تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
لمحت زميلنا محمد يقف مهموما خارج غرفة المكتب ينفث دخان سيجارته في الهواء وقد بدا مهموماً، بعد دقائق عاد إلى مكتبه وهو على نفس الحال، فبادرته بالسؤال عما إذا كان أصابه خطب ما، فأجابني متأثرا بإنه أصبح لا يجيد التعامل المناسب مع أطفاله، وهو في حيرة من أمره، في ظل توتر المناخ الأسري في المنزل، إذ كان دائم الخلافات مع زوجته.
وكنت قرأت دراسة جديدة مفاداها أن التعاطف المفرط مع الأطفال ربما يزيد من حدة الآثار الصحية السلبية والنفسية عليهم، حيث يكون الأطفال الأكثر تعاطفاً مع أحد الوالدين في الخلافات الأسرية هم الأكثر عرضة للتأثر تبعاً للاختبارات النفسية والمؤشرات الحيوية.
إدارة الخلافات
حدثت محمد، عن تلك الدراسة واقترحت عليه أن أتواصل مع بعض المتخصصين من أجل إيجاد الطريقة المثالية للتعامل مع الأطفال في ظل الخلافات الزوجية، وبالفعل تواصلت مع الدكتورة شيماء عراقي استشاري إرشاد أسرى وتعديل السلوك، والتي أكدت تلك الدراسة، وقالت: "كثيرا ما يخطئ الوالدان في شكل علاقاتهم بأطفالهم وإدارة أزماتهم العائلية مع الخلافات الأسرية فيكون التعاطف من قبل أحدهما بشكل مفرط دون الوعي بخطورة هذا الأمر.
والإفراط في التعاطف مع الطفل أو محاولة كسب ثقته وتعاطفه تجاه أحد الوالدين ضد الآخر، تصرف في غاية الخطورة على الطفل من الجانب النفسي حسبما أكدت د. شيماء العراقي، مؤكدة أن الإشباع الدائم لرغبات الطفل وزيادة التعاطف معه يأتي بنتيجة عكسية، مما يؤثر على سلامته النفسية والصحية تباعاً، نظرا لتدفق مشاعر الاهتمام والرعاية المبالغ فيها دون إعطاء أي مساحة للطفل ومتنفس للتعبير عما يشعر تجاه الأزمة الأسرية التي يمر بها.
التعاطف المفرط
التعاطف المفرط أيضا مع الأطفال، قد يحدث بعيدا عن أي خلافات أسرية نتيجة لحرمان الأبوين من الإنجاب مثلا، فعند ولادة طفل لهم يكون بمثابة عوض عن حرمانهم، فنجد الأبوين في حالة تعاطف مفرط وإحاطة بالطفل في كل جوانب حياته، وبالتالي يؤثر ذلك على بناء شخصية الطفل ويعرضه لبعض الأزمات النفسية كالقلق والخوف المرضي، كما أشارت د. شيماء، قبل أن توضح أن التأثير النفسي يصل إلى حد الاكتئاب والعزوف عن التواصل الاجتماعي بشكل فعال.
وقد يكون الطفل الأصغر بين إخوته الأكثر حظا في التدليل والاهتمام المفرط والتعاطف معه في أي سلوك ويتم غض الطرف عن تصرفاته وسلوكياته الخاطئة، حيث أن الإشباع العاطفي هنا يكون أكثر مما ينبغي وفيما يؤثر أيضا على علاقة الطفل الأصغر في محيطه الاجتماعي وبين إخوته وأقرانه.
التفاعل الاجتماعي
ويكون لدى الطفل أزمة في التفاعل الاجتماعي بينه وبين أحد الوالدين، ويبدو هذا واضحاً في عدم الرغبة في التواصل مع أحدهما والانجذاب تجاه الطرف الآخر من الأبوين، وتقول د. شيماء إن هذا يؤثر أيضا على الحالة الفسيولوجية للطفل والتأثير على الصحة البدنية له، وعدم الرغبة في تناول الطعام مثلا إلا بوجود أحد الوالدين المتعاطف مع الطفل بشكل أكبر مما يحدث خلل في توزان حياته والتأثير السلبي على صحته العامة.
ولذلك يلزم على الاباء الوعي الكافي في إدارة مشاعرهم وتوجيه اهتمامهم بالطفل حال الأزمات والمشاكل، والعلم بأن التعاطف بإفراط مضر وليس معوض له وقت الخلاف، وأن التوزان مطلوب وأيضا من الضروري أبعاد الطفل عن حلقة الصراع الأسرى وقت الأزمات، هذا ما أكدته الدكتورة شيماء العراقي.
التعامل الصحي
في ذات السياق، تحدث د. عبد العزيز آدم عضو الاتحاد العالمي للصحة النفسية، وإخصائي الطب النفسي وقال إنه في ظل وجود خلاف زوجي يجب الحرص على التعامل مع الأطفال بحذر واهتمام دون مبالغة في التعاطف لأن لذلك آثاراً نفسية سلبية على سلامتهم النفسية والعاطفية.
ومن المهم جدا على الزوجين أن يبحثا بشفافية وحسن نية عن أسباب الخلافات بينهما وتجاوزها وعدم إقحام الأبناء في تعقيداتها، وقدم د. عبد العزيز بعض النصائح النفسية المهمة للتعامل الصحي مع الأبناء في حال وجود خلافات بين الزوجين، منها التواصل بشكل ناضج وبحرص مع الأطفال، فيجب التحدث معهم بصدق وشفافية ولكن بما يناسب أعمارهم، ويجب أن نطمئنهم بأن الخلافات بين الكبار لا تعني نقص الحب أو الاستقرار لهم، وإنما هي أمور طبيعية تحدث من وقت لآخر ويتم حلها بمزيد من التفاهم.
تفهم المخاوف
ويجب تجنب الجدال أمام الأطفال والحرص على الهدوء، ويجب أن تكون النقاشات في أوقات وأماكن بعيدة عن مسامعهم، خلف الأبواب المغلقة مع عدم التهور وتجنب ارتفاع الصوت وخروج الأمور عن حدود السيطرة.
ويقول د. عبد العزيز إنه يجب الاستماع لمخاوف الأبناء وتفهم مشاعرهم، وأن نعطيهم الفرصة للتعبير عن مشاعرهم ومخاوفهم دون مقاطعة أو تصحيح، مع التأكيد على تفهمنا لمخاوفهم ومشاعرهم مهما كانت سلبية أو بها بعض الخوف، والتعامل مع الأمر بهدوء وتفهم وواقعية.
مساعدة الإخصائيين
تجنب اللوم والنقد أمام الطفل أمر مرفوض، فيجب ألا ينتقد الزوجان بعضهما البعض أو التحدث عن الشريك بطريقة سيئة أمام الطفل، فهذا يساعد في تجنب تأثرهم السلبي بتلك الخلافات أو اهتزاز صورة أحد الوالدين أمامهم والحفاظ على الاحترام المتبادل مهما زادت حدة الخلافات، حسبما أكد إخصائي الصحة النفسية، ويجب إظهار الاحترام للطرف الآخر حتى في أوقات الاختلاف، لأن هذا يعلم الأطفال كيفية التعامل مع الاختلافات بشكل بناء.
وإذا كانت الخلافات شديدة التأثير على الأطفال، فينصح الدكتور عبد العزيز بأنه من المفيد طلب مساعدة إخصائي نفسي أو متخصص في العلاقات الأسرية، ويكون هذا هو آخر الخيارات والبدائل بعد بذل كل الجهد لتجنب الأطفال التأثر نفسياً بتلك الخلافات الزوجية.
وكنت قرأت دراسة جديدة مفاداها أن التعاطف المفرط مع الأطفال ربما يزيد من حدة الآثار الصحية السلبية والنفسية عليهم، حيث يكون الأطفال الأكثر تعاطفاً مع أحد الوالدين في الخلافات الأسرية هم الأكثر عرضة للتأثر تبعاً للاختبارات النفسية والمؤشرات الحيوية.
إدارة الخلافات
حدثت محمد، عن تلك الدراسة واقترحت عليه أن أتواصل مع بعض المتخصصين من أجل إيجاد الطريقة المثالية للتعامل مع الأطفال في ظل الخلافات الزوجية، وبالفعل تواصلت مع الدكتورة شيماء عراقي استشاري إرشاد أسرى وتعديل السلوك، والتي أكدت تلك الدراسة، وقالت: "كثيرا ما يخطئ الوالدان في شكل علاقاتهم بأطفالهم وإدارة أزماتهم العائلية مع الخلافات الأسرية فيكون التعاطف من قبل أحدهما بشكل مفرط دون الوعي بخطورة هذا الأمر.
والإفراط في التعاطف مع الطفل أو محاولة كسب ثقته وتعاطفه تجاه أحد الوالدين ضد الآخر، تصرف في غاية الخطورة على الطفل من الجانب النفسي حسبما أكدت د. شيماء العراقي، مؤكدة أن الإشباع الدائم لرغبات الطفل وزيادة التعاطف معه يأتي بنتيجة عكسية، مما يؤثر على سلامته النفسية والصحية تباعاً، نظرا لتدفق مشاعر الاهتمام والرعاية المبالغ فيها دون إعطاء أي مساحة للطفل ومتنفس للتعبير عما يشعر تجاه الأزمة الأسرية التي يمر بها.
التعاطف المفرط
التعاطف المفرط أيضا مع الأطفال، قد يحدث بعيدا عن أي خلافات أسرية نتيجة لحرمان الأبوين من الإنجاب مثلا، فعند ولادة طفل لهم يكون بمثابة عوض عن حرمانهم، فنجد الأبوين في حالة تعاطف مفرط وإحاطة بالطفل في كل جوانب حياته، وبالتالي يؤثر ذلك على بناء شخصية الطفل ويعرضه لبعض الأزمات النفسية كالقلق والخوف المرضي، كما أشارت د. شيماء، قبل أن توضح أن التأثير النفسي يصل إلى حد الاكتئاب والعزوف عن التواصل الاجتماعي بشكل فعال.
وقد يكون الطفل الأصغر بين إخوته الأكثر حظا في التدليل والاهتمام المفرط والتعاطف معه في أي سلوك ويتم غض الطرف عن تصرفاته وسلوكياته الخاطئة، حيث أن الإشباع العاطفي هنا يكون أكثر مما ينبغي وفيما يؤثر أيضا على علاقة الطفل الأصغر في محيطه الاجتماعي وبين إخوته وأقرانه.
التفاعل الاجتماعي
ويكون لدى الطفل أزمة في التفاعل الاجتماعي بينه وبين أحد الوالدين، ويبدو هذا واضحاً في عدم الرغبة في التواصل مع أحدهما والانجذاب تجاه الطرف الآخر من الأبوين، وتقول د. شيماء إن هذا يؤثر أيضا على الحالة الفسيولوجية للطفل والتأثير على الصحة البدنية له، وعدم الرغبة في تناول الطعام مثلا إلا بوجود أحد الوالدين المتعاطف مع الطفل بشكل أكبر مما يحدث خلل في توزان حياته والتأثير السلبي على صحته العامة.
ولذلك يلزم على الاباء الوعي الكافي في إدارة مشاعرهم وتوجيه اهتمامهم بالطفل حال الأزمات والمشاكل، والعلم بأن التعاطف بإفراط مضر وليس معوض له وقت الخلاف، وأن التوزان مطلوب وأيضا من الضروري أبعاد الطفل عن حلقة الصراع الأسرى وقت الأزمات، هذا ما أكدته الدكتورة شيماء العراقي.
التعامل الصحي
في ذات السياق، تحدث د. عبد العزيز آدم عضو الاتحاد العالمي للصحة النفسية، وإخصائي الطب النفسي وقال إنه في ظل وجود خلاف زوجي يجب الحرص على التعامل مع الأطفال بحذر واهتمام دون مبالغة في التعاطف لأن لذلك آثاراً نفسية سلبية على سلامتهم النفسية والعاطفية.
ومن المهم جدا على الزوجين أن يبحثا بشفافية وحسن نية عن أسباب الخلافات بينهما وتجاوزها وعدم إقحام الأبناء في تعقيداتها، وقدم د. عبد العزيز بعض النصائح النفسية المهمة للتعامل الصحي مع الأبناء في حال وجود خلافات بين الزوجين، منها التواصل بشكل ناضج وبحرص مع الأطفال، فيجب التحدث معهم بصدق وشفافية ولكن بما يناسب أعمارهم، ويجب أن نطمئنهم بأن الخلافات بين الكبار لا تعني نقص الحب أو الاستقرار لهم، وإنما هي أمور طبيعية تحدث من وقت لآخر ويتم حلها بمزيد من التفاهم.
تفهم المخاوف
ويجب تجنب الجدال أمام الأطفال والحرص على الهدوء، ويجب أن تكون النقاشات في أوقات وأماكن بعيدة عن مسامعهم، خلف الأبواب المغلقة مع عدم التهور وتجنب ارتفاع الصوت وخروج الأمور عن حدود السيطرة.
ويقول د. عبد العزيز إنه يجب الاستماع لمخاوف الأبناء وتفهم مشاعرهم، وأن نعطيهم الفرصة للتعبير عن مشاعرهم ومخاوفهم دون مقاطعة أو تصحيح، مع التأكيد على تفهمنا لمخاوفهم ومشاعرهم مهما كانت سلبية أو بها بعض الخوف، والتعامل مع الأمر بهدوء وتفهم وواقعية.
مساعدة الإخصائيين
تجنب اللوم والنقد أمام الطفل أمر مرفوض، فيجب ألا ينتقد الزوجان بعضهما البعض أو التحدث عن الشريك بطريقة سيئة أمام الطفل، فهذا يساعد في تجنب تأثرهم السلبي بتلك الخلافات أو اهتزاز صورة أحد الوالدين أمامهم والحفاظ على الاحترام المتبادل مهما زادت حدة الخلافات، حسبما أكد إخصائي الصحة النفسية، ويجب إظهار الاحترام للطرف الآخر حتى في أوقات الاختلاف، لأن هذا يعلم الأطفال كيفية التعامل مع الاختلافات بشكل بناء.
وإذا كانت الخلافات شديدة التأثير على الأطفال، فينصح الدكتور عبد العزيز بأنه من المفيد طلب مساعدة إخصائي نفسي أو متخصص في العلاقات الأسرية، ويكون هذا هو آخر الخيارات والبدائل بعد بذل كل الجهد لتجنب الأطفال التأثر نفسياً بتلك الخلافات الزوجية.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية