تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
"قارون" واحدة من أقدم البحيرات في العالم، وثالث أكبر البحيرات الطبيعية في مصر، والخزان الرئيسي لمياه الصرف الزراعي في الفيوم، حيث تقع شمال غرب المحافظة في منخفض.
"بحيرة قارون" عانت لسنوات طويلة من مشكلات عديدة أفقدتها مخزونها السمكي، قبل أن تتدخل الدولة بقوة لتنفيذ إستراتيجية تعيد لتلك البحيرة التاريخية توازنها البيئي.
بحيرة تاريخية مغلقة
وتتسم طبيعة بحيرة قارون، بأنها بحيرة مغلقة، وتراوحت مساحتها في عهد المصريين القدماء، بنحو 2800 كم مربع أي ما يقرب من مائة ضعف المساحة الحالية والتي تبلغ الآن حوالي 53 ألف فدان، بتلك المعلومات استهل م. أيمن محمد مدير عام منطقة وادي النيل للثروة السمكية بجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية التابع لرئاسة مجلس الوزراء، حديثه معنا، قبل أن يضيف، أنه يتعايش منها 4840 صياد بعدد قوارب صيد 605 قارب ويسوقون إنتاجهم من خلال 11 مركز تجميع منتشرة علي ساحل البحيرة، التي يتراوح منسوب المياه فيها بين 44.3 متراً ، 44.8 متراً تحت مستوى سطح البحر المتوسط.
والبحيرة كانت مياهها عذبة ومصايدها مزدهرة حتى عهد قريب قبل إدخال نظام الري المستديم في القرن الـ19 في عصر محمد علي باشا، بحسب م. أيمن، لكن زادت درجة الملوحة فيها مع شدة البخر حتى وصلت حاليا لقرابة 31 ألف جزء في المليون بفضل تدخل شركة اميسال لاستخلاص الأملاح الذائبة منها، موضحا أن البحيرة تستمد مياها من "مصرف البطس"، الذي تتشكل مياهه من الصرف الصحي والصناعي، وكذلك مصرف الوادي الذي تمر فيه مياه الصرف الزراعي و12 مصرفا فرعيا آخر وجميعها غير معالجة بنسبة حوالي 67 % .
3 محاور للإنقاذ
وبحسب م. أيمن، يعد البخر بحرارة الشمس على بحيرة قارون، أول مشكلاتها نظراً لاتساع رقعتها، ما يتوجب إحداث توازن بين المياه الداخلة للبحيرة، وكمية البخر من سطحها للحفاظ على هذا المنسوب ثابتاً، متابعا: لذا هناك تنسيق بين المحافظة من خلال الفريق العلمي المتخصص برئاسة د. نسرين عز الدين مستشار المحافظ لشئون الثروة السمكية، ومصنع اميسال ومنطقة وادي النيل بالفيوم والإدارة المركزية للأشغال العامة والموارد المائية التي وجهها محافظ الفيوم بالوصول بالبحيرة لأعلى منسوب لتخفيف نسبة الملوحة والحفاظ على التوازن البيئي لها.
وتعمل الدولة على 3 محاور أساسية لإنعاش بحيرة قارون، والحديث مازال للمسئول بجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، المحور الأول مشروع استخراج الأملاح، والثاني حل مشكلة الصرف الصحي والصناعي علي البحيرة، من خلال وزارة الإسكان و بالتعاون مع المشروعات الخاصة ببنك إعادة الاعمار الأوروبي، والمحور الثالث، إيجاد حلول لمشكلة "طفيل الايزوبود"، الذي يدمر أسماك البحيرة، وهناك بالفعل دراسات وجهود لمكافحة الطفيل.
ضخ مياه عذبة
ويتطلب التغلب علي الملوحة الزائدة في بحيرة قارون زيادة مياها، كما أوضح م. محمد إبراهيم، رئيس الإدارة المركزية للموارد المائية والري بالفيوم، مشيرا إلى أنه تم طرح أكثر من عملية لتوسيع وتعميق و تجريف بحر يوسف بتكلفة تجاوزت الـ 300 مليون جنيه لرفع مناسيب مياه البحيرة مباشرة ومعه انخفضت الملوحة عام 2017 من 38 ألف جزء و 40 ألف جزء في المليون إلي 28 ألف و 32 ألف جزء من المليون.
وفي عام 2020 تم أيضا ضخ كمية زيادة من المياه العذبة للبحيرة وإلغاء السدة الشتوية ، علاوة علي سيول مارس 2020 التي جاءت كمنحة ربانية لإنقاذ البحيرة من الملوحة، والتي صبت كلها في البحيرة ما أدى لرفع منسوبها وتحسين نوعيتها، والحديث مازال لمسئول الري في الفيوم، قبل أن يتابع: وباستمرار تقوم الوزارة برصد التصرفات المائية للبحيرة ، ومعادلاتها بمعدل البخر والعمل علي تزويد هذا التصرف الداخل، ليكون أعلي من البخر حيث يكون أقصى منسوب للبحيرة خلال شهر أبريل من كل عام مما أدى لتحسن مياهها .
عدوى زريعة البوري
وتوضح، د. نسرين عز الدين مستشار محافظ الفيوم لشئون الثروة السمكية وأستاذ طفيليات الأسماك بكلية طب بيطري القاهرة، أن بحيرة قارون أصابها بلاء طفيل يطلق عليه "متماثلات الأرجل" المعروف باسم "الأيزوبود" مع بداية عام 2014، دخل البحيرة عن طريق زريعة أسماك بوري تم جلبها من البحر المتوسط ، دون فحص أو اتخاذ إجراءات للأمان الحيوي.
وكانت ملوحة البحيرة المغلقة وفقا لتفسير د. نسرين، فرصة مواتية لتطفل "الأيزوبود"، على كل أنواع الأسماك في بالبحيرة، ولكن زاد الطين بلة على حد وصف د. نسرين، تفاقم الوضع عامي 2015-2016 مع زيادة ارتفاع َمعدل تلوث البحيرة بمياه الصرف الزراعي والصناعي والصحي غير المعالج الذي قضى علي كل مخزونها السمكي، ولم يتبق فيها إلا عدد قليل من الأسماك ما بين نافق أو ضعيف، وزيادة انتشار الرائحة الكريهة علي طول ممشى البحيرة الذي يكتظ بالقرى السياحية و المطاعم والكافيهات، مما أفقدها روادها فاضطرت لغلق أبوابها وخسر المئات مصدرا للرزق، وأصبح حالهم كحال كل صيادين البحيرة.
خطة إستراتيجية للمقاومة
وفي ديسمبر عام 2016 ، كان هناك تكليف لفريقي العلمي بحسب د. نسرين من د. جمال سامي محافظ الفيوم آنذاك ببحث المشكلة والعمل علي حلها، فوضع الفريق البحثي الذي يضم كل تخصصات الأسماك مثل الطفيليات والفارماكولوجي، والباثولوجي، ورعاية الذريعة، والاستزراع ، والأمراض الفيروسية للأسماك والإحصاء خطة إستراتيجية لمقاومة الـ"ايزوبود"، تقوم على الاستعانة بنتائج كافة الأبحاث العلمية التي أعدت لمقاومة هذا الطفيل علي مستوي العالم، وتم بالفعل تطبيقها بشكل علمي، لكنها استغرقت أمدا طويلا لأن متماثلات الأرجل طفيل شرس ويصعب مقاومته في ظل ارتفاع معدلات التلوث والملوحة.
وركزت الإستراتيجية علي منع إلقاء أي ذريعة في البحيرة حتى يُحرم الطفيل من عوائله، ومع تغير المحافظ قل الاهتمام قبل أن يتجدد في عهد المحافظ الدكتور أحمد الانصاري، الذي أصر على إقالة البحيرة من عثرتها، ومع استمرار العمل أصبحت البحيرة في النصف الثاني من عام 2022 ، في أفضل حالاتها واستعادت "قارون" رونقها، وعادت الحياة لممشاها مجددا، وفتحت القرى والمنشآت السياحية أبوابها، وعادت المراكب تموج وسط البحيرة وتخرج من خيراتها، بحسب د. نسرين، قبل أن تشير إلى أن البحيرة أخرجت أطنانا من أسماك موسى خلال العامين الماضيين، فضلا عن أطنان أسماك البساريا التي تعد مصدرا لرزق الصيادين وتورد للقاهرة بسعر 50 جنيها للكيلو.
"بحيرة قارون" عانت لسنوات طويلة من مشكلات عديدة أفقدتها مخزونها السمكي، قبل أن تتدخل الدولة بقوة لتنفيذ إستراتيجية تعيد لتلك البحيرة التاريخية توازنها البيئي.
بحيرة تاريخية مغلقة
وتتسم طبيعة بحيرة قارون، بأنها بحيرة مغلقة، وتراوحت مساحتها في عهد المصريين القدماء، بنحو 2800 كم مربع أي ما يقرب من مائة ضعف المساحة الحالية والتي تبلغ الآن حوالي 53 ألف فدان، بتلك المعلومات استهل م. أيمن محمد مدير عام منطقة وادي النيل للثروة السمكية بجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية التابع لرئاسة مجلس الوزراء، حديثه معنا، قبل أن يضيف، أنه يتعايش منها 4840 صياد بعدد قوارب صيد 605 قارب ويسوقون إنتاجهم من خلال 11 مركز تجميع منتشرة علي ساحل البحيرة، التي يتراوح منسوب المياه فيها بين 44.3 متراً ، 44.8 متراً تحت مستوى سطح البحر المتوسط.
والبحيرة كانت مياهها عذبة ومصايدها مزدهرة حتى عهد قريب قبل إدخال نظام الري المستديم في القرن الـ19 في عصر محمد علي باشا، بحسب م. أيمن، لكن زادت درجة الملوحة فيها مع شدة البخر حتى وصلت حاليا لقرابة 31 ألف جزء في المليون بفضل تدخل شركة اميسال لاستخلاص الأملاح الذائبة منها، موضحا أن البحيرة تستمد مياها من "مصرف البطس"، الذي تتشكل مياهه من الصرف الصحي والصناعي، وكذلك مصرف الوادي الذي تمر فيه مياه الصرف الزراعي و12 مصرفا فرعيا آخر وجميعها غير معالجة بنسبة حوالي 67 % .
3 محاور للإنقاذ
وبحسب م. أيمن، يعد البخر بحرارة الشمس على بحيرة قارون، أول مشكلاتها نظراً لاتساع رقعتها، ما يتوجب إحداث توازن بين المياه الداخلة للبحيرة، وكمية البخر من سطحها للحفاظ على هذا المنسوب ثابتاً، متابعا: لذا هناك تنسيق بين المحافظة من خلال الفريق العلمي المتخصص برئاسة د. نسرين عز الدين مستشار المحافظ لشئون الثروة السمكية، ومصنع اميسال ومنطقة وادي النيل بالفيوم والإدارة المركزية للأشغال العامة والموارد المائية التي وجهها محافظ الفيوم بالوصول بالبحيرة لأعلى منسوب لتخفيف نسبة الملوحة والحفاظ على التوازن البيئي لها.
وتعمل الدولة على 3 محاور أساسية لإنعاش بحيرة قارون، والحديث مازال للمسئول بجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، المحور الأول مشروع استخراج الأملاح، والثاني حل مشكلة الصرف الصحي والصناعي علي البحيرة، من خلال وزارة الإسكان و بالتعاون مع المشروعات الخاصة ببنك إعادة الاعمار الأوروبي، والمحور الثالث، إيجاد حلول لمشكلة "طفيل الايزوبود"، الذي يدمر أسماك البحيرة، وهناك بالفعل دراسات وجهود لمكافحة الطفيل.
ضخ مياه عذبة
ويتطلب التغلب علي الملوحة الزائدة في بحيرة قارون زيادة مياها، كما أوضح م. محمد إبراهيم، رئيس الإدارة المركزية للموارد المائية والري بالفيوم، مشيرا إلى أنه تم طرح أكثر من عملية لتوسيع وتعميق و تجريف بحر يوسف بتكلفة تجاوزت الـ 300 مليون جنيه لرفع مناسيب مياه البحيرة مباشرة ومعه انخفضت الملوحة عام 2017 من 38 ألف جزء و 40 ألف جزء في المليون إلي 28 ألف و 32 ألف جزء من المليون.
وفي عام 2020 تم أيضا ضخ كمية زيادة من المياه العذبة للبحيرة وإلغاء السدة الشتوية ، علاوة علي سيول مارس 2020 التي جاءت كمنحة ربانية لإنقاذ البحيرة من الملوحة، والتي صبت كلها في البحيرة ما أدى لرفع منسوبها وتحسين نوعيتها، والحديث مازال لمسئول الري في الفيوم، قبل أن يتابع: وباستمرار تقوم الوزارة برصد التصرفات المائية للبحيرة ، ومعادلاتها بمعدل البخر والعمل علي تزويد هذا التصرف الداخل، ليكون أعلي من البخر حيث يكون أقصى منسوب للبحيرة خلال شهر أبريل من كل عام مما أدى لتحسن مياهها .
عدوى زريعة البوري
وتوضح، د. نسرين عز الدين مستشار محافظ الفيوم لشئون الثروة السمكية وأستاذ طفيليات الأسماك بكلية طب بيطري القاهرة، أن بحيرة قارون أصابها بلاء طفيل يطلق عليه "متماثلات الأرجل" المعروف باسم "الأيزوبود" مع بداية عام 2014، دخل البحيرة عن طريق زريعة أسماك بوري تم جلبها من البحر المتوسط ، دون فحص أو اتخاذ إجراءات للأمان الحيوي.
وكانت ملوحة البحيرة المغلقة وفقا لتفسير د. نسرين، فرصة مواتية لتطفل "الأيزوبود"، على كل أنواع الأسماك في بالبحيرة، ولكن زاد الطين بلة على حد وصف د. نسرين، تفاقم الوضع عامي 2015-2016 مع زيادة ارتفاع َمعدل تلوث البحيرة بمياه الصرف الزراعي والصناعي والصحي غير المعالج الذي قضى علي كل مخزونها السمكي، ولم يتبق فيها إلا عدد قليل من الأسماك ما بين نافق أو ضعيف، وزيادة انتشار الرائحة الكريهة علي طول ممشى البحيرة الذي يكتظ بالقرى السياحية و المطاعم والكافيهات، مما أفقدها روادها فاضطرت لغلق أبوابها وخسر المئات مصدرا للرزق، وأصبح حالهم كحال كل صيادين البحيرة.
خطة إستراتيجية للمقاومة
وفي ديسمبر عام 2016 ، كان هناك تكليف لفريقي العلمي بحسب د. نسرين من د. جمال سامي محافظ الفيوم آنذاك ببحث المشكلة والعمل علي حلها، فوضع الفريق البحثي الذي يضم كل تخصصات الأسماك مثل الطفيليات والفارماكولوجي، والباثولوجي، ورعاية الذريعة، والاستزراع ، والأمراض الفيروسية للأسماك والإحصاء خطة إستراتيجية لمقاومة الـ"ايزوبود"، تقوم على الاستعانة بنتائج كافة الأبحاث العلمية التي أعدت لمقاومة هذا الطفيل علي مستوي العالم، وتم بالفعل تطبيقها بشكل علمي، لكنها استغرقت أمدا طويلا لأن متماثلات الأرجل طفيل شرس ويصعب مقاومته في ظل ارتفاع معدلات التلوث والملوحة.
وركزت الإستراتيجية علي منع إلقاء أي ذريعة في البحيرة حتى يُحرم الطفيل من عوائله، ومع تغير المحافظ قل الاهتمام قبل أن يتجدد في عهد المحافظ الدكتور أحمد الانصاري، الذي أصر على إقالة البحيرة من عثرتها، ومع استمرار العمل أصبحت البحيرة في النصف الثاني من عام 2022 ، في أفضل حالاتها واستعادت "قارون" رونقها، وعادت الحياة لممشاها مجددا، وفتحت القرى والمنشآت السياحية أبوابها، وعادت المراكب تموج وسط البحيرة وتخرج من خيراتها، بحسب د. نسرين، قبل أن تشير إلى أن البحيرة أخرجت أطنانا من أسماك موسى خلال العامين الماضيين، فضلا عن أطنان أسماك البساريا التي تعد مصدرا لرزق الصيادين وتورد للقاهرة بسعر 50 جنيها للكيلو.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية