أن يسبب ألم في الصدر ويسمي أيضا الذبحة الصدرية أو نوبة قلبية والسكتة الدماغية.

وتشير الدراسات إلى أن أنماط الغذاء التي تحتوي على كمية أقل من الكوليسترول الغذائي ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وذلك من خلال الحد من الأطعمة التي تحتوي علي نسبة عالية من الدهون المشبعة  والدهون المتحولة، تناول الدهون الغير مشبعة (الصحية)، وكذلك الأطعمة الغنية بالألياف بشكل طبيعي، مع شرب كميات كافية من الماء، واختيار الأطعمة التي تحتوي على نسبة منخفضة من الملح لتجنب زيادة نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية.

ولا نغفل ضرورة الإقلاع عن التدخين لأنه يؤدي إلى إتلاف الأوعية الدموية وتسريع تصلب الشرايين وبالتالي يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، مع أهمية ممارسة النشاط البدني للمساعدة على الحفاظ على وزن صحي وخفض الكوليسترول وضغط الدم.

نصائح إضافية
شكرت صديقتي د. رضوى، على معلوماتها القيمة التي أفادتني كثيرا وجعلتني أفكر في تغيير الكثير من سلوكياتي وأسرتي، وتحدثت غلى د. رشا مصطفى حسن، دكتوراة الكيمياء الحيوية والتغذية العلاجية، لأسألها عن كيفية تجنب مسببات ارتفاع الكوليسترول، فأكدت لي ضرورة تقليص السكريات المضافة في الحلويات والمشروبات الغازية، واستبدال العصائر الصناعية بالطبيعية بدون سكر، وتحديد الكميات المتناولة قبل البدء في الأكل.

كما نصحتني بشرب ما لا يقل عن 8 أكواب من الماء يوميًا للشعور بالشبع، وطرد السموم من الجسم، وأيضا تنظيم تناول الطعام عبر تناول وجبات صغيرة ومتعددة على مدار اليوم، إذ تُظهر الدراسات أن تناول 6 وجبات خفيفة أفضل من 3 وجبات كبيرة، وتجنب طرق الطهي التي تستخدم كميات كبيرة من الزيوت مثل التحمير والتسبيك.

واختتمت بأنه يُفضل تناول أغذية تسبب الامتلاء وقليلة السعرات مثل السلطة وحساء الخضراوات في بداية الوجبة لتقليل عدد السعرات وكمية الدهون التي يتم تناولها.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية