رحلت فاتن حمامة في 17 يناير 2015، تاركة خلفها إرثًا من الأعمال التي عبرت عن أحلام وواقع أجيال متعاقبة، منذ بدايتها السينمائية بفيلم يوم سعيد عام 1940.

اكتشفت مواهب عديدة.. من التمثيل إلى الموسيقى
لم تكن فاتن حمامة نجمة سينمائية فحسب، بل كانت أيضًا داعمة للكثير من المواهب في مجالات مختلفة، من التمثيل إلى الموسيقى والإخراج والتأليف، ساهمت في اكتشاف أسماء لامعة مثل هشام سليم، إلهام شاهين، محسن محيي الدين، أحمد سلامة، إيناس الدغيدي، غادة عادل، أحمد الفيشاوي، نيللي كريم، علا غانم، علا رامي، روبي، سيمون، محمد هنيدي، صابرين، ميرال، ومنال سلامة، وغيرهم من النجوم الذين يملئون الساحة الفنية اليوم.

حتى في عالم الموسيقى، كان لفاتن حمامة دور بارز في تقديم مواهب كبيرة، المايسترو عمر خيرت قال عنها: "فاتن حمامة كان لها فضل كبير في تعريف الجمهور بي، هي من رشحتني لتلحين فيلم ليلة القبض على فاطمة، وعلى الرغم من أن هذا لم يكن عملي الأول، إلا أن اختيارها لي كان بمثابة نقلة نوعية في مسيرتي الفنية، لتتحول موسيقى الفيلم إلى أيقونة لا تُنسى حتى اليوم."

إلهام شاهين: كانت داعمي الأول
تذكر إلهام شاهين فاتن حمامة بكلمات مليئة بالامتنان، قائلة: "فاتن حمامة كانت أول من أضاء لي الطريق، قالت لي في إحدى المناسبات: أنت تشبهينني كثيرًا وأنا طفلة؛ هذه الكلمات كانت بمثابة شهادة اعتزاز لي، وبعد سنوات، اتصلت بي لتهنئني على نجاحي في فيلم أيام الغضب، وكانت تلك لحظة لا تُنسى."

محمد هنيدي: حلم تحقق
أما النجم الكوميدي محمد هنيدي فيعتبر فاتن حمامة جزءًا مهمًا من مسيرته الفنية، يقول: "كان التمثيل معها حلمًا تحقق، عندما كنت في لجنة الامتحانات بمعهد السينما، فوجئت بمن ينادي عليّ للمشاركة في فيلم معها، وعرفت بعدها أنه المنتج سيد أحمد وأن المخرج خيري بشاره وفاتن حمامة يطلبونني للمشاركة فى الفيلم، كانت تلك لحظة فارقة في حياتي فالعمل معها في فيلم يوم حلو ويوم مر كان تجربة استثنائية، ليس فقط لأنني وقفت أمام سيدة الشاشة العربية، بل لأنني تعلمت منها الكثير."

حلا شيحة: إرث لا يُنسى
حلا شيحة، التي شاركت في مسلسل إمبراطورية ميم، الذي سبق أن قدمته فاتن حمامة، قالت: "لا أنسى اللحظة التي قرأت فيها تصريحًا لها تقول فيه عني: حلا شيحة بنت هادية الأداء وهائلة القدرات؛ هذه الكلمات كانت دافعًا لي لأقدم عملي بأفضل صورة، كنت أشعر وكأنها تقف بجانبي في كل مشهد."

سيمون: بداية الرحلة
وعن مشاركتها مع فاتن حمامة في فيلم يوم حلو ويوم مر، قالت سيمون: "لم أكن أفكر في التمثيل بقدر حبي للغناء، لكن إيمان فاتن حمامة بي كان دافعًا لي لأستكمل مسيرتي الفنية، هي من اختارتني للمشاركة في الفيلم بعد نجاح أغنيتي تاكسي، أعتبرها نجمة لن تتكرر."

إرث فني خالد
رحلت فاتن حمامة بعد أن قدمت أكثر من 150 عملًا فنيًا، معظمها أفلاماً سينمائية، بالإضافة إلى تمثيلها، أنتجت عدة أفلام مثل موعد مع السعادة، حب ودموع، وحكاية وراء كل باب، وظلت محتفظة بعلاقاتها مع كبار النجوم حتى آخر أيامها، ولم تدخل في صراعات مع من حاولوا انتزاع لقب "سيدة الشاشة العربية" منها، رغم المنافسة الشرسة من نجمات مثل شادية وهند رستم ومريم فخر الدين وسعاد حسني.

فاتن حمامة كانت أكثر من مجرد نجمة سينمائية؛ كانت رمزًا للجمال والفن والإنسانية، وصفها المخرج يوسف شاهين بـ"جميلة الجميلات"، وربطتها صداقات قوية مع عمالقة الفن مثل المايسترو صالح سليم، الذي قدمته في فيلم الباب المفتوح، وفي ذكرى رحيلها، تبقى فاتن حمامة أيقونة فنية خالدة، سيدة الشاشة العربية التي لن تتكرر.