تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : بين الاكتئاب والاحتراق النفسي.. تتشابه الأعراض والعلاج مختلف
source icon

سبوت

.

بين الاكتئاب والاحتراق النفسي.. تتشابه الأعراض والعلاج مختلف

كتب:نهى العليمي

في زحام الحياة وضغوطها اليومية، وبين ركضنا المستمر وراء الالتزامات المهنية والأسرية، نصطدم كثيرًا بجدار التعب المزمن والإرهاق النفسي، تتسلل إلينا مشاعر الإنهاك شيئًا فشيئًا، حتى نفقد شغفنا بما نحب، ونقف حائرين: هل نحن فقط مرهقون حدّ الاحتراق؟ أم أن الأمر أعمق من ذلك، وربما نكون على أعتاب اكتئاب يحتاج إلى تدخل متخصص؟

السؤال الذي يبدو بسيطًا يحمل في طياته فارقًا حاسمًا، فبين "الاحتراق النفسي" و"الاكتئاب"، خيط رفيع قد يصعب تمييزه، لكنه يحمل مفتاح العلاج.

الاحتراق النفسي والاكتئاب
أوضح الدكتور أحمد عبد الله، استشاري الطب النفسي، أن الفارق بين الاحتراق النفسي والاكتئاب يكمن في المنشأ والتطور وطبيعة الأعراض. 

أشار د.عبد الله، إلى أن الاحتراق النفسي غالبًا يكون نتيجة ضغوط متواصلة مرتبطة بالعمل والمسئوليات الحياتية، ويبدأ من الخارج إلى الداخل، حيث تقود الظروف الصعبة إلى شعور تدريجي بالإرهاق والتبلد واللامبالاة.

أما الاكتئاب، فيقول استشاري الطب النفسي إنه اضطراب داخلي المنشأ، غالبًا ما يظهر دون سبب واضح، وينبع من تغيرات عصبية وكيميائية في الدماغ تؤثر على المزاج تنعكس على المزاج والنشاط العام، فيما يشبه المسار العكسي من الداخل إلى الخارج. 

وأكد أن الفارق الجوهري بين الحالتين، أن الاحتراق النفسي يتحسن بتغيير بيئة العمل أو الحصول على فترة راحة، بينما الاكتئاب يتطلب تدخلاً علاجيًا متخصصا يشمل العلاج نفسي أو الدوائي أوكليهما.

الأعباء اليومية 
 من جانبه، يوضح الدكتور عمرو ياسر، استشاري الطب النفسي، إن الاحتراق النفسي يصنف ضمن متلازمات الضغط المزمن، وغالباً ما يصيب فئات المعلمين، الأطباء، الأمهات، وحتى الرياضيين.

 وأكد د. ياسر أن الأمر لا يرتبط فقط ببيئة العمل؛ فربة المنزل قد تعاني من الاحتراق نتيجة الأعباء اليومية، ومسئوليات البيت، مشيرًا إلى أن الاحتراق النفسي إذا استمر لفترة طويلة ووصل إلى حد عدم القدرة على التفكير أو التمييز، قد يكون مؤشرًا على الدخول في مرحلة اكتئاب وليس مجرد إرهاق، لافتًا إلى أن مصطلح الاكتئاب بات يستخدم بشكل سطحي وشائع، مما يجعل بعض الأشخاص يعتقدون خطأً أنهم يعانون منه، رغم أن تقلب المزاج أمر طبيعي يتأثر بالزمن والظروف.

وأشار أن تكرار الشعور بالحزن دون سبب واضح، واستمراره لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع أو أكثر، يستدعي الانتباه إلى احتمال وجود اضطراب نفسي حقيقي.

وأضاف أن الاحتراق النفسي يكون نتيجة الضغوط اليومية المتراكمة ضغط يومي متراكم يعبر عنها الجسم والعقل، بينما الاكتئاب الحقيقي يتسم بـ " الانطفاء الداخلي" وفقدان الطاقة والحافز والمعايير الذاتية خلال فترة زمنية محددة وواضحة.

طرق العلاج 
بدورها، أوضحت الدكتورة نهى المصري استشارية علم النفس الإكلينيكي، أن العديد من أشخاص يخلطون بين الاختراق النفسي والاكتئاب نظرًا لتشابه بعض الأعراض مثل فقدان الطاقة واللامبالاة والتوتر، مؤكدة أن هناك فروقًا دقيقة في المشاعر والتفاعلات.

وأفادت بأن الشخص المصاب بالاحتراق النفسي عادة ما يشعر بالإرهاق من المرتبط بالعمل أو المسؤوليات، لكنه قادر على الاستمتاع بحياته الشخصية ببعض المتعة في حياته الخاصة، وقد يجد الراحة أو السعادة عند الابتعاد عن مصادر الضغط.

 أما في حالة الاكتئاب، فغالبًا ما يفقد المريض القدرة على التلذذ بأي شيء، حتى الأنشطة التي كان يحبها سابقًا، ويغرق في شعور عام بالحزن والفراغ، قد يتطور إلى احتقار الذات أو التفكير السلبي المستمر.

وأشارت إلى أن التقدير الذاتي في حالة الاحتراق يظل قائمًا حتى بشكل جزئي، بينما ينهار تمامًا في حالات الاكتئاب، مؤكدة أن التمييز بين الحالتين أمر بالغ الأهمية من الناحية التشخيصية، لبدء العلاج النفسي السليم بالتفريق الدقيق بين الإنهاك العقلي والاضطراب الاكتئابي.

 وأوضحت أن علاج الاحتراق النفسي يتمثل في الانعزال المؤقت عن مصدر الضغط مثل الحصول على راحة للتأمل والاستجمام أو اللجوء إلى الصلاة والاعتكاف.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية