تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : بين الضغوط المادية والزيارات العائلية.. العيد فرصة للسعادة الأسرية
source icon

سبوت

.

بين الضغوط المادية والزيارات العائلية.. العيد فرصة للسعادة الأسرية

كتب:مروة علاء الدين 

   تُعَدُّ الأعياد فرصةً لتعزيز الروابط الأسرية ونشر السعادة، لكنها قد تتحوّل في بعض الأحيان إلى ساحة للخلافات الزوجية والتوتر العائلي، خاصةً في ظل الضغوط المالية، وصراع زيارات العائلة، واختلاف التوقعات حول كيفية الاحتفال، فكيف يمكن تفادي هذه المشكلات؟ وما الحلول التي يوصي بها الخبراء لتحويل العيد إلى فرصة حقيقية للتقارب بدلاً من الصراع؟ 

التوتر الزوجي 
ترى سارة ممدوح، استشارية العلاقات الأسرية، أن الأعياد يجب أن تكون مساحة للتقارب بين الزوجين وليس سببًا للخلافات، مؤكدةً أن "التفاهم والمرونة هما مفتاح قضاء عيد سعيد، وتحقيق التوازن بين الالتزامات العائلية والاستمتاع بالأجواء الاحتفالية دون ضغوط".

وتوضح أهم أسباب تصاعد التوتر في الأعياد:

- الضغوط المالية: تُعدّ النفقات الزائدة من أبرز مسببات الخلافات الزوجية في الأعياد، حيث يزداد الإنفاق على الملابس الجديدة، والهدايا، وتحضيرات الطعام، مما يشكّل عبئًا اقتصاديًا يُؤدّي إلى توتر بين الزوجين، وتقول سارة أن الكثير من الأزواج يدخلون في دوامة الديون لمجرد إرضاء التوقعات الاجتماعية، وهذا يزيد التوتر بدلاً من السعادة، ووفقاً لتقرير المجلس القومي للمرأة فإن: ٣٠% من المشكلات الأسرية في المناسبات ترجع إلى ضغوط مالية.

- إرهاق التجهيزات المنزلية: تتحمّل الزوجة في كثير من الأحيان العبء الأكبر في تنظيف المنزل، وتحضير الطعام، واستقبال الضيوف، مما قد يُشعرها بالإجهاد والتوتر، خاصةً إذا لم تلقَ دعمًا من الزوج، مما يُؤدّي إلى نشوب مشاحنات بينهما.

- صراع العائلات على الزيارات: غالبًا ما يُثار الخلاف حول تحديد الأولوية في زيارة العائلات خلال العيد، حيث قد يرغب الزوج في زيارة عائلته أولًا، بينما تُفضّل الزوجة قضاء الوقت مع أهلها، مما يُؤدّي إلى توتر العلاقة بينهما، خاصةً إذا كانت هناك اختلافات في العادات والتقاليد بين العائلتين، ووفقا لتقرير المجلس القومي للمرأة هناك ٢٢% من الأزواج يتشاجرون في الأعياد بسبب صراعات زيارة العائلة.

- اختلاف التوقعات بين الزوجين: يطمح بعض الأزواج لقضاء العيد في السفر أو الخروج، بينما يفضّل الطرف الآخر الاحتفال وسط العائلة، مما قد يخلق حالة من الإحباط والضيق لدى الطرفين، فعدم مناقشة الخطط مسبقاً يؤدي إلى إحباط الطرفين، وفى دراسة صادرة عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أشارت إلى أن: ١ من كل ٣ أزواج يشهدون توتراً أثناء الأعياد بسبب اختلاف التوقعات.

- الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي: في عصر التكنولوجيا، باتت الهواتف الذكية تُشكّل تحديًا للعلاقات الأسرية، إذ قد ينشغل أحد الزوجين باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأعياد، مما يُشعر الطرف الآخر بالإهمال ويُضعف التواصل العاطفي بينهما.

تجنب المشاحنات
للحدّ من الخلافات الزوجية في الأعياد، توصي استشارية العلاقات الأسرية، بعدة استراتيجيات، منها:

- التخطيط المالي المشترك: تحديد ميزانية واضحة قبل العيد تركز على الأولويات، مما يقلل الضغوط المالية.
- توزيع المهام المنزلية: مشاركة الزوج في تجهيزات العيد يقلل من شعور الزوجة بالإرهاق.
- الاتفاق على جدول الزيارات: تقسيم الوقت بين العائلتين بطريقة عادلة لتجنب أي مشاعر سلبية.
- التواصل الصريح حول التوقعات: مناقشة خطط العيد مسبقًا لضمان رضا الطرفين.
- تخصيص وقت للراحة والاستمتاع: العيد ليس فقط للواجبات الاجتماعية، بل يجب أن يكون أيضًا وقتًا للمرح والاسترخاء.
- وضع "وقت خالي من الهاتف": تخصيص وقت خلال العيد للجلوس مع العائلة بعيدًا عن الهواتف لتعزيز التواصل الحقيقي، واستبدال التصفح بجلسات حوار أو ألعاب عائلية.

نصيحة ذهبية 
تحذر الدكتورة ميرفت رجب، استشارية العلاقات الزوجية، من استرجاع المشكلات السابقة خلال الأعياد، قائلةً إن "إعادة فتح الملفات القديمة يعيد إشعال النزاعات، مما قد يؤدي إلى تصعيدها، يجب أن يكون العيد مناسبة للفرح، وليس لإعادة الحسابات."

وتُضيف أن التفاصيل الصغيرة تلعب دورًا في تعزيز الأجواء الإيجابية داخل الأسرة، فتبادل الهدايا والمجاملات بين الزوجين، حتى لو كانت بسيطة، يمكن أن يضيف جوًا من الدفء والود إلى العلاقة، كما أن الاهتمام بالمظهر داخل المنزل يُضفي أجواءً من الرومانسية ويحسن الحالة المزاجية لكلا الطرفين.

وتُشير إلى أهمية ضبط التوقعات خلال العيد، فيجب ألا ترفع الزوجة سقف توقعاتها بشأن الخروج أو السفر، فقد يفضل بعض الأزواج قضاء العيد في المنزل أو أداء الواجبات العائلية، وتفهم ذلك يقلل من الشعور بالإحباط.

الاستقرار النفسي
يؤكد الدكتور محمد السيد، أستاذ علم النفس الإكلينيكي، على أهمية إظهار المودة بين الزوجين أمام الأطفال خلال الأعياد، حيث يعزز ذلك شعورهم بالأمان والدفء الأسري، موضحًا أن الطفل الذي يرى والديه يتبادلان التهاني والاحترام في العيد، يكتسب إحساسًا أقوى بالاستقرار النفسي والأسري.

كما يحذر من الإفراط في استخدام الهواتف، حيث أصبح الكثيرون منغمسين في العالم الافتراضي بدلاً من الاستمتاع بلحظات العيد الحقيقية، والانعزال عن العائلة بسبب وسائل التواصل الاجتماعي يُضعف الروابط الأسرية، ومن الأفضل وضع خطة لأنشطة العيد بحيث تشمل تفاعلًا مباشرًا بين أفراد الأسرة.

فإذا لم تستطع الأسرة أن تشعر بالسعادة، فعلى الأقل يمكنها أن تصنعها، فالسعادة تبدأ بخطوات صغيرة، وتذكروا أن العيد فرصة للصلح والعفو، وشاركوا في أعمال خيرية كعائلة، مثل زيارة الأيتام أو توزيع الهدايا على المحتاجين.

فرصة للتقارب 
العيد ليس وقتًا للجدال، بل فرصة لصنع لحظات سعيدة وذكريات جميلة، بالقليل من التخطيط، والتواصل الجيد، والتنازلات البسيطة، يمكن للأزواج قضاء عيد هادئ مليء بالحب والمودة.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية