تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
في عالم يزداد تسارعًا وتزداد فيه ضغوط الحياة تعقيدًا، يبرز النوم كواحة أساسية لاستعادة التوازن الجسدي والنفسي، لكن ماذا يحدث عندما تتحول هذه الواحة إلى مصدر للقلق بدلًا من الراحة؟ تشير الدراسات الحديثة إلى أن نوعية النوم ومدته تؤثر بشكل مباشر على صحتنا النفسية، بل إن اضطرابات النوم قد تكون في كثير من الأحيان نافذة تكشف عن مشاكل نفسية كامنة.
اختلافات عمرية
يوضح الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، أن عدد ساعات النوم المطلوبة لأي إنسان تتراوح من 7 ـ 9 ساعات للشخص الناضج من سن 18 ـ 60 سنة وأكثر، وللطفل الرضيع تصل لـ 22 ساعة، وتقل عن 7 ساعات لمن فوق الـ 60، وتكون من 5ـ 6 لمن هم فوق الـ 65، بينما تصل عدد ساعات النوم عند السبعين عامًا من 4-5 ساعات، والتغفيلة التي يحصل عليها الإنسان في اليوم تحسب من عدد ساعات النوم له خاصة لدى كبار السن، وصنف علماء النفس النوم لنوعين رئيسيين هما:
- النوم الريمي: وفيه تكون حركة العين السريعة، وهو عبارة عن مرحلة واحدة.
- النوم غير الريمي: وتكون حركة العين فيه غير سريعة وينقسم إلى ثلاث مراحل.
اضطرابات النوم
وأكد د. فرويز أنه لا يجب الخلط بين المواقف اليومية الحياتية والنوم، فالغالبية العظمى منا يعاني من اضطرابات في النوم أو ما يطلق عليه "القلق"، لكن يجب التعرف أولاً على أنواع الاضطرابات في النوم لتحديد المشكلة، وللأسف كل نوع منهم يمثل مرضاً، فهناك:
- الدخول في النوم والاستيقاظ السريع.
- النوم المتقطع.
- عدم النوم نهائيًا لفترة طويلة.
أجواء مريحة
وحتى يكون النوم سليم يجب أن تكون حرارة الجسم والجو مناسبين، أن ينام الإنسان في المكان الذي تعود عليه، عدم وجود إضاءة قوية بالمكان، لا توجد حشرات أو ضوضاء، كل هذه الأمور قد تحدث اضطرابات في النوم.
ويضيف د. فرويز أن مجرد تذكر أمور حزينة قد تضايق الإنسان وتؤثر على نفسيته، يتسبب في حالة تسمى "صعوبة الدخول في النوم" ينتج عنها القلق، والذي قد يسبب أعراضاً جسمانية إضافية مثل الشعور بآلام المعدة، ضربات قلب زائدة، اضطرابات القولون، شد بالعضلات، تنميل، برودة وتعرق في الأطراف.
المرض النفسي
وأضاف استشاري الطب النفسي أن هناك أشخاص يذهبون للنوم وسرعان ما يقومون أو ينامون لمدة أزيد من المعدلات الطبيعية لفئتهم العمرية، هنا تشير العلامات لوجود حالة اكتئاب، وهناك أيضًا أشخاص لا ينامون لمدة يومين فأكثر، فتظهر عليهم أعراض مختلفو مثل الكلام بسرعة والعصبية الزائدة، وتسمى هذه الحالة بنوبات الهوس، بالإضافة إلى أن الأحلام والكوابيس تعد أيضاً من اضطرابات النوم النفسية.
الهلاوس النومية
ويوضح الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، ما يطلق عليه الهلاوس النومية والتي تعتبر من أكثر المشكلات الصحية والنفسية شيوعًا في اضطرابات النوم، وفيها يشعر الإنسان بوجود أحد بجانبه أو أمامه أو يراقبه، أو يشعر أن هناك من يقوم بإيقاظه أو يلمسه، أو يشم روائح ويسمع أصواتًا مثل المنبه و جرس الباب، وأن أحد ينادي باسمه، كذلك قد يظن وجود حشرات بالمكان، أو يشعر كأنه يسقط أو يطير، كل هذه الأحاسيس تصنف على أنها هلاوس وهمية دون وجود محفز حقيقي لها على أرض الواقع، فهي مجرد وهم، وتنتشر هذه الهلاوس عند المراهقين والشباب، كما أكدت الدراسات النساء أكثر عرضة للهلاوس النومية من الرجال.
بالإضافة إلى المرضى النفسيين الذين يعانون من الوساوس القهري، وجنون الارتياب حيث يشعر بأن أخرين يراقبه حتى أثناء النوم، كذلك مرضى الفصام، مدمني المخدرات، ومن يتناول أدوية هلوسة، ومرضى الزهايمر، والصرع.
هذه الأعراض لها مضاعفات شديدة، حيث قد تعرض الإنسان للهلع، الفزع، ضيق في صدره، أو تتسبب في وقوعه من على السرير وقد تتسبب في حدوث كسور وإصابات، وقد تصل به إلى إيذاء نفسه في حالة شعوره بوجود حشرات مثلاً، كل هذه الأمور تؤثر على جودة النوم.
هلوسة أم حلم؟
وأشار د. هندي إلى أنه يجب علينا التفرقة بين الهلاوس النومية والأحلام، فالهلاوس أقرب للواقع، فالإنسان يكون على يقين بأن ما شعر به حقيقي في الواقع أما الحلم فبمجرد استيقاظه يختفي ما رأه كما أن الأحلام تحدث في مرحلة النوم المتقدمة) حركة العين السريعة (أما الهلاوس النومية ليس لها وقت محدد لحدوثها، لكن في الغالب تكون في مرحلة ما بين النوم واليقظة.
الجاثوم
ويعتبر الجاثوم من أصعب أنواع اضطرابات النوم ويطلق عليه (شلل النوم)، حيث يستيقظ الشخص في حالة هلع لا يستطيع الحركة أو الكلام وقد يبكي من شدة الخوف.
التشخيص والعلاج
ويؤكد د. هندي أنه يمكن التعرف على هذه الاضطرابات عن طريق إجراء بعض الاختبارات الموجودة عند الطبيب النفسي، مثل اختبار النوم المتعدد، اختبار تخطيط النوم، وهنا يمكن للمريض الخضوع للعلاج الدوائي.
يتعين على من يعاني من تلك الهلاوس النومية أن يحافظ على جودة النوم عن طريق تهيئة البيئة من حوله:
- عدم وجود إضاءة.
- غلق المحمول.
- ممارسة الرياضة.
- البعد عن أدوية الهلاوس.
- إجراء تمارين الاسترخاء قبل النوم لتخفيف الضغوط النفسية اليومية.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية