لم تعد هناك خدمة أو مهنة في عصرنا هذا إلا وطالها التحديث والتطوير، حتى إجراءات تكريم الموتى وما تشملها من خدمات، فبعد أن كان أربابها هم الحانوتي والتربي، أصبحت كيانات متخصصة لتنظيم تلك الخدمة، وأطلق عليها شركات تنظيم الجنازات، وهي منتشرة على مستوى العالم، ومؤخراً عرفها المصريين. 
سنتعرف خلال السطور القادمة على هذا النوع من الأعمال، وما تقدمه من خدمات، ومدى إقبال المصريين عليها، وماهي التكلفة والبرامج المتاحة،. 


رحلة تكريم الأحباء
تقوم شركات تنظيم الجنازات بتقديم  كل خدمات الجنازة من الألف إلى الياء، من أول تصريح الدفن وكافة الإجراءات القانونية، ثم  تجهيز الجثمان والغسل  عن طريق متخصصين رجال ونساء حسب الشرع، ثم نقل المتوفى بأحدث السيارات المجهزة.

وتأتي بعد ذلك في رحلة التكريم ما يعرف بمراسم المقابر وهو ما تقوم تلك الشركات بتوفير وإعداد المقابر والمراسم المتبعة على حسب الديانة، حيث أنها توفر شيوخ أزهريين للمسلمين، وقساوسة ورهبان للأقباط، ثم يأتي بعد الدفن إجراء هام، وهو إخراج الصدقات الجارية، والهدايا التذكارية، كما توفر شركات تنظيم الجنازات ضمن برامجها خدمات النعي وحجز قاعات العزاء.

ولدراستها لكافة احتياجات أهل المتوفي، وضعت خدمة إعلام الوراثة ضمن برنامج تقديم الخدمة، عن طريق قانونيين متخصصين لإنهاء تلك الخدمة، وإنهاء إجراءتها في اسرع وقت.

التكلفة على حسب البرنامج 
ونتطرق لأهم ما يشغل بال القارئ عن هذه الشركات، وهي التكلفة أو الأسعار، وهي تختلف بناءً على متطلبات العائلة وأسرة المتوفي، حيث تقدم شركات تنظيم الجنازات ثلاث أنواع من الخدمات؛ الأولى خدمة أساسية، والثانية خدمة مميزة، والثالثة خدمة أكثر تميزا أو  Elite، وتترواح الأسعار ما بين 8000 جنيه إلى 48000 جنيه في نطاق القاهرة الكبري. وبتزيد 2000 جنيه خارج القاهرة، وتلك الأسعار رسمية و تكون شاملة، وبفاتورة وأهم ما تؤكده الشركات أنها لا تقبل الإكراميات.


تجارب ناجحة 
وعن تجربته مع تلك الشركات يروي وليد حلواني مهندس، أنه استعان بخدمات تنظيم الجنازات التي تعرف عليها عن طريق رسائل دعائية، وكانت تجربة ناجحة، حيث أنه بعد وفاة والدته تواصل مع الشركة على الخط الساخن، وطلب إنهاء اجراءات الغسل والنقل والدفن وقاعة العزاء، وتم ادراجي في أحد البرامج بناءًا على طلباتي، وبالفعل تم تقديم الخدمة بسرعة واتقان. 

وتقول ريهام فتحي، عن تجربتها مع تنظيم الجنازات أنها كان لها ترتيب مسبق معهم، أو تعاقد مسبق قبل الوفاة، وفور تعرض والدتي للوفاة داخل إحدى المستشفيات، تم الإبلاغ، وعلى الفور تم حضور عناصر مدربة سهلت كل الاجراءات، وقامت بكل ما تم الإتفاق عليه دون أي معاناة أو تقصير، وبالفعل كانت تجربة ناجحة. 

وتقول سلوى حسين، "حقيقي على طول بدعيلهم ربنا يكرمهم لذوقهم و تقديرهم للموقف الصعب اللي الواحد بيبقى فيه"، كانوا معنا وقت وفاة والدتي من أول مكالمة وزبلاغ بالوفاة، وتكمل: "هم اللي كانوا مسئولين علي كل حاجة، من أول الغسل للعربية اللي نقلناها فيها، لتجميع الناس قبل الجنازة، وأول ما وصلنا المدافن بيوزعوا مياه و كحول و كمامات وشماسي عشان الحر، و ادعية لأمي، وتنظيم كل حاجة في المقابر، وكمان بعتوا message يقولوا فيها أن النهارده الأربعين و دعاء لماما جميل"

رؤية
ويقول أحد مؤسسي شركات تنظيم الجنازات، أن رؤية الشركة تنقسم إلى جزئين:
الأول: هو تكريم الأحباء وقت رحيلهم،  لأن من حق الإنسان أن يكرم وقت وفاته بشكل إنساني. 
والشيء الثاني: هو تخفيف العبء عن الأسرة وقت الوفاة، والوقوف بجانبهم، والقيام بكل ما هو مطلوب، حتى يتفرغوا لأحزانهم، وهو ما تعمل عليه الشركة، وهو هدفها الوحيد تكريم الموتى والوقوف بجانب الاسرة، وهو ما نجحنا فيه منذ إنشاء الشركة في 2019 ودخولها السوق المصري.