تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : بين الجمال والسلامة.."ماكياج الولادة" أناقة في غير محلها
source icon

سبوت

.

بين الجمال والسلامة.."ماكياج الولادة" أناقة في غير محلها

كتب:إيمان طعيمة 

في السنوات الأخيرة أصبح وضع بعض النساء للمكياج قبل الولادة "تقليعة" شائعة، خاصة مع انتشار صور وتجارب الولادة على مواقع التواصل الاجتماعي، ورغم أن الأمر قد يبدو بسيطًا أو شخصيًا، إلا أن الأطباء لا ينصحون بوضع المكياج عند الدخول إلى غرفة العمليات في حالات الولادة سواء الطبيعية أو القيصرية، لما يحمله من مخاطر صحية محتملة تتعلق بسلامة الأم وسير عملية الولادة.

مخاطر صحية محتملة 

تقول د. نجلاء فتحي أخصائية النساء والتوليد:" إن وضع المكياج أثناء الولادة قد يؤثر على قدرة الفريق الطبي على متابعة الحالة الصحية للأم بدقة، فبعض الأجهزة الطبية تعتمد على ملاحظة تغيرات لون الجلد أو على قراءات ضوئية، مثل أجهزة قياس نسبة تشبع الأكسجين في الدم عبر الأظافر، ووجود طلاء أظافر سميك أو أظافر صناعية قد يعطي قراءات غير دقيقة أو يمنع القياس تمامًا، كما أن المكياج الكثيف على الوجه قد يخفي تغيرات اللون الطبيعي للبشرة، وهي علامات مهمة قد تشير إلى نقص الأكسجين أو وجود اضطرابات في الدورة الدموية أثناء المخاض."

اهمية المتابعة الطبية

وتضيف أن متابعة لون الوجه والشفاه أثناء الولادة تعد جزء أساسي من التقييم الطبي السريع للحالة العامة للأم ..ففي بعض الأحيان، يكون تغير لون البشرة أول مؤشر على وجود مشكلة صحية طارئة، مثل انخفاض ضغط الدم أو ضعف وصول الأكسجين، وهو ما قد يتأخر اكتشافه في حال وجود طبقات كثيفة من مستحضرات التجميل.

القيصرية أكثر خطورة 

وتوضح د. نجلاء أن المخاطر تزداد في حالات الولادة القيصرية، حيث يحتاج طبيب التخدير والفريق الطبي إلى رؤية الوجه والعينين بوضوح لمتابعة ردود الفعل العصبية والحالة العامة للأم أثناء التخدير، والرموش الصناعية أو العدسات اللاصقة قد تعيق هذه المتابعة، كما أن الجلد المغطى بمستحضرات التجميل قد يكون أكثر عرضة للتلوث الجرثومي، خاصة في بيئة تتطلب أعلى درجات التعقيم، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالعدوى بعد العملية.

وتؤكد أن الطبيب لا يملك الحق في تأجيل الولادة أو رفض إجرائها في الحالات الطارئة لمجرد وجود مكياج، لكن في العمليات المخطط لها مسبقًا ينصح بإزالة المكياج قبل الدخول إلى غرفة العمليات كجزء من التحضيرات الطبية القياسية...ويهدف ذلك إلى ضمان دقة متابعة العلامات الحيوية، وسلامة التخدير، وتقليل أي مخاطر صحية محتملة على الأم والجنين.

التوازن بين رغبة المرأة وبين مسؤولية الطبيب المهنية 

وتشير طبيبة النساء والتوليد إلى أن العلاقة بين الطبيب والمريضة تقوم على تحقيق التوازن بين احترام رغبة المرأة في الحفاظ على مظهرها الجمالي، وبين مسؤولية الطبيب المهنية في الحفاظ على سلامتها وسلامة الجنين، وفي حال رأى الطبيب أن المكياج قد يؤثر على دقة المراقبة الطبية أو سلامة الإجراءات الجراحية، يكون من حقه طلب إزالته، وهو حق طبي وقانوني يهدف بالأساس إلى حماية الأم والجنين.
ويجب على النساء الحوامل التركيز على النظافة الشخصية الجيدة وترطيب البشرة والشفاه بدلًا من استخدام المكياج الكثيف، إلى جانب الاهتمام بالاستعداد النفسي للولادة، مثل ممارسة تقنيات التنفس العميق والحصول على دعم الأسرة، كما يمكن للمرأة، إذا رغبت، وضع مكياج خفيف قبل الوصول إلى المستشفى كنوع من الاستعداد النفسي، أو بعد الولادة عند التقاط الصور التذكارية، وليس أثناء الإجراءات الطبية نفسها.

آلية لتهدئة النفس

ومن جانبها، تقول د. ولاء نبيل، استشاري الطب النفسي، إن وضع الماكياج أثناء الولادة قد يكون محاولة للشعور بالسيطرة في موقف يتسم بالألم، فالاهتمام بالمظهر في هذه اللحظة قد يعمل كآلية تهدئة نفسية، وليس بالضرورة أن يكون سلوكًا سطحيًا أو نابعًا من هوس بالشكل.

كما تشير إلى أن هذه الظاهرة قد تتأثر أيضا بضغط القبول الاجتماعي والخوف من التقييم، خاصة مع الانتشار الواسع لصور الولادة على منصات التواصل الاجتماعي، التي تروج أحيانًا لصورة ولادة مثالية وغير واقعية، هذا الأمر قد يزيد من قلق الحوامل ويشعر بعضهن بالذنب أو النقص إذا لم يستطعن مجاراة هذه الصورة.

تجربة إنسانية  

وتختتم د. ولاء نبيل بالتأكيد على أن الولادة تجربة إنسانية في المقام الأول، وليست مشهدًا للاستعراض أو التقييم، فقيمة الأم لا تقاس بمظهرها الخارجي، وتقبل الجسد والتجربة كما هي يعد عامل حماية نفسي مهم للأم خلال الولادة وما بعدها، وتظل مستحضرات التجميل أمر شخصي، لكنها ليست معيار للقوة أو النجاح أو الأمومة الجيدة.


 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية