تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : بعد غلق أكثر من مركز.. حقيقة بزنس "علاج الملوك" بالأكسجين النشط
source icon

سبوت

.

بعد غلق أكثر من مركز.. حقيقة بزنس "علاج الملوك" بالأكسجين النشط

كتب:محمود جودة

في ظل تزايد انتشار الأمراض المزمنة وظهور أمراض جديدة، انتشرت مراكز طبية غير مرخصة تروج لـ "الأكسجين النشط" أو العلاج بالأوزون الطبي على أنه الحل السحري لأمراض العصر، بدءًا من السكري والضغط وحتى أمراض القلب والمناعة، ورغم تحذيرات وزارة الصحة ومنعها العلاج العشوائي بالأوزون، لا تزال هذه المراكز تعمل بأسعار باهظة مستغلةً جهل المرضى بخطورتها.

مراكز للعلاج
من خلال التواصل مع عدد من المراكز عبر "فيسبوك" وزيارة إحداها بالوجه البحري – حيث تنتشر بكثافة – تبين أن العلاج يعتمد على جلسات أسبوعية (2-3 جلسات) تتضمن حقن الأكسجين النشط بعد فحوصات أولية مثل قياس السكر ورسم القلب، وتختلف التكلفة حسب "الباكيدج"، حيث تصل الجلسة إلى 650 جنيهاً قبل الخصم، وتنخفض إلى 250 جنيهاً عند حجز 12 جلسة، وفي مركز آخر، تم إبلاغنا بأن باكيدج الخصم يطبق في حالة حجز 8 جلسات على الأقل خلال وقت محدد.

وخلال الزيارة التقينا ح. م إحدى المترددات على المركز للعلاج بالأكسجين النشط، وهي مريضة بالسكر والضغط، وتعاني من مضاعفات السكري، وقالت إنها تشعر بالفارق بين حالتها الصحية قبل بدء العلاج، وإنها بدأت في التحسن بعد رابع أو خامس جلسة.

الملكة اليزابيث أصل الحكاية
ويطلق على العلاج بالأكسجين النشط مصطلح علاج الملوك، نسبة إلى الملكة اليزابيث ملكة بريطانيا والتي كانت تحصل على جرعتين منه شهرياً، وكان ذلك سببًا في منحها النشاط، الطاقة، والحيوية الدائمة.

ويعتمد العلاج على استخدام الأكسجين النشط "عالي التركيز" أو الأوزون الطبي، من خليط من الأكسجين (O₂) والأوزون (O₃) وبنسب دقيقة.

إعلانات مضللة
وتشير إعلانات المراكز إلى أن الأكسجين النشط يفيد الأصحاء أيضًا وليس المرضى فقط، حيث يقي من أمراض المناعة، الشيخوخة، السكر، الذاكرة، ينشط الدورة الدموية، ويرفع من كفاءة جميع الأعضاء والأنسجة بالجسم، كما يزيد من كمية الدم التي تصل لكل أعضاء الجسم، فيجعل الجسم "يعالج نفسه بنفسه".

كما تشيع تلك المراكز أن العلاج بالأوزون بشكل عام، يعالج الأمراض المناعية، مثل الروماتويد، الصدفية، الذئبة الحمراء، أمراض القلب، القولون، حساسية الصدر، ومضاعفات الجلطات، وآلام العضلات غير معلومة السبب، وغيرها من الأمراض التي ليس لها علاج آمن.

غاز سام
ويؤكد الدكتور علي محمد أخصائي الصحة العامة؛ أن استخدام الأوزون بطرق غير آمنة قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، خاصة عند حقنه في الوريد أو الاستنشاق، حيث صنفته منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية FDA كغاز سام عند الاستنشاق المباشر، إضافة إلى احتمالية تسببه في انتشار العدوى بين المرضى عند استخدامه في جلسات الساونا أو عبر الدم.

يأتي ذلك رغم أن هذا النوع من العلاج يساعد في بعض الحالات كالقدم السكري، والأعصاب الطرفية، وهو ما دفع الدولة للموافقة على إجراء أبحاث علمية لاستخدامه داخل المستشفيات الجامعية وفقاً لمحددات البحث العلمي وأخلاقياته المتبعة.

الجلسات والمخاطر
ويوضح الدكتور هاني إبراهيم، أخصائي الباطنة؛ أن العلاج بالأكسجين النشط دون إشراف طبي يسبب بعض المخاطر، خاصة عند التعرض لتركيزات عالية منه لفترات طويلة، ويختلف شكل الجلسات وطريقة الاستخدام من حالة لأخرى، ومنها:

1 – الاستنشاق:
يؤدي استنشاق الأكسجين بتركيز عالي لفترات طويلة، إلى تأثيرات سامة على الجهاز العصبي والرئتين، ينتج عنها نوبات تشنجية "صرعية"، ويمكن أن يتسبب في التهاب الرئة، أو تفاقم أمراض الجهاز التنفسي، مثل التليف الرئوي، وقد تنفجر الرئة عند التعرض لضغط مرتفع مفاجئ.
وقد يشعر المريض بألم في الأذن أو انسداد الجيوب الأنفية، بسبب تغير الضغط داخل الجسم أثناء العلاج.

2- الحقن الشرجي:
يستخدم لتعزيز صحة الأمعاء، وتحفيز الجهاز المناعي، ولكن قد تحدث مضاعفات، إذا لم يتم الإجراء بطريقة صحيحة أو تحت إشراف طبي متخصص، ومنها حدوث تهيجات أو التهابات في المستقيم، والانتفاخ والمغص، إضافة إلى اضطراب التوازن البكتيري بعد تأثر البكتيريا النافعة وحدوث اضطرابات هضمية، مع زيادة خطر إجهاد جدار الأمعاء، أو تمزقها.

3 – جرعات الوريد:
يتطلب حقن الأكسجين النشط في الوريد مباشرة، دقة عالية وإشراف متخصص، لأن الخطأ هنا يتسبب في مضاعفات خطيرة، منها الانسداد الهوائي في الأوعية الدموية، بسبب تكوين فقاعات هوائية في مجرى الدم، مما يخلف الجلطات أو السكتات الدماغية، كما قد يسبب أضرارا تأكسدية للخلايا، وبالتالي تلف خلايا الدم والأنسجة.
هذا بخلاف "تخثر الدم" والتأثير على لزوجته الطبيعية، وتهيج الأوردة والأوعية الدموية، وقد ينتج عنه ردود فعل تحسسية تسبب ضيق التنفس، الدوخة، الغثيان، سرعة ضربات القلب، وتلف الأعضاء الحيوية.

4 - الحقن الموضعي:
الحقن الموضعي يستخدم – حسب مراكز الحقن - في علاج الالتهابات المزمنة، وآلام المفاصل، والجروح غير الملتئمة، وقد يتسبب في تلوث موضع الحقن، أو التهابات بكتيرية أو فيروسية فيها، وبالتالي تقرحات جلدية أو خراريج، وكذلك تلف الأنسجة والخلايا بسبب الأكسدة المفرطة، إضافة إلى ألم موضعي، وتورم، واحمرار، وكدمات أو نزيف داخلي طفيف، أو حكة، وطفح جلدي في موضع الحقن.

5- كمادات الأكسجين:
وقد تتسبب الكمادات المبللة بالأكسجين النشط، المستخدمة لعلاج الجروح في حدوث تهيج للجلد وحروقاً كيميائية، والتهابات، أو تورم في الجلد، كذلك زيادة مضاعفات الحالة نتيجة تأخر الشفاء حيث لا يجدي الأكسجين نفعًا.

إجراء رسمي
ومؤخرًا، أغلقت وزارة الصحة والسكان، فرعين لعيادات متخصصة في العلاج بالأكسجين النشط، في محافظة القاهرة، لمخالفتهما الاشتراطات الصحية والعمل بدون ترخيص.
وأوضح الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أنه تم ضبط كميات كبيرة من الأدوية والمستحضرات الطبية منتهية الصلاحية، وسرنجات معبأة مسبقاً بمادة شفافة مجهولة المصدر، وأجهزة طبية غير مرخصة، ووجود عمالة غير مؤهلة.
الصحة تحذر 
وحذرت وزارة الصحة، المرضى من اللجوء إلى المراكز الطبية غير المرخصة رسميًا من الدولة، للحصول على الخدمات الصحية التي يطلبونها، مشددةً على ضرورة الابتعاد عن هذه الكيانات.
وجاء هذا التحذير خلال تصريحات الدكتور هشام زكي، رئيس الإدارة المركزية للعلاج الحر والتراخيص غير الحكومية بوزارة الصحة، فحقن الأكسجين بجرعات غير دقيقة سواء كانت أكثر أو أقل لا ينتج عنه فائدة للمريض، ولكن قد تخلف مضاعفات كبيرة على المرضى، وتوقعهم ضحية للمراكز غير المرخصة، نتيجة لاحتمالية وجود مخاطر صحية.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية