محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أمس، خلال تجمع انتخابي له في بنسلفانيا، لم تكن الأولى من نوعها، لرئيس أمريكي حتى ولو كان سابقا، إذ شهد التاريخ العديد من محاولات اغتيال الرؤساء الأمريكيين.

بعض هذه المحاولات كانت ناجحة، بينما باءت الأخرى بالفشل، ولكن كلا النوعين من محاولات الاغتيال، أدت إلى تغييرات كبيرة في الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد.

أشهر محاولات الاغتيال وتأثيراتها

أبراهام لينكولن
في عام 14 أبريل 1865، تم اغتيال رئيس الولايات المتحدة السادس عشر أبراهام لينكولن على يد جون ويلكس بوث في مسرح فورد، وأثر الحادث بشدة على إعادة الإعمار في الولايات المتحدة بعد الحرب الأهلية وكانت نقطة تحول في التاريخ الأمريكي.

جيمس جارفيلد
في ثمانينات القرن الـ19 أيضا، تم استهداف الرئيس العشرين للولايات المتحدة، جيمس جارفيلد بطلق ناري أطلقه عليه محاميه تشارلز جيه، في محطة سكة حديد بالتيمور في واشنطن، لعدم منحه منصب القنصل تقديرًا لجهوده.
الطلق الناري لم يسفر عن قتل "جارفيلد"، إلا بعد نحو 3 أشهر من الحادث، نتيجة تلوث جروحه، فيما حكم على قاتله بالإعدام شنقا بعد حادث إطلاق النار بنحو عام.

ويليام ماكينلي
وفي 6 سبتمبر عام 1901، تم استهداف الرئيس الأمريكي الخامس والعشرين ويليام ماكينلي، برصاص أحد المتطرفين الشباب،  أثناء تواجده في معرض عموم أمريكا بولاية نيويورك.

وكسابقه "جارفيلد"، توفي "ماكينلي"، بعدوى أصابت جرحه متأثرًا بإصابته بعد مرور 8 أيام على الحادث، فيما أُعدم قاتله في الشهر التالي لواقعة إطلاق الرصاص، وترتب على الأمر إصدار الكونجرس الأمريكي أمرًا بإنشاء جهاز الخدمة السرية لأمن الرئيس.

ثيودور روزفلت
وفي عام 14 أكتوبر 1912، شهدت الولايات المتحدة محاولة اغتيال ثيودور روزفلت الرئيس السادس والعشرين للولايات المتحدة الأمريكية من عام 1901 إلى 1909، بإطلاق النار عليه خلال حملة انتخابية، لكنه نجا وأكمل خطابه.
وعززت محاولة الاغتيال مكانته كبطل وشجعته على استكمال حملته الانتخابية.

جون ف. كينيدي
و في 22 نوفمبر 1963، تم اغتيال الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة جون كينيدي في دالاس، تكساس، ما أثار صدمة وطنية ودولية، وغيرت مسار السياسة الأمريكية بشكل كبير.

رونالد ريجان
وشهد يوم 30 مارس عام 1981، محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي الأربعين رونالد ريجان، الذي جرح في هجوم على يد جون هينكلي جونيور.
 وكانت لمحاولة اغتياله أثر كبير على حياته، حيث زادت شعبيته نتيجة لتعاطف الشعب، وصدرت تعديلات لقوانين حماية الرؤساء.

زعزعة فرص بايدن 
وكانت فرص بايدن و ترامب قبل محاولة اغتيال الأخير أمس متقاربة، كما يرى الكاتب والمفكر والخبير السياسي، الدكتور طارق حجي، قبل أن يتوقع  أن ما حدث لـ"ترامب"، سيرفع من احتمالات فوزه وعودته في يناير المقبل للبيت الأبيض.
كثيرون لا يدركون أن بايدن يمثل اليسار بمفهومه الأمريكي وأن ترامب هو عدو هذا اليسار، والحديث مازال لـ"حجي"، متابعا: "ولاشك أن المناظرة بين الغريمين، التي جرت وقائعها منذ أيام، ثم محاولة الاغتيال أوجدا حالة جديدة تصب في مصلحة ترامب".

مسار الانتخابات
اتفق تقريبا مع الرأي السابق، محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي العام وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، مؤكدا أن محاولة اغتيال ترامب، ستؤثر على الانتخابات الرئاسية.
وأضاف: "تاريخيًا شهدنا كيف يمكن لمحاولات الاغتيال أن تغير مسار الانتخابات بشكل جذري، وستؤدي إلى تعاطف الناخبين مع المرشح المستهدف، أو قد تثير مخاوف أمنية تؤثر على قرارات الناخبين".

استغلال لصالح المرشح
وبين أستاذ القانون الدولي، أنه في الحالة الأمريكية الحالية قد تؤدي أي محاولة اغتيال حقيقية أو مزعومة إلى استقطاب سياسي أكبر، ويمكن أن يستغلها البعض لصالح المرشح المستهدف لتعزيز صورته كضحية للاضطهاد السياسي مما قد يزيد من شعبيته بين قاعدته الانتخابية، محذرا من خطورة استغلال مثل هذه الحوادث لتحقيق مكاسب سياسية قد تقوض من ثقة الناخبين في العملية الديمقراطية ككل، ما يتطلب ضرورة الشفافية في التحقيقات المتعلقة بأي محاولات اغتيال مزعومة، وأن تكون التحقيقات شفافة وشاملة ويتم إطلاع الرأي العام على نتائجها بشكل كامل، للحفاظ على ثقة الناخبين في نزاهة العملية الانتخابية، والتعامل مع أي إدعاءات بمحاولات اغتيال بجدية وحيادية تامة.