تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
اشتهر سلاطين المماليك بسلبهم لمُقدّرات المصريين، وكان السلطان قنصوة الغوري واحدًا من هؤلاء الذين تفننوا في الاستيلاء على أموال الشعب بغير حق. ولكنّه تفوق على سابقيه من سلاطين المماليك، وأسبغ حالة من الدراما على نهبه وسرقاته ليظهر بمظهر السلطان الصالح، حيث سعى لبناء مسجدًا وخانقاة ، وسبيلًا، وكُتابًا ومدرسة، تقربًا إلى الله، وطمعًا في الجنة، ولكن الأمر لم ينطلي على الشعب الذي تنبّه لحيلته فأطلق على مسجده لقب "المسجد الحرام".
انتزع السلطان الغوري - وفق كتاب "السلطان وبناء المسجد الحرام" للدكتور محمد فتحي عبدالعال - ملكية مدرسة المختص كبير السقاة، واستولى عليها وعلى ابنيتها، وقرر استكمال بناءها لتكون مسجده، وجلب المواد اللازمة لاستكمال البناء بالاستيلاء على الرخام والأخشاب والفسيفساء من العمائر الأخرى، كما سخّر البنائين والحرفيين للعمل في بناءه دون أجر، كما بنى مدفنًا حرامًا من ذات المواد المنهوبة، وكان افتتاح الغوري لمسجده يومًا مشهودًا، ومثارًا لسخرية المصريين في آن واحد.
وتجمع مجموعة السلطان الغوري مختلف أنواع العمارة، حيث التعليمية متمثلة الكُتاب والمدرسة، والكُتاب كان لمرحلة التعليم الابتدائي، والمدرسة لمرحلة التعليم التي تعادل الجامعي الآن، وهناك العمارة الدينية متمثلة في المسجد، والخانقاة وهي المكان الذي يجلس به المتصوفة للتعبد، وتحتوي على غرف للإقامة، وهناك العمارة الخيرية متمثلة في السبيل، وهناك العمارة الضريحية وهي المقبرة أو الضريح، وهناك العمارة التجارية وهي الوكالة التي كانت تحتوي على حوانيت للبيع والحرف المختلفة.
تتميز مجموعة السلطان قنصوة الغوري، وفي القلب منها مسجد السلطان الغوري بأنها درّة العمارة الجركسية. هكذا وصفها حسام زيدان الباحث في العمارة الإسلامية، مؤكدًا أن مسجد السلطان قنصوه الغوري يمثل درّة العمارة المملوكية في مصر، وقبة الدفن تُعد من أكبر القباب في تاريخ العمارة الإسلامية.
و كانت المدرسة قديمًا تحمل لقب جامع أو مسجد – والحديث لزيدان - والمصريين في عهد قنصوه الغوري سخروا من بناء مجموعته المعمارية الضخمة بأموال حرام، فأطلقوا على مدرسته / مسجده "الجامع الحرام"، لتزامن بناء تلك المجموعة مع الأوضاع الاقتصادية المتردية التي شهدتها مصر في نهاية عصر المماليك، بسبب اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح، وما له من تأثير على حركة التجارة المارة بمصر، علاوة على فرض الضرائب وجمع الجبايات لتمويل بناء تلك المجموعة. وهنا ظهرت لطائف المصريين فأطلقوا هذا الاسم
يُميّز مدرسة / مسجد قنصوه الغوري عن غيره من مساجد مصر القديمة، أنه مبني على النظام الإيواني، والإيوان يختلف عن الرواق الذي يُمكّن زائر المسجد من الطواف حول صحن المسجد دورة كاملة، مثل الجامع الأزهر، وعمرو بن العاص، وأحمد بن طولون، والحاكم بأمر الله.
أما الإيوان – الذي يُميّز مسجد قنصوه الغوري - فهو نظام معماري مغلق من ثلاث جهات ومفتوح من جهة واحدة التي يدخل منها الطالب أو المُطلّي إلى صحن المسجد، وتتميز مدرسة / مسجد قنصوة الغوري بأنها حافلة بالزخارف من الداخل، وبها شرائط كتابية نادرة، وألوانها مازالت محافظة على بريقها ورونقها، والمنبر مازال على حالته الفريدة منذ إنشائه، ما يجعله تحفة من التحف التي خلّفتها لنا العمارة الإسلامية.
كانت حياة قنصوه الغوري حافة بالدراما، ولم تغب تلك الدراما عن نهايته المأساوية، والتي كانت على يد السفاح العثماني سليم الأول، الذي هاجم حدود المملكة المصرية فخرج السلطان قنصوه الغوري على رأس جيشه لملاقاته عند مرج دابق 1516م، فأنهزم قنصوه الغوري بسبب خيانة جان بردي الغزالي، وخاير بيك عامليه على حلب وحماه، وحاول قنصوه الفرار فسقط من على جواده ولقي مصرعه ولم يُعثر على جثمانه، وبقي مدفنه الذي أقامه بالمال الحرام خاويًا على عروشه ليكون عظة لمن يتعلم، ويتعظ من التاريخ.
انتزع السلطان الغوري - وفق كتاب "السلطان وبناء المسجد الحرام" للدكتور محمد فتحي عبدالعال - ملكية مدرسة المختص كبير السقاة، واستولى عليها وعلى ابنيتها، وقرر استكمال بناءها لتكون مسجده، وجلب المواد اللازمة لاستكمال البناء بالاستيلاء على الرخام والأخشاب والفسيفساء من العمائر الأخرى، كما سخّر البنائين والحرفيين للعمل في بناءه دون أجر، كما بنى مدفنًا حرامًا من ذات المواد المنهوبة، وكان افتتاح الغوري لمسجده يومًا مشهودًا، ومثارًا لسخرية المصريين في آن واحد.
وتجمع مجموعة السلطان الغوري مختلف أنواع العمارة، حيث التعليمية متمثلة الكُتاب والمدرسة، والكُتاب كان لمرحلة التعليم الابتدائي، والمدرسة لمرحلة التعليم التي تعادل الجامعي الآن، وهناك العمارة الدينية متمثلة في المسجد، والخانقاة وهي المكان الذي يجلس به المتصوفة للتعبد، وتحتوي على غرف للإقامة، وهناك العمارة الخيرية متمثلة في السبيل، وهناك العمارة الضريحية وهي المقبرة أو الضريح، وهناك العمارة التجارية وهي الوكالة التي كانت تحتوي على حوانيت للبيع والحرف المختلفة.
تتميز مجموعة السلطان قنصوة الغوري، وفي القلب منها مسجد السلطان الغوري بأنها درّة العمارة الجركسية. هكذا وصفها حسام زيدان الباحث في العمارة الإسلامية، مؤكدًا أن مسجد السلطان قنصوه الغوري يمثل درّة العمارة المملوكية في مصر، وقبة الدفن تُعد من أكبر القباب في تاريخ العمارة الإسلامية.
و كانت المدرسة قديمًا تحمل لقب جامع أو مسجد – والحديث لزيدان - والمصريين في عهد قنصوه الغوري سخروا من بناء مجموعته المعمارية الضخمة بأموال حرام، فأطلقوا على مدرسته / مسجده "الجامع الحرام"، لتزامن بناء تلك المجموعة مع الأوضاع الاقتصادية المتردية التي شهدتها مصر في نهاية عصر المماليك، بسبب اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح، وما له من تأثير على حركة التجارة المارة بمصر، علاوة على فرض الضرائب وجمع الجبايات لتمويل بناء تلك المجموعة. وهنا ظهرت لطائف المصريين فأطلقوا هذا الاسم
يُميّز مدرسة / مسجد قنصوه الغوري عن غيره من مساجد مصر القديمة، أنه مبني على النظام الإيواني، والإيوان يختلف عن الرواق الذي يُمكّن زائر المسجد من الطواف حول صحن المسجد دورة كاملة، مثل الجامع الأزهر، وعمرو بن العاص، وأحمد بن طولون، والحاكم بأمر الله.
أما الإيوان – الذي يُميّز مسجد قنصوه الغوري - فهو نظام معماري مغلق من ثلاث جهات ومفتوح من جهة واحدة التي يدخل منها الطالب أو المُطلّي إلى صحن المسجد، وتتميز مدرسة / مسجد قنصوة الغوري بأنها حافلة بالزخارف من الداخل، وبها شرائط كتابية نادرة، وألوانها مازالت محافظة على بريقها ورونقها، والمنبر مازال على حالته الفريدة منذ إنشائه، ما يجعله تحفة من التحف التي خلّفتها لنا العمارة الإسلامية.
كانت حياة قنصوه الغوري حافة بالدراما، ولم تغب تلك الدراما عن نهايته المأساوية، والتي كانت على يد السفاح العثماني سليم الأول، الذي هاجم حدود المملكة المصرية فخرج السلطان قنصوه الغوري على رأس جيشه لملاقاته عند مرج دابق 1516م، فأنهزم قنصوه الغوري بسبب خيانة جان بردي الغزالي، وخاير بيك عامليه على حلب وحماه، وحاول قنصوه الفرار فسقط من على جواده ولقي مصرعه ولم يُعثر على جثمانه، وبقي مدفنه الذي أقامه بالمال الحرام خاويًا على عروشه ليكون عظة لمن يتعلم، ويتعظ من التاريخ.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية