أكد د. منصور بريك، خبير الآثار، رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر العليا الأسبق، إن طول فترة ترميم مقبرة الملك "أمنحتب الثالث"، والتي استغرقت قرابة الـ 36 عاما، يرجع لحدوث انهيارات كثيرة بها، لوجود أجزاء منحوتة في طبقة الطَفلة الهشة، التي لم تتحمل تغير الضغط، خاصة في الأجزاء السفلية من المقبرة، الأمر الذي أثر على الأعمدة، التي حدثت بها شروخ كبيرة وعميقة، ما أدى إلى انهيار وسقوط بعض منها. 

وأضاف في تصريحات خاصة لموقع "سبوت"، على هامش افتتاح شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، مقبرة الملك "أمنحتب الثالث"، بمنطقة وادي الملوك بمحافظة الأقصر، أنه من أجل إنقاذ المقبرة، تم إجراء العديد من الدراسات والتحاليل لميكانيكا التربة، وكذلك الحالة الإنشائية التى كانت عليها المقبرة قبل أعمال الترميم والتوثيق، التي تمت لكل جزء في المقبرة، وكذلك الألوان المتساقطة التي تمت إعادة ترميمها مرة أخري، وغيرها من الأعمال التي تطلبت الكثير من الوقت. وعن الجهات المشاركة في الترميم، قال خبير الآثار، أن جامعتي "واسيدا" و "هيجاشي نيبون" اليابانية، ومنظمة "اليونسكو"، والمجلس الأعلى للآثار، تعاونوا في ترميم وصيانة المقبرة، حيث تم الاستعانة بمجموعة من خبراء الترميم المصريين والأجانب، ممن شاركوا فى ترميم مقبرة الملكة "نفرتاري"، زوجة الملك "رمسيس الثاني"، فى وادي الملكات، مؤكدًا على أن المشاهد والألوان الرائعة التي تعكس فن مدرسة "طيبة"، هو أهم ما يميز مقبرة الملك "أمنحتب الثالث".

وأضاف إن المقبرة تضم العديد من المشاهد الدينية المنقولة عن كتاب الموتى، إلى جانب لقطات مختلفة للملك "أمنحتب الثالث"، مع العديد من المعبودات المصرية القديمة، وهي المقبرة الأكبر في وادي الملوك، إذ يبلغ طولها 126.50 مترا، وذلك لأن الملك "أمنحتب الثالث" أمر بأن يُحفر داخل المقبرة 3 حجرات للدفن، الأولى وهي الرئيسية التي يُدفن فيها، والثانية لزوجته الملكة "تي"، أما الثالثة فلزوجته الثانية وابنته "ست آمون".

ويعتبر الملك "أمنحتب الثالث" من أهم ملوك الأسرة الثامنة عشر، حيث شهدت فترة حكمه، قمة ازدهار الفن المصري القديم، فشيد الصرح الثالث في معبد الكرنك، وشيد معبد الأقصر، والمعبد الجنائزي الضخم، الذي يتقدمه تمثالان منحوتان من حجر الكوارتز، واللذان يطلق عليهما تمثالي ممنون.