عندما تنخفض درجة حرارة المناخ، يحاول الجسم الحفاظ على درجة حرارته الداخلية الثابتة، ولتوليد الحرارة يحتاج الجسم إلى حرق المزيد من السعرات الحرارية، مما يزيد من الشعور بالجوع، هذا ما أكده الدكتور مصطفى البحيري استشاري التغذية والسمنة، كما تتأثر الهرمونات المسئولة عن تنظيم الشهية والشبع بالتغيرات الموسمية، فنجد هرمون الميلاتونين، الذي يرتبط بالنوم، يزداد إفرازه في الشتاء، مما قد يؤدي إلى زيادة الشهية.

أشعة الشمس والجوع
وتابع د. البحيري؛ أنه يقل إنتاج فيتامين د في الجسم خلال فصل الشتاء بسبب قلة التعرض لأشعة الشمس، وقد يؤدي نقص هذا الفيتامين إلى الشعور بالتعب والإرهاق، مما يدفع الجسم إلى طلب المزيد من الطعام للحصول على الطاقة.

سعرات الشتاء
ونجد الجوع في الشتاء مرتبط بتناول البطاطس والشكولاتة بشكل كبير والحلوى والمخبوزات بأنواعها، ويفسر ذلك استشاري التغذية والسمنة، أن الميل لتناول المزيد من الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والسكريات في الشتاء، مثل المكرونة والخبز والأرز والحلويات الغربية والشرقية، يرجع لأن هذه الأطعمة تساعد على الشعور بالدفء.

وأوضح أن المكوث في المنزل لساعات طويلة في فصل الشتاء يزيد أيضاً من فرص تناول الطعام، فالراحة والاسترخاء تشعر الانسان بالميل لتناول الأطعمة الدسمة والساخنة والمرتفعة السعرات الحرارية، خاصة في التجمعات العائلية والمناسبات فنجد جميع أنواع المحشي طبق رئيسي دائما، وجميع أنواع الحلوى الشهية والمرتفعة السعرات الحرارية.

شرب الماء والنوم
ونصح د. البحيري بممارسة الرياضة بانتظام للتغلب على زيادة الشهية في الشتاء، لأنها تولد الطاقة في الجسم وبالتالي يقل الشعور بالجوع، مع ضرورة شرب كميات كافية من الماء حيث يساعد ذلك على الشعور بالشبع ويقلل من الرغبة في تناول الأطعمة غير الصحية، لافتاً إلى أن تناول وجبات منتظمة ومتوازنة يمنع الشعور بالجوع الشديد بين الوجبات.

كما ينصح بالتركيز على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات، والحصول على قسط كاف من النوم لتنظيم الهرمونات المسئولة عن الشهية بشكل كبير.

الاكتئاب الموسمي
ومن جانبه أكد الدكتور محمد القاضي، استشاري الطب النفسي أن للصحة النفسية أثر كبير على الشعور بالجوع، فهناك من يصاب بالاكتئاب في فصل الشتاء، وهذا ما يسمى بالاكتئاب الموسمي، وهذا له تأثير مباشر على الشعور بالجوع الشديد مع انخفاض درجة الحرارة.

كما أن نقص السيروتونين يرتبط أيضا بالشعور بالجوع فهو الناقل العصبي المرتبط بالمزاج، وقد يدفع الأفراد إلى البحث عن مصادر سريعة للسرور مثل الطعام، خاصة الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والسكر.

وتتأثر الهرمونات المسئولة عن تنظيم الشهية والمزاج بكمية الضوء التي يتعرض لها الجسم، وأوضح د. محمد القاضي أنه في الشتاء، ينخفض مستوى الضوء، أو بالأحرى تنخفض درجة سطوع الشمس، مما يؤدي ذلك إلى تغيرات هرمونية قد تحفز الرغبة في تناول الطعام.

القلق التوتر
القلق والتوتر أيضًا ثنائي يؤدي إلى الشعور بالجوع في الشتاء، حيث يكون اللجوء إلى تناول الطعام نوع من الشعور بالراحة والاسترخاء، فقد تؤدي زيادة القلق والتوتر إلى اتباع عادات غذائية غير صحية، مثل تناول الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والدهون.

وأشار الاستشاري النفسي إلى أن الروتين اليومي المحدود في الشتاء قد يؤدي إلى الشعور بالملل، مما يدفع الأفراد إلى البحث عن أنشطة ممتعة، مثل تناول الطعام، وبالأخص تلك الوجبات السريعة، مشيراً إلى أن معظم الناس تميل إلى ممارسة نشاط بدني أقل في الشتاء، مما يقلل من حرق السعرات الحرارية ويزيد من الشعور بالجوع.

وتابع د. القاضي؛ أن ممارسة تمارين الاسترخاء مثل التأمل واليوجا تعزز الصحة النفسية خاصة في فصل الشتاء، كما أنه من الممكن البحث عن أنشطة ممتعة مثل قراءة الكتب، الاستماع إلى الموسيقى، قضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة، حتى نقضي على الشعور بالاكتئاب والملل.