تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : بـ البصمة الكربونية.. النخيل يسهم في الحد من أثار التغيرات المناخية
source icon

سبوت

.

بـ البصمة الكربونية.. النخيل يسهم في الحد من أثار التغيرات المناخية

كتب:سعاد طنطاوي

 "البصمة الكربونية ".. شغل العالم الشاغل آلان، فكل إنسان يتنفس على كوكب الأرض، بصمة كربونية بصرف النظر عن أسلوب حياته وكمية استهلاكه للطاقة أو الأنشطة التي يمارسها.

وحساب البصمة الكربونية يعد الخطوة الأولى في تقليل الأثر السلبي للغازات الدفيئة المنبعثة مباشرة من شخص أو نشاط أو مؤسسة أو مصنع، بمعنى أنها هي حساب التأثير البشري على تغير المُناخ وتلوث الهواء والماء والموارد الطبيعية، ومن هنا تأتي أهمية نخيل التمر في الحفاظ على التوازن البيئي، وتقليل الاحتباس الحراري مما يترتب عليه التقليل من الأثار السيئة للتغيرات المناخية.

ويلعب القطاع الزراعي دورا مهما في تقليل تأثير الاحتباس الحراري، وذلك من خلال امتصاص الغازات الدفيئة وأهمها ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي كما أوضح د. صلاح عبد العزيز الباحث بالمعمل المركزي للنخيل بمركز البحوث التابع لوزارة الزراعة، مشيرا إلى أن النباتات والأشجار بشكلٍ عام تمتص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي خلال عملية التمثيل الضوئي، حيث يتحول ضوء الشمس إلى طاقة كيميائية، ثم يُستخدم ثاني أكسيد الكربون والماء لإنتاج السكر والأكسجين.

واستطرد: "لذلك، كلما زادت المساحة الزراعية يمكن امتصاص المزيد من ثاني أكسید الكربون من الجو.

ووفقا لـ د. صلاح، الزراعة كوسیلة لتخزین الكربون تتطلب التوازن بین الممارسات المستدامة والاحتياجات الغذائية، ومن ھنا تأتي أھمیة شجرة نخیل التمر بصفتھا إحدى أھم الأشجار قدرة على امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتخزینھا ضمن الكتلة الجافة للنخلة.
 
ولما كان اقتناص الشجرة الواحدة من غاز ثاني اكسيد الكربون يعتمد على حجم ومساحة الأجزاء الخضراء (النخلة الواحدة تنتج سنوياً عدد وفير من السعف أو الجريد) والكلام لازال على لسان د. صلاح، فإن شجرة نخیل التمر تتميز بكبر حجم وكثافة سعفھا، وبالتالي فإن حجم الكربون الذي تخزنه النخلة يكون كبيرا جداً، وإذا علمنا أن منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط تضم أكثر من 100 مليون نخلة، من هنا  تأتي أهمية  قیاس البصمة الكربونیة لشجرة نخیل التمر، لما لھا من أهمية إستراتيجية في التخفیف من آثار التغيرات المناخية.

 وأوضح الباحث بمركز البحوث الزراعية، أن كمية الكربون التي تحتجزھا شجرة نخیل واحدة بعمر 10 سنوات قدرت بحوالي 225.58 كجم من الكربون العضوي ضمن الكتلة الحيوية للنخلة بخلاف كمية الكربون بالتربة المنزرعة فیھا النخلة والتي قدرت بحوالي 92.91 كيلو جرام، مشددا في الوقت نفسه، على الأهمية الاقتصادية الكبيرة للنخيل خاصة في الوقت الحالي، على عدة مستويات في مقدمته الجانب الاقتصادي، إضافة للغذائي والعلاجي.

ولتلك الأهمية الكبيرة للنخيل، فإن الدول المنتجة للتمور تتخذ نهجاً واضحاً في تحسين إنتاجها، بالإضافة إلى زيادة المساحة المنزرعة، كما لفت د. صلاح، قبل أن يشير إلى أن أكبر كمية منزرعة على مستوى العالم من نخيل التمر في الدول العربية، في شمال إفريقيا أو قارة أسيا، إذ تحتل مصر الصدارة في إنتاج التمور من خلال 20 مليون نخلة منتجة تقريباً، إضافة إلى ما يتراوح بين 3 إلى 4 مليون نخلة في الأعمار الأولى أقل من خمس سنوات.

ووفقا لـ د. صلاح، أيضا، فإن نخلة التمر لها دور كبير للغاية في عملية التوازن البيئي والحد من التغيرات المناخية التي تؤثر على قطاع الإنتاج الزراعي، إذ تنتج النخلة البالغة سنويا 22 ورقة أو جريدة أو سعفة، هذه الكميه من السعف عندما تتكون تمتص كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون من الهواء الجوي، يتم تكوين الكتلة الحيوية داخل النخلة والجذور والمجموع الخضري نتيجة تراكم ثاني أكسيد الكربون أثناء عملية البناء الضوئي، وبالتالي يتراكم الكربون العضوي داخل الكتلة الحيوية في كل أجزاء النخلة.

وبحسبة بسيطة، فإن 20 مليون نخلة تقريبا،  تحتجز 4.5 مليون طن من الكربون العضوي هذا إذا كان النخيل عمره عشرة سنوات، وكلما زاد عمر النخلة  زاد المخزون من الكتلة الحيوية والكربون العضوي،  ومن المميزات التي تضيف لنخيل التمر أهمة، كما يوضح الباحث بمركز البحوث الزراعية، هو استخدام الكتلة الحيوية في بعض الصناعات المهمة مثل صناعة الورق والأسمدة العضوية والخشب المضغوط .

وتعمل التكنولوجيا الحديثة بتوضيح من الباحث د. صلاح، على منع تحرير كميات كبيرة من CO2 في الغلاف الجوي وذلك باحتجازه من الغلاف الجوي أو التقاطه من مصادر حرق الوقود الأحفوري قبل وصوله الى الغلاف الجوي، وهو وسيلة محتملة للتخفيف من مساهمة الانبعاثات من الوقود الأحفوري لظاهرة الاحتباس الحراري,  ثم تأتى المرحلة الهامة أيضاً في استخدام الكتلة الحيوية في إنتاج الصناعات النافعة حيث تستخدم لتصنيع الأخشاب والورق، والأسمدة العضوية التي تضاف للأشجار.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية